91 براءة اختراع و81 ألف فكرة تكرّس «أرامكو» منتجا للطاقة والأبداع أيضا
حولت 91 براءة اختراع حصلت عليها شركة «أرامكو السعودية» خلال الأعوام الماضية الشركة من مجرد منتج للنفط والغاز من مكامنها، إلى منتج للأفكار المبدعة والخلاقة لحل الكثير من المشكلات التي تواجهها من ناحية، وتطوير تقنيات جديدة تساعد أكبر شركة نفط في العالم على مواصلة صدارتها لشركات النفط العالمية.
لم يتوقف الإنتاج من مكامن الإبداع لدى موظفي «أرامكو السعودية» عند براءات الاختراع، إذ يكشف عمر بازهير كبير مهندسي الشركة، عن تقديم أكثر من خمسة آلاف موظف لما يزيد على 11 ألف فكرة جديدة عبر نظام إدارة الأفكار الإلكتروني في الشركة خلال العام الماضي 2009 وحده، ليصل إجمالي عدد الأفكار التي قدمت للبرنامج حتى الآن إلى أكثر من 81 ألف فكرة.
بينما تعرض «أرامكو السعودية» حاليا 11 اختراعا أنجزها «مبدعوها» في معرض «ابتكار 2010» المقام في جدة، وهو المعرض الذي تشارك «أرامكو السعودية» مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين (موهبة)، واعتبره المهندس بازهير صدى حقيقيا لتأكيدات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأهمية العناية بالموهوبين والمخترعين في المملكة، والاهتمام بهم ليكونوا عناصر فاعلة ومفيدة في تحول المملكة إلى مجتمع معرفي، وتحول اقتصادها إلى اقتصاد قائم على المعرفة واستثمارها.
وأكد المهندس بازهير في أن «أرامكو السعودية» تهتم بشكل دائم بتوفير الأجواء الملائمة للابتكار والإبداع، خصوصا أنها تعد أكبر شركة بترول متكاملة في العالم، وطبيعة وحجم عملها، والتحديات التشغيلية التي تواجهها تشكل تحديات فريدة من نوعها، تتطلب حلولا لا يمكن الاعتماد على الآخرين فيها.
وأضاف: «من هنا تبرز أهمية سعي الشركة إلى ابتكار الوسائل وتطويرها في مجال عملها، حتى أصبحت التطبيقات العلمية الإبداعية الخاصة بنا ظاهرة للعيان في مختلف مرافق ومناطق أعمال (أرامكو السعودية)، للاحتفاظ بمكانتها في طليعة الشركات العالمية المصنعة للزيت والغاز».
وأشار كبير مهندسي «أرامكو السعودية» إلى أن الشركة استطاعت، بفضل هذه السياسات، استحداث أفكار ووسائل لخفض المدد الزمنية وزيادة الإنتاجية، بما ساعد على توفير مئات الملايين من الريالات في مشاريعها وأعمالها المتعلقة بإنتاج الزيت والغاز ومشتقاتهما.
ونوه المهندس بازهير بأن مركز البحوث والتطوير في «أرامكو السعودية» يعكس التزام الشركة المستمر والمتزايد بمستقبل البحث في علوم البترول، وأعمال التطوير والبحوث في المملكة. لافتا إلى أن هذا التوجه يوفر بيئة عمل أفضل لعلماء ومهندسي الشركة، من خلال المساعدة في إطلاق وتحرير روح الإبداع.
وتحدث كبير مهندسي «أرامكو السعودية» عن التعاون القائم بين الشركة ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، وقال: «نحن في (أرامكو السعودية) نولي أهمية كبيرة لهذه الشراكة مع (موهبة)، لإيجاد نواة جيل المستقبل الواعد، وبناء مستقبل علمي مشرق، خصوصا أن المملكة خصصت موازنات ضخمة لتطوير العناصر البشرية وتنميتها، وإيجاد بيئة خصبة للابتكارات والاختراعات وتطوير التقنية».
وبالعودة إلى مشاركة «أرامكو السعودية» في معرض «ابتكار 2010»، قدمت الشركة 11 اختراعا في تخصصات مختلفة، إلا أنها جميعا تتفق في علاقتها الجوهرية بأعمال شركة «أرامكو».
وتشتمل مشاركة الشركة في المعرض على عرض ابتكارات عدة متنوعة، من بينها الاختراع المقدم من الموظفين محمد الهاجري، وويليام كونر، والهادف إلى معالجة مياه الصرف الصناعي بتكلفة معقولة جدا، باستخدام حبيبات الكربون المنشط ومفاعل حيوي غشائي لمعالجة مياه الصرف الزيتية، وجهاز «شعاع الصحراء» المقدم من الموظف عزت حجازي، ويسهم في التعرف على بصمة الزيت بالليزر.
وقدم الموظف طارق الشعلان وزملاؤه نظام «غيغاباورز» المبتكر للكشف عن مزيد من تفاصيل المكامن العملاقة للنفط والغاز في المملكة، ما سيمكن «أرامكو» من استخلاص كميات إضافية منهما، يضاف إليه النموذج الرياضي الذي ابتكره الموظف علي القحطاني، ويتصف بالدقة بصورة معقولة في التفاعل الموحد بين الحرارة والطاقة في معامل «أرامكو السعودية»، فيما ابتكر الموظف ناصر القحطاني سياجا عمليا قادرا على تقليص كميات الرمال الزاحفة على الطرق ومرافق الشركة.
واشتملت ابتكارات موظفي «أرامكو» المشاركة في معرض «ابتكار 2010»، على ابتكار الموظف ماهر الخشرم لطبقة عازلة لحماية صهاريج تخزين المنتجات المكررة من الحرارة والتآكل، فيما ابتكر زميله الموظف بالشركة محمد بن عفيف نظاما لتصريف مياه الأمطار من فوق أسطح صهاريج التخزين العائمة، بينما نجح الموظف فيصل القصير في تقديم طريقة مبتكرة لإزالة الزئبق من الغاز الطبيعي.
وتضمنت الابتكارات المقدمة من موظفي «أرامكو السعودية» نظاما متنقلا يستكشف خواص الصخور والسوائل باستخدام الروبوتات متناهية الصغر، شارك في ابتكاره أربعة من الموظفين هم علي اليوسف، ومازن كنج، ورامي كمال، وموديو ساني. كما تضمنت الابتكارات مادة كبريتية معدلة تسهم في تحسين كفاءة الطرق الإسفلتية في المملكة وزيادة عمرها الافتراضي، وابتكر هذه المادة فريق من المتخصصين هم: محمد المهذل، وابن الوليد حسين، وحمد عبد الواحد، وصالح العيدي، وجنيد سليم.
بينما شارك ثلاثة موظفين بالشركة، هم: توفيق الضبيب، وإبراهيم الجلال، وديف كانترال، في تقنية للتعرف إلى الأصوات الجيولوجية، ما يسهل من عملية استخلاص البيانات الجيولوجية بصورة آنية من دون تدخل بشري.
وتعتبر شركة «أرامكو السعودية» هذه الاختراعات والابتكارات «حلولا ناجحة لمشكلات العمل، ووسائل لتحسين بيئة العمل»، لذا تأخذها الشركة بـ«محمل جدي وطني، ذلك أن الحلول الآتية من داخل الشركة، ومن عقول العاملين فيها، تمثل داعما للتطلعات المستقبلية، خصوصا في اختصاصات عمل الشركة المتصلة بالطاقة وإنتاجها، وتكريرها، وتسويقها، وتصديرها».
المصدر: الشرق الأوسط