إذا ما خرق الفيزيائي أو الكيميائي النسب والأرقام العلمية صار عالما يشار له بالبنان وإذا ما خرج الكاتب عن معايير التفكير المنطقي أصبح أحد أعلام الأدب والفكر ولكن ماذا عن طفلة خالفت قانون الطبيعة بجسدها العنكبوتي الذي يتخذ أوضاعا لا تخضع لقانون أو منطق أثناء الطعام واللعب وحتى أثناء النوم وكأنه لا يحوي عظاما بداخله تحكم حركته.. تلك هي ناهد عز الدين.. فتاة الكاوتشوك العنكبوتية.
ونقلت صحيفة روز اليوسف المصرية عن أبيها خالد عز الدين قوله: إن ناهد فتاة ذات طبيعة جسدية خاصة وقد لفتت انتباهي منذ عامها الثاني فقد كانت تتخذ أوضاعا غريبة في النوم فتلتف بأحد جانبي الفراش وتتعلق بحافته ومهما حاولت أن أعيده إلي وضعه الطبيعي يعود تلقائيا إلي وضعه الأول ومن وقتها علمت أن لجسد ناهد طبيعة ولغة خاصة تختلف عنا وإذا ما كانت تمتلك قدرة خاصة أو موهبة فعلي أن أوجهها لتنمو في إطارها السليم فعندما بلغت عامها الرابع توجهت بها إلي السيرك القومي ولكن لم يتم قبولها لسنها الصغير وكان الجمباز هو الطريق الوحيد لناهد فقررت إلحاقها بالتدريب عليه ولكنها لم تستمر كثيرا وذلك لمرونة جسدها الزائدة علما بأن كثيرًا من أوضاع لعبة الجمباز تتطلب صلابة وثباتًا وهو ما رفضه جسد ناهد.
يكمل قائلاً: إلي أن ظهرت مدرسة لرعاية الموهوبين أمثالها وتقوم باختيار الأطفال من سن 6 سنوات وتقدم لهم الرعاية والتدريب ليكونوا أبطالا في الرياضة كما عادت إلي السيرك ليتولي تدريبها محمد عاكف وإيمان عاكف علي الكاوتشوك وبهرهما أداؤها كما التحقت بفرقة أطفال رضا التي أعدتها فرقة رضا من الأطفال في مثل عمرها لتقديم عروض خاصة بالفرقة وقام بتدريبها الفنانة ببا السيد إلا أن معظم العروض التي اشتركت بها كانت عروضًا جماعية في حين أن فقرة الكاوتشوك يجب أن تكون فقرة فردية وتركت بعد ذلك ناهد الفرقة لافتعال أشخاص بعض المشاكل وتوليت أنا مهمة تدريبها لعمل فقرة استعراضية منفردة تجمع في أدائها بين الباليه واستعراض الكاوتشوك ومهارات الجمباز.
ويضيف خالد أن مهارات ناهد منذ ذاك الوقت أخذت شكلا مختلفا فقد تدربت علي أوضاع “كاوتشوك” هي في غاية الصعوبة وكثير من فناني “الكاوتشوك” شهدوا بأنها مستحيلة ولكن جسد ناهد تقبلها وأداها بمرونة فائقة وصارت ناهد تؤدي فقرة خاصة بها شاركت بها في العديد من المسابقات التابعة لوزارة التربية والتعليم والشباب والرياضة وحصلت علي شهادات تقدير وتكريم من وزراء وسفراء علي رأسهم د. حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق ود. يسري الجمل وسفير اليمن..كما شاركت في 3 مسرحيات وحفلات ليالي التليفزيون.
كما يؤكد أن موهبة ناهد لم تقتصر علي “الكاوتشوك” وإنما تعشق رسم الكاريكاتير أيضا ومثلها الأعلى في هذا المجال مصطفي حسين كما أن مثلها الأعلى في “الكاوتشوك” نعيمة عاكف.. ولأن سنها قاربت من السادسة عشرة فقد قررت بعد الانتهاء من دراستها الثانوية الالتحاق بكلية التربية الرياضية لتحقق حلمها بعد التخرج بإنشاء أول مدرسة للتدريب علي “الكاوتشوك” لتدرب بها الفتيات من سن 5 سنوات حيث أنه لا توجد مدرسة في مصر تدعم مثل هذه المواهب.
مروة مظلوم