المجلةبنك المعلوماتشخصيات علميةمبدعون

الزرقالي .. معلم الغرب

الزرقالي من أعظم راصدي الفلك في عصره، وفريد زمانه في علم العدد، والرصد، وعلم الأبراج، وهو فلكي عربي مسلم أندلسي من مدينة طليطلة، قام بأكثر أرصاده بها، ثم انتقل منها إلى قرطبة وبقي فيها حتى وفاته، واسمه الكامل هو إبراهيم بن يحيى النقاش، المعروف بابن الزرقالة أو الزرقالي، ويعرف في اللاتينية باسم (Arzachel).

إسهاماته العلمية

اخترع الزرقالي نوعاً جديداً من الأسطرلاب معروف باسم “الصفيحة الزرقالية” التي حظيت بأهمية كبيرة. وقد دخلت هذه الصفيحة إلى مجال علم الفلك تحت اسم ” الأسطرلاب الزرقالي”، وفي القرن الخامس عشر، نشر راجيومونتانوس مخطوطاً يبين فيه مجمل فوائدها. و هو من الأوائل الذين أثبتوا حركة أوج الشمس بالنسبة للنجوم، ووجد أنها تصل إلى 04.12 دقيقة في السنة (والقيمة الحقيقية هي 8.11 دقيقة).

كما وضع الزرقالي جداول عن الكواكب، وهي المعروفة بالزيج الطليطلي، بناء على أرصاده التي قام بها في مدينة طليطلة من 1061إلى 1080م.

وصحَّح الزرقالي المعلومات الجغرافية لبطليموس والخوارزمي، فقد وجد أن طول البحر الأبيض المتوسط هو 42 درجة وليس 62 درجة كما قال بطليموس.

وتقول هونكة أثناء حديثها عن تأثير علماء الفلك العرب على الغرب، بأن أعمال الزرقالي حظيت عند الغربيين بأهمية كبيرة، ففي القرن الثاني عشر ترجم جيرار الكريموني أعمال الزرقالي إلى اللاتينية، وفي القرن الخامس عشر، ألف راجيومونتانيوس كتاباً عن فوائد الصفيحة الزرقالية، وفي عام 1530م كتب العالم البافاري يعقوب تسيجلرJacob Ziegler تعليقاً على كتاب الزرقالي، وفي عام 1530م ذكر كوبرنيك اسمي الزرقالي والبتاني في كتابه: “دوران الأجرام السماوية”(Revolutionibus de Clestium Orbium) واقتبس من آرائهما.

مؤلفاته

ذكر الزركلي من كتب الزرقالي المصنفات التالية: “العمل بالصفيحة الزيجية”، “التدبير”، و”المدخل في علم النجوم”، و”رسالة في طريقة استخدام الصفيحة المشتركة لجميع العروض”.

وكان لمؤلفات الزرقالي تأثير كبير على الفلكيين الأسبان الذين وضعوا الزيج المعروف باسم “ألفونسية” نسبة إلى ألفونس ملك قشتالة، الذي أمر بعد 200 سنة على وفاة الزرقالي، بترجمة كل آثاره إلى اللغة المحلية في قشتالة.

وفاته

توفي الزرقالي في العام 480هـ/1087م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى