المصري القديم وفن هندسة القماش|وقت أن كان العالم بأسره يتخذ من أوراق الأشجار وجلود الحيوانات رداءً، كان المصري القديم يصمم الأزياء؛ بل كان يصنع قماشاً من الكتان باستخدام ماكينة نسيج وبألوان باقية إلى الآن بنفس زهائها.
Table of Contents
تفاصيل مذهلة
القصة هنا ليست فقط للمشاهدة وليست للإعجاب بتاريخ عريق، لكنها ستُطرح من التفاصيل المذهلة لعلوم سابقة الأوان ربما ينشأ عنها تفسير جديد لتاريخ العلوم بأكمله.
فالتوصل لهندسة قماش يحتوي على خيوط الكتان المتينة من خلال عملية (السداء) وهي سحب الف خيط متواز ثم لحمهم عرضيا لينتج ثوب قماش، هذا شئاً مذهلاً في الزمان.
صباغة القماش بنبات النيلة الأزرق
ونأتي لتفصيلة دقيقة وهي صباغة هذا القماش بنبات “النيلة الأزرق” فما خاصية هذا اللون الطبيعي فله أيضاً قصة حديثة.
حاول الكثير من العلماء في منتصف القرن الثامن عشر فهم التركيب الكيميائي للون الأزرق الناتج من نبات النيلة، إلى أن توصل العالم “فون باير” من جامعة ميونيخ بتحليل ووصف التركيب الجزيئي للنيلي الطبيعي من عام 1866 إلى عام 1883. أطلق عليه indigo وفي عام 1905، حصل على جائزة نوبل.
أي إن بعد أربعين قرناً استطاع العالم أن يحصل على اللون الأزرق المحاكي للون نبات النيلة وهو ما أصبح لون الجينز المميز وإلى الآن لم يستطع أي لون آخر إزاحته عن عرش الأزياء.
مواد التلوين
ولصباغة هذا اللون على القماش حكاية أروع. فهو يحتاج لثلاث مواد رئيسية:
- مادة قلوية
- مادة اختزال
- ثم مادة اكسدة
مادة الاختزال
هكذا يتم الآن.. فكيف تصرف المصري آنذاك؟.
امتلك المصريون معرفة المواد من مصادرها الطبيعية فهذا وادي النطرون كان مصدراً لكربونات الصوديوم وهي المادة القلوية ووجد أن خلطها مع نبات النيلة في وجود مولاس القصب (مادة الاختزال) قد حقق له الصباغة الناجحة للقماش ومن ثم يقوم باكسدتها بتعريضها لاكسجين الهواء.
د/ حاتم جاد الحق
دكتوراة في الكيمياء العضوية واستشاري في مجال الصباغة والتجهيز-
عضو نقابة المخترعين المصرية