أخبار دوليةأخبار

شريحة “نيورالينك” لإيلون ماسك: نحو قدرات بشرية خارقة بتكلفة ساعة آبل

المقدمة

أثار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “نيورالينك”، موجة من الحماس والتساؤلات بعد إعلانه عن شريحة دماغية جديدة ستمكن الإنسان من تعزيز قدراته بشكل غير مسبوق. تهدف “نيورالينك” إلى جعل التقنيات العصبية جزءًا من حياتنا اليومية، وبسعر يُقارن بتكلفة ساعة آبل الذكية، مما يعزز من إمكانية وصول هذه التقنية للمزيد من الناس.

ما هي شريحة “نيورالينك”؟

شريحة “نيورالينك” هي جهاز مزروع في الدماغ يهدف إلى توسيع القدرات البشرية عبر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. تتصل الشريحة مباشرة بالدماغ، حيث تعمل على معالجة ونقل المعلومات العصبية، مما يتيح للمستخدم التواصل مع الأجهزة التقنية والتحكم بها بشكل مباشر. يمكن لهذه الشريحة مستقبلاً أن تمكّن المستخدم من التحكم في هواتفه، وأجهزة الكمبيوتر، وحتى الروبوتات بمجرد التفكير.

القدرات الفائقة التي تعد بها

تهدف “نيورالينك” إلى تحسين وظائف الدماغ، مما يمنح الأشخاص القدرة على تذكر تفاصيل دقيقة، وتحسين سرعة معالجة المعلومات، وقد تصل إلى تمكينهم من التحكم بأجهزة متعددة بأفكارهم فقط. هذه القدرات يمكن أن تسهم في علاج بعض الحالات المرضية، مثل إصابات الدماغ، ومشاكل الذاكرة، ومرض الشلل.

تكلفة شريحة “نيورالينك” وأثرها الاجتماعي

صرّح إيلون ماسك بأن تكلفة الشريحة ستكون مماثلة لسعر ساعة آبل الذكية، مما يجعلها بمتناول فئة واسعة من المستخدمين، وهذا التوجه قد يحدث ثورة في الوصول إلى التكنولوجيا العصبية المتقدمة. بتوفيرها بأسعار معقولة، سيكون هناك تأثير كبير على مستقبل التكنولوجيا الحيوية، مع إمكانية وصول الشريحة للأفراد العاديين وليس فقط للمختصين أو المرضى.

نيورالينك وعودة البصر

نعم، يهدف مشروع “نيورالينك” إلى تحقيق تطورات كبيرة في علاج الحالات العصبية، بما في ذلك فقدان البصر. من خلال هذه الشريحة، يأمل فريق إيلون ماسك في تطوير طرق جديدة لإعادة التواصل العصبي، مما قد يمكّن فاقدي البصر من استعادة الرؤية جزئيًا أو كليًا، حتى لو كانت المشكلة في العينين أو العصب البصري نفسه.

كيف يمكن أن تعمل الشريحة على استعادة البصر؟

تعمل “نيورالينك” عن طريق زرع شريحة صغيرة في الدماغ تتصل بالمناطق العصبية المسؤولة عن الرؤية. تعتمد الفكرة على أن يتم تجاوز الأجزاء التالفة أو المعطوبة في الجهاز البصري عبر إرسال إشارات مباشرة من الشريحة إلى القشرة البصرية في الدماغ، التي تقوم بمعالجة الصور وتحويلها إلى معلومات بصرية. بتطوير تقنيات قراءة وتحفيز الخلايا العصبية بشكل دقيق، يمكن للشريحة أن تتيح لفاقدي البصر إدراك محيطهم من جديد.

التحديات العلمية والتقنية

تحقيق هذه الإمكانية يتطلب التقدم في فهم الدوائر العصبية للرؤية، وتطوير أنظمة لقراءة وتحفيز الخلايا العصبية بشكل دقيق ومحدد. كما يحتاج إلى سنوات من التجارب السريرية للتأكد من فعالية التقنية وأمانها، خاصة فيما يتعلق بإعادة البصر لمَن فقدوا القدرة على الرؤية منذ فترة طويلة.

على الرغم من التحديات، يُعتبر هذا المجال من الأهداف الطموحة لمشاريع “نيورالينك”، وهو ما قد يشكل قفزة نوعية في تحسين جودة حياة الكثيرين من فاقدي البصر.

 التحديات والمخاوف

ورغم ما تقدمه من فوائد، فإن “نيورالينك” تواجه عدة تحديات، منها المخاوف المتعلقة بالخصوصية، والأمان، وإمكانية الاختراق. كما أن زراعة شريحة دماغية يثير التساؤلات حول سلامتها الطبية وتداعياتها طويلة الأمد.

حول إيلون ماسك

إيلون ماسك هو رجل أعمال كندي، حاصل على الجنسية الأمريكية، وهو مستثمر، ومهندس ومخترع. ومؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذي، والمصمم الأول فيها. المؤسس المساعد لمصانع تيسلا موتورز ومديرها التنفيذي والمهندس المنتج فيها. كما شارك بتأسيس شركة التداول النقدي الشهيرة باي بال، ورئيس مجلس إدارة شركة سولار سيتي

عن شركة نيورالينك

نيورالينك شركة أمريكية للتكنولوجيا العصبية أسسها إيلون ماسك مع ثمانية رجال أعمال أخرين، تهدف الشركة إلى تطوير الواجهات الحوسبية الداعمة للعقل البشري (BCIs).

يقع مقر الشركة الرئيسي في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. بدأت الشركة أعمالها في عام 2016 لتبدأ في الظهور للعامة في مارس 2017 تم شراء العلامة التجارية الحالية للشركة من ملاكها السابقين في يناير 2017.

نشر موقع «إنتظر لكن لماذا» في إبريل 2017 تصريح ماسك بأن الشركة تهدف إلى تصنيع أجهزة لعلاج أمراض الجهاز العصبي المركزي الخطيرة في وقت قصير، بهدف تعزيز الإنسان.

في يونيو 2016، ناقش ماسك مصطلح «الرباط العصبي» في سلسلة الخيال العلمي للروائي إيان بانكس.

الختام

في النهاية، تفتح “نيورالينك” الباب أمام مستقبل جديد يدمج الإنسان والتكنولوجيا بشكل وثيق. بتكلفة تعادل سعر ساعة آبل، قد نكون على أعتاب عصر يتمتع فيه الإنسان بقدرات عقلية خارقة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في تحقيق التوازن بين الفائدة التكنولوجية والمخاطر المحتملة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى