أخبار دوليةأخبار

إطلاق أول قمر صناعي خشبي في العالم: خطوة نحو استخدام الخشب لبناء المنازل على المريخ

في خطوة رائدة على صعيد استكشاف المواد الصديقة للبيئة للاستخدام الفضائي، أطلق باحثون من اليابان أول قمر صناعي مصنوع من الخشب إلى الفضاء.

يهدف هذا الابتكار إلى دراسة خصائص الخشب كبديل للمواد المعدنية التقليدية المستخدمة في تكنولوجيا الفضاء، واستكشاف إمكانياته في توفير مواد بناء مستدامة للمهمات الفضائية المستقبلية. يرى الباحثون أن الخشب، بفضل متانته وخصائصه المقاومة للإشعاعات الكونية، قد يكون مادة مثالية لبناء الهياكل في بيئات قاسية مثل سطح المريخ.

وقد توصل الباحثون إلى أن الخشب يمكن أن يحافظ على استقراره ومتانته لفترات طويلة في الفضاء، مما يجعله خياراً محتملاً لبناء المنازل في المريخ في المستقبل، حيث يمكن تصنيعه من موارد طبيعية أو نقله من الأرض بكلفة أقل مقارنةً بالمواد التقليدية.

مصنوع من شجرة الهونوكي

وقال مركز علم الفضاء البشري بجامعة كيوتو، إنه تم إطلاقه على متن صاروخ سبيس إكس بدون طيار من مركز كينيدي الفضائي التابع لوكالة ناسا في فلوريدا.

تم تصميم LignoSat من قبل باحثين في جامعة كيوتو في اليابان، وهو مصنوع من شجرة الهونوكي، وهو نوع من أشجار الماجنوليا التي كانت تستخدم تقليديا في صنع أغماد السيوف.

إطلاق أول قمر صناعي خشبي في العالم: خطوة نحو استخدام الخشب لبناء المنازل على المريخ
إطلاق أول قمر صناعي خشبي في العالم: خطوة نحو استخدام الخشب لبناء المنازل على المريخ

ما هو شجرة الهونوكي

شجرة الهونوكي، أو Magnolia obovata، هي نوع من الأشجار ينتمي إلى عائلة المغنولية، وتعتبر من الأشجار النادرة في اليابان وبعض أجزاء شرق آسيا. تتميز الهونوكي بأخشابها المتينة والعالية الجودة، والتي تُستخدم في تطبيقات عديدة بسبب مقاومتها للعوامل البيئية. يُعرف خشب الهونوكي بقدرته على تحمل الظروف القاسية، مما جعله مرشحًا ممتازًا لدراسة إمكانية استخدامه في الفضاء، بما في ذلك تجارب على أول قمر صناعي خشبي.

بالإضافة إلى خصائصها الفريدة في مقاومة التحلل والعوامل الجوية، تُستخدم أوراق وأزهار شجرة الهونوكي في الطب التقليدي في اليابان، إذ يُعتقد أن لها فوائد صحية.

ويهدف الفريق إلى زراعة الأشجار على القمر والمريخ خلال 50 عامًا.

وقال تاكاو دوي، رائد الفضاء الذي يدرس أنشطة الفضاء البشرية في جامعة كيوتو: “بفضل الخشب، وهي مادة يمكننا إنتاجها بأنفسنا، سنكون قادرين على بناء المنازل والعيش والعمل في الفضاء إلى الأبد”.

وقالت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية في منشور على موقع X إن القمر الصناعي الذي تم تركيبه في حاوية خاصة أعدتها “حلق في الفضاء بسلام”.

وقال متحدث باسم شركة سوميتومو فورستري، وهي الشركة المشاركة في تطوير القمر الصناعي ليجنوسات، لوكالة فرانس برس، إن عملية الإطلاق كانت ناجحة.

وأضافت أن القمر الصناعي “سيصل إلى المحطة الفضائية الدولية قريبا، وسيتم إطلاقه إلى الفضاء الخارجي بعد حوالي شهر” لاختبار قوته ومتانته.

إطلاق أول قمر صناعي خشبي في العالم: خطوة نحو استخدام الخشب لبناء المنازل على المريخ
إطلاق أول قمر صناعي خشبي في العالم: خطوة نحو استخدام الخشب لبناء المنازل على المريخ

وسيتم إرسال البيانات من القمر الصناعي إلى الباحثين الذين يمكنهم التحقق من علامات الإجهاد، وتحديد ما إذا كان القمر الصناعي قادرًا على تحمل التغيرات الشديدة في درجات الحرارة.

اختبار الخشب في الفضاء

أجرى باحثون يابانيون تجربة لمدة عشرة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية ووجدوا أن خشب الهونوكي هو الخشب الأكثر ملاءمة للتطبيقات الفضائية.

ثم قاموا ببناء LignoSat باستخدام تقنية الحرف اليابانية التقليدية بدون مسامير أو غراء لربط القمر الصناعي معًا.

وقال دوي “إذا تمكنا من إثبات نجاح قمرنا الصناعي الخشبي الأول، فإننا نريد عرضه على شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك “.

الخشب مقابل المعدن

وقال تاكاو دوي، رائد الفضاء وأستاذ متخصص في جامعة كيوتو، في مؤتمر صحفي في وقت سابق من هذا العام: “يجب أن تصبح الأقمار الصناعية غير المصنوعة من المعدن سائدة”.

وقال الباحثون، إن الخشب يتمتع بعدد من الفوائد مقارنة بالمعادن.

تنتج الأقمار الصناعية التقليدية جزيئات أكسيد عندما يتم إخراجها من الخدمة وإعادة دخولها إلى الغلاف الجوي للأرض، ولكن من المتوقع أن يحترق الخشب مع قدر أقل من التلوث.

ومن المتوقع أيضًا أن يكون الخشب أكثر متانة في الفضاء من الخشب الموجود على الأرض لأنه لا توجد رطوبة تؤدي إلى تعفنه ولا يوجد أكسجين يؤدي إلى حرقه.

وقال كينجي كارييا، مدير معهد سوميتومو للأبحاث في مجال الغابات في تسوكوبا: “قد يبدو الأمر قديمًا، لكن الخشب في الواقع يمثل تكنولوجيا متطورة مع توجه الحضارة إلى القمر والمريخ، والتوسع في الفضاء قد ينشط صناعة الأخشاب”.

حول جامعة كيوتو

جامعة كيوتو، إحدى أقدم وأعرق الجامعات في اليابان، تأسست عام 1897 وتعد من بين أفضل الجامعات على مستوى آسيا والعالم. تقع في مدينة كيوتو، وتشتهر بتركيزها على الأبحاث والابتكار في مجالات متعددة، بما في ذلك العلوم الطبيعية والتكنولوجيا والهندسة. حصلت على العديد من الجوائز الدولية، ويعد طلابها وأساتذتها من بين الأكثر ابتكاراً على مستوى اليابان.

تتميز الجامعة بأجواء أكاديمية مميزة، حيث تضم أكثر من 20 ألف طالب، بينهم العديد من الطلاب الدوليين، وتوفر برامج تدريسية متنوعة في جميع مراحل الدراسة من البكالوريوس إلى الدكتوراه. كما تتميز بمراكز أبحاث متطورة في مجالات مثل الطب، البيئة، والعلوم الإنسانية، مما يجعلها مركزًا رئيسيًا للابتكار في اليابان.

تتمتع الجامعة أيضًا بسمعة قوية في التعاون الدولي، إذ ترتبط بشراكات أكاديمية وبحثية مع جامعات ومؤسسات من مختلف أنحاء العالم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى