شاعر لامع، اشتهر بشعره الرومانسي باللغة العربية واللهجة العامية وهو أكثر الشعراء شهرة لدى العامة لارتباط اسمه بعشرات الاشعار الغنائية الشهيرة التي تغنت بها كوكب الشرق ام كلثوم والتي شكلت روائع لازالت محفورة في وجدان الشعب العربي الي الان، تنوعت أعماله مابين الشعر والأدب والترجمة، ولقب بشاعر الشباب.
ولد الشاعر احمد رامي في 19 أغسطس من عام 1892م في حي السيدة زينب بالقاهرة والتحق بمدرسة المعلمين وتخرج فيها عام 1914م، وفي عام 1922م سافر إلي باريس في بعثه لتعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية ثم حصل علي شهادة في المكتبات من “جامعة السوربون”، وفى عام 1952م أُختير أمينًا للمكتبة بدار الكتب المصرية، وعمل على تطبيق ما درسه في فرنسا في تنظيم دار الكتب، وتلى ذلك انضمامه إلى عصبة الأمم كأمين مكتبة عقب انضمام مصر إليها، كما عمل رامي كمستشار لدار الإذاعة المصرية، وبعد توليه هذا المنصب لثلاث سنوات عاد لدار الكتب كنائب لرئيسها.
نال أحمد رامي تقديرا عربيا وعالميا واسع النطاق حيث كرمته مصر عندما منحته “جائزة الدولة التقديرية” عام 1967م كما حصل علي “وسام الفنون والعلوم” ونال أيضا “وسام الكفاءة الفكرية” من الطبقة الممتازة حيث قام الملك الحسن الثاني ملك المغرب بتسليمه الوسام بنفسه وانتخب احمد رامي رئيساً لجمعية المؤلفين وحصل علي “ميدالية الخلود الفني” من أكاديمية الفنون الفرنسية وقبل وفاته ببضع سنوات كرمه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات حيث منحه درجة الدكتوراه الفخرية في الفنون.
أصيب احمد رامي بحالة من الاكتئاب الشديد بعد وفاة محبوبته، الملهمة الأساسية له أم كلثوم ورفض أن يكتب أي شي بعدها حتى توفي في الخامس من يونيو من عام 1981م بعد أن قدم لأم كلثوم اكثر من مائتي أغنية من أروع ما غنت.
سعى رامي وراء تطوير وثقل موهبته الشعرية فحرص على حضور المنتديات والمجالس الشعرية، وكان أول نتاجه الأدبي قصيدة وطنية كتبها وهو في الخامسة عشر من عمره، وفي عام 1910م تم نشر قصيدة له في مجلة الرواية الجديدة بعد ذلك توالت اعمال رامي الشعرية فقدم قصائد بألفاظ سهلة مفعمة بالمعاني والأحاسيس، وأخترق الحياة الأدبية عام 1918م فأصدر ديوانه الاول والذي كان مختلفًا تمامًا عن الأسلوب الشعري السائد في ذلك الوقت والذي سيطر عليه كل من المدرستين الشعريتين الحديثة والقديمة، وأعقب ديوانه الأول بديوانيين اخرين في عام 1925م، وعلى الرغم من أن شعر رامي قد بدأ بالفصحى إلا أنه أنتقل للعامية بعد ذلك، ولكنها كانت عامية راقية استطاع من خلالها إبداع صور راقية لم تعهدها العامية المصرية قبله.
ومن اهم الاعمال التي ابدعها شاعر الشباب “ديوان رامي” وهو من اربع أجزاء وابدع رامي مجموعة ضخمة من الأغاني التي تغنت بها كوكب الشرق ” أم كلثوم ” والتي يصل عددها إلي ما يقرب من مائتي أغنية منها: “جددت حبك ليه”، “رق الحبيب” ، “سهران لوحدي”، ” هجرتك”، وغيرها الكثير.
كما ساهم احمد رامي في ثلاثين فيلما سينمائيا إما بالتأليف أ بالأغاني أو بالحوار، ومن أهم هذه الافلام “نشيد الأمل”، “الوردة البيضاء” ، “دموع الحب”، “يحيا الحب”، التي قامك ببطولتها موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب، وافلام “عايدة” ، “دنانير” “وداد” ولعبت بطولتها كوكب الشرق ام كلثوم، كما كتب رامي للمسرح مسرحية “غرام الشعراء” وهي مسرحية من فصل واحد اما في مجال الترجمة فقد ترجم رامي مسرحية “سميراميس” ، وكتاب “في سبيل التاج” عن فرانسوكوبيه” كما ترجم “شارلوت كورداي” ليوتسار ، ترجم “رباعيات الخيام”.