المجلةبنك المعلومات

أردنية بين قادة المستقبل في العالم

اختارت كلية “بنتلي” في ولاية ماساتشوستس الأمريكية الطالبة الأردنية “نوال نائل القطب” واحدة من 25 قائدا للمستقبل في العام 2008 تقديرا لمبادراتها وإحساسها السليم بالمواطنة والطاقة التي بذلتها لخدمة مجتمعها ونجاحها الأكاديمي.

وتسلمت “نوال القطب” جائزتها خلال مشاركتها في “منتدى بنتلي للقيادات” الذي عقد في حرم الكلية بالتعاون مع مجلة تايم الأمريكية التي نشرت أسماء هؤلاء الواعدين وهم 23 أمريكيا وألماني بالإضافة إلى نوال نائل.

يذكر أن الجائزة تأسست عام 2005 وهذه أول مرة يفوز بها طالب أردني، أما على المستوى العربي ففاز بها مصريين من قبل أحدهما يحمل الجنسية الأمريكية.

وتم اختيار الفائزين في مسابقة عام 2008 من خلال عملية ترشيح على مستوى العالم، حيث تسمي المدارس والمنظمات مرشحيها بناء على انجازاتهم الأكاديمية والعلمية وفي خدمة المجتمع ثم تقوم “لجنة بنتلي” لقادة الغد باختيار 50 مرشحا منهم حتى تقوم لجنة استشارية دولية أسستها الكلية بتصفية هؤلاء المرشحين الى خمسة وعشرين.

و”نوال” طالبة الصف الحادي عشر في مدرسة البكالوريا اختطت لنفسها منذ الصف السادس منهج خدمة المحتاجين في مجتمعها من أيتام ومرضى وأبناء مناطق اقل حظا كالأغوار.

وهذه هي إحدى المزايا التي تراها “بنتلي” في قادة الغد حيث يتم تكريم من تتوسم الكلية في نشاطاته “شعوره بالمسؤولية الاجتماعية والشغف بالعالم الحقيقي للناس ومنظماتهم والالتزام بإحداث تغيير ايجابي في حياة الناس.”

في الصف التاسع اختارت نوال مشروعها المدرسي حول مرض “التصلب اللويحي المتعدد” بعد أن رأت معاناة صديقة والدتها مع هذا المرض، وبعد إجراء بحث عن هذا المرض ومعرفتها مدى انتشاره “قررت أن علي ألا أكتفي بهذا القدر بل أن أسعى لمساعدة من يحتاج مساعدتي”، كما تقول نوال.

صممت “نوال” مفكرة يومية تتضمن توعية بهذا المرض، واستطاعت بمفردها أن تحصل على الدعم المالي من مؤسسات وبيع المفكرة للأفراد بخمسة دنانير للمفكرة الواحدة لتقدم المال الذي جمعته، وهو 3 آلاف دولار، إلى “جمعية مرضى التصلب اللويحي المتعدد” أثناء افتتاح مقرها في عمان، حيث تم استخدام هذا المال في شراء الكراسي المتحركة للمرضى.

حماس “نوال” للعمل التطوعي الاجتماعي والتزامها به، كان ملفتا للنظر بالنسبة لأبناء جيلها، فهي تساهم مساهمة فاعلة في مآدب الإفطار التي تقيمها مدرستها للأيتام وتعتني بهم وتدخل الفرح إلى قلوبهم.

كما شاركت في بازار صندوق الأمان لمستقبل الأيتام الذي يوفر الفرص التعليمية والمهارات المطلوبة لتحقيق مستقبل أفضل لهم. واستخدمت مواهبها في التصميم لمساعدة المعاقين والترفيه عنهم حيث صممت لعبة ألغاز “بزل ” خصيصا لهم.

ومن خلال مشاركتها في سابلة الحسن، إذ أنهت الجائزة الفضية للسابلة، وصلت “نوال” إلى أقرانها من أطفال وشباب في مناطق الأردن الأقل حظا وشاركتهم في معارفها وخبراتها، ودفعها حسها الإنساني إلى المشاركة في المسيرات التي تعنى بإبراز القضايا الإنسانية، حيث شاركت لعامين متتاليين في مسيرة مكافحة الجوع في عمان، وفي مسيرة زميلها المرحوم حكمت قدورة ضد حوادث السير.
اهتمامات “نوال” متعددة؛ فهي مشاركة في مؤتمر الأطفال العرب الذي يعقد سنويا في عمان، في البداية كمشاركة ثم كمتطوعة تساعد في تنظيم هذا المؤتمر الذي يعمل على تعزيز التضامن والتسامح واحترام حقوق الإنسان والطفل من خلال التفاعل الثقافي وورشات العمل الإبداعية في مجالات المسرح والفنون البصرية والحرف اليدوية التقليدية والموسيقى والأغاني.

وتؤكد مديرة معهد الفنون الأدائية “لينا التل” أن “نوال” أظهرت التزاما وحماسا كبيرين في العمل مع الأطفال الذين قدموا من 18 دولة سواء في الترجمة من العربية إلى الانجليزية وبالعكس أو في العمل مع الوفود المشاركة ومرافقتهم في جولاتهم.

وآمنت مدرسة البكالوريا بتكريس “نوال” نفسها للقضايا التي تؤثر فيها وفي مجتمعها، فرشحتها للمشاركة في مؤتمر نظمته “اليونيسكو” في عمان حول الحفاظ على المياه والبيئة في الأردن.

ولم تخلف “نوال” العهد بل قامت ببحث حول طرق المحافظة على المصادر المائية في الأردن طرحت فيه أمام الطلاب والحضور من دبلوماسيين وممثلين لمنظمات أهلية محلية المشكلة المائية في الأردن وحلولها.

في هذا الصدد يقول اختصاصي برنامج التعليم في مكتب “اليونسكو” في عمان روبرت باروا: “وجود شباب مثل نوال يعني أن الأردن خصوصا والعالم عموما سيعيش مستقبلا أفضل،” مضيفا: “لو خرج كل من حضر المؤتمر بمثل رغبة نوال الصادقة في تشجيع الآخرين على الحفاظ على بيئتهم لأصبح العالم مكانا أفضل بالفعل لشباب المستقبل.” نوال التي تسعى لدراسة العلاقات الدولية في الجامعة لتصل إلى العمل مع المنظمات الأهلية الدولية خدمة لفئات في مجتمعها ترى أنها تستحق حياة ومستقبلا أفضل، حسب قولها، يتوسم فيها أقرانها الكفاءة لتمثيلهم وطرح قضاياهم، فقد انتخبوها للحديث عن القضايا التي يرونها أولويات في حياتهم خلال احتفال بيوم الأمم المتحدة، وهي القضاء على الفقر وتحسين مستوى التعليم والمساواة بين الجنسين وإيجاد الوظائف، فيما عبر المنسق المقيم للأمم المتحدة في عمان “لوك ستيفنز” عن ثقته بأن موهبتها ومثابرتها سيضمنان لها مكانا متقدما بين الشباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى