كشفت عالمة الأحياء الاسترالية شيري ماريس عن جوانب مسلية وغير معروفة عن الحياة الجنسية للأحياء البحرية، حيث كشفت عن تنوع شديد في أسلوب ممارسة الجنس بين الحيوانات في أعماق البحار.
وأوضحت الباحثة في كتابها “كاماسيترا” أو أسرار الجنس في البحر أن دراستها تهدف إلى تجديد الاهتمام من جانب العلماء بهذا الجانب المهجور من الدراسات.
وقالت ماريس مديرة مركز الاستشارات التربوية، “لو فكرت في أغرب الممارسات الجنسية لوجدتها في قاع البحر، بل أننا أقل تنوعاً ونبعث على الملل في هذا المجال مقارنة بما تفعله الحيوانات البحرية”.
وأضافت أن هذا مجال بعيد عن ملاحظة الناس ولكي نساعد الناس على الانخراط والاهتمام بالبيئة البحرية فإننا نكشف لهم عن هذا الجانب الشيق من الحياة البحرية.
وضربت مثلاً ببعض الممارسات الجنسية الغريبة بسمك الشص، وهو نوع ضخم الرأس من الأسماك التي تعيش في أعماق البحار، وقالت أن الأنثى تطلق رائحة لاجتذاب الذكور وعندما يأتي الذكر يلتصق بها بقية حياته، كما أنها وجدت في بعض الأحوال سمكة أنثى من هذا النوع وقد التصق بها 11 ذكراً.
وفي بحث مماثل، أفاد علماء بجامعة كارديف البريطانية بأن بعض ذكور سمكة أبو شوكة تنتج مواد كيماوية تجعل الذكور تجذب الإناث، وهي عبارة عن بروتينات يطلق عليها اسم “بيبتايدات” وتستخدمها في إطلاق رائحة تجذب بشدة إناث سمكة أبو شوكة.
وأوضح الباحثون أن ذكور الأسماك تنتج روائح عطرية مماثلة لذكور البشر، مؤكدين أنه من خلال هذه الرائحة التي يطلقها ذكر سمكة أبو شوكة تعرف الأنثى أن له مناعة من الأمراض، ومن ثم فإن سلالتها لها فرصة أفضل في البقاء.
وقد اكتشف العلماء أن هناك نوعاً من الأسماك وجميعها من الإناث نجحت في الحياة منذ 70 ألف سنة دون ذكور.
ويرى علماء في جامعة أدنبرة أن سمكة أمازون موللي تلجأ إلى بعض “الحيل” الجينية كي تعيش وتتجنب الفناء، وتتفاعل هذه الأسماك الإناث والتي تعيش في تكساس والمكسيك مع ذكور من فصائل أخرى من أجل استمرارها، ويأتي الإنتاج الجديد استنساخاً للأم ولا يرث أي شيء من المواصفات الجينية للأب.
ويعتقد العلماء أن الكائنات التي لا تنتج عن الاتصال الجنسي تتعرض لتغييرات مضرة في جيناتها عبر الأجيال وقد تصبح عرضة للفناء، وبعملية حسابية وجد العلماء أن أسماك أمازون موللي كان يجب أن تفنى منذ 70 ألف سنة، حيث وجد العلماء أن هذه الأسماك تلجأ إلى “حيل” جينية للبقاء واستمرار النوع.
ومن جانبه، أوضح البروفيسور لورنس لو من مدرسة الأحياء الطبيعية بجامعة أدنبرة، أن هذه السمكة مذهلة وفريدة من نوعها فهي ربما تلجأ لبعض الحيل الجينية من أجل البقاء”.
واكتشف الباحثون أيضاً أن إناث سمك القرش يمكنها تلقيح نفسها تلقائياً، وإنتاج صغار القرش من دون الحاجة إلى ذكر.
وأوضحت الدراسة أن التناسل التزاوجي بين الثدييات قد اعتمد على تحليل الحمض النووي لقرش ولد في 2001 في حديقة للحيوانات في نبراسكا، حيث ولد هذا القرش في خزان ضخم يحتوي على ثلاثة من إناث القرش، التي لم تقترب أو تلامس أيا من ذكور سمك القرش لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وبعد تحليل الحمض النووي للقرش أظهرت التقارير عدم وجود أي أثر للطرف الذكوري في خلايا القرش.
وأوضح العلماء أن هذه الأدلة هي الأولى من نوعها التي تؤكد أن القرش يتناسل لا تزاوجياً.
ومن جانبه أكد بوب هيوتر مدير مركز أبحاث أسماك القرش في فلوريدا، أن هذه الظاهرة تكثُر بين جميع الفقاريات عدا الثدييات، فهي موجودة بين الطيور، والبرمائيات، والأسماك، والآن أصبحت موجودة بين أسماك القرش.