الأكسجين هو أهم العناصر المعروفة للحياة حيث أن 90%من طاقة الجسم مصدرها الأكسجين، ولا يستطيع الإنسان أن يبقى على قيد الحياة أكثر من دقائق معدودة بدون أكسجين ، حيث أن جميع أنشطة الجسم تعمل نتيجة إمدادها المستمر به ، والطريقة الوحيدة للوصول إلى تمام الصحة هي التأكد من وصول الأكسجين الكافي إلى جميع خلايا الجسم .
ومن المعروف أن نسبة الأكسجين الجوي قد قلت بصورة خطيرة ، نتيجة التلوث الصناعي وتدهور طبقة الأوزون ، حيث تشير التقديرات أن نسبة الأكسجين في الجو في بدء الخليقة كان 50 % ، ومن 200 عام عند بداية قياس الأكسجين كانت 38 %. في عام 1945 قام مجموعة من العلماء السويسريين بقياس نسبة الأكسجين في الجو فوجدت 22 % ومنذ ذلك التاريخ ويتم قياس هذه النسبة دوريا حتى دلت آخر قياسات على أنها 19 % أكسجين في الهواء الذي نستنشقه وتنخفض إلى مستويات قليلة (أحيانا 10 %) في بعض المناطق مثل المدن العالية التلوث، كما أن الأبحاث على مدى عشرات السنين أثبتت أن زيادة نسبة الأكسجين في الدم بطرق متعددة قادرة على استعادة الصحة السليمة وأكثر من ذلك على مقاومة الشيخوخة وعلاج الكثير من الأمراض.
وغاز الأوزون –التي يطلق عليه اسم الأكسجين المنشط – هو يمثل كيميائيا ب ” أ 3 ” أي أنه الأكسجين النقي ولكن جزيئه يحتوى على ثلاث ذرات من الأكسجين بدلا من ذرتين فقط في الأكسجين الذي نستنشقه على الأرض ، ويتولد هذا الغاز في الطبيعة من تأثير أشعة الشمس الفوق بنفسجية على الأكسجين في طبقات الجو العليا أو تأثير شحنات كهربية عالية مثل البرق على الأكسجين كما يتولد على مستوى البحر من تأثير أمواج البحر على الشاطئ.
وتبعا لذلك فإن غاز الأوزون له أهمية كبيرة في مجالات الطب والعلاج الطبيعي ، وحول ذلك كان هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور ” محمد نبيل موصوف” – رئيس وحدة العلاج بالأوزون بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الاتحاد العالمي للعلاج بالأوزون .
** يوجد استعمالات عدة لغاز الأوزون في التخصصات المختلفة في المجال الطبي، حيث يعد مثبط للفيروسات وقاتل للبكتريا والفطريات والطفيليات والخلايا السرطانية، كما أنه ينشط الجهاز المناعي ويرفع من كفاءة وحيوية خلايا وأعضاء الجسم حيث يزيد من نسبة الأكسجين المتاحة للخلايا كما أن الأوزون يقلل الآلام ويهدئ الأعصاب ويساعد على إفراز كثيرا من الإنزيمات الهامة لعمل خلايا الجسم. وإجمالا ممكن القول أن الأوزون يتعامل مع خلايا الجسم الطبيعية حيث ينشطها وذلك بزيادة نسبة الأكسجين المتاحة لها إلى الوضع الأمثل وزيادة طاقتها عن طريق أكسدة المادة الغذائية، وعلى الجانب الآخر فان غاز الأوزون يتعامل مع الخلايا الغير طبيعية ( الفيروسات والبكتيريا والخلايا السرطانية ) بأن يخترقها(حيث لا يحتوى جدارها على إنزيمات خاصة موجودة في الخلايا الطبيعية) ويؤكسدها ويشل فعاليتها.
** في عام 1870 استخدم غاز الأوزون في العلاج لأول مرة وذلك في ألمانيا على يد العالم “ليندر” فيما وصفه بتنقية الدم ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن كم ضخم من الأبحاث العلمية في هذا المجال. هذا وقد نال العالم الألماني” أوتو فاربورج “جائزة نوبل في الطب عام 1931 ثم مرة أخرى عام 1944 عن أبحاثه في مجال استخدام الأوزون في علاج الأورام الخبيثة.
أنشأ الاتحاد العالمي للأوزون عام 1974 وأصدر العديد من الأبحاث العلمية في مجال استخدام الأوزون في الطب والصناعة وأقام العديد من المؤتمرات الدولية في هذا المجال.
تم الاعتراف بالأوزون وإقراره كوسيلة علاجية في حوالي 25 دولة من دول العالم منها ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا وروسيا ورومانيا وبولندا وجمهورية التشيك وبلغاريا واليابان وكوبا وسنغافورة والمكسيك وعشرون ولاية أمريكية.
** يستخدم الأوزون الطبي في العلاج علي شكل خليط من الأوزون بنسبة ما بين 0.5إلي 5 أوزون مضافة إلي 99.5 إلي 95 أكسجين (آي من 0.5 إلي 5% أوزون في الأكسجين)، ويستخدم كوسيلة علاجية مساعدة في حالات ، بعض الأمراض الفيروسية مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي والهربس زوستر، والأمراض البكتيرية مثل قروح والتهابات الجلد والقدم السكري والتهابات الجيوب الأنفية، والأمراض الناشئة عن اضطرابات في المناعة أو التمثيل الغذائي في الجسم مثل الأمراض الروماتيزمية والروماتويد وتصلب الشرايين وزيادة الكولسترول والسمنة، وأمراض الحساسية مثل الربو الشعبي والأكزيما، وحروق الجلد ، وبعض الأورام الخبيثة مثل أورام المبيض والثدى والدم ، كما يستخدم كوقاية في حالات الشيخوخة ، ولرفع مناعة الجسم بصفة عامة ، وتحسين الأداء عند الرياضيين ، بالإضافة إلى أمراض الشرايين وقصور الدورة الدموية .
** يمنع استخدام العلاج بالأوزون في حالات زيادة إفراز الغدة الدرقية (الغدة الدرقية القسمين) ، ومرض أنيميا الفول، ومن الطرق التي يمنع اتباعها في إعطاء الأوزون: عن طريق الاستنشاق (خوفاً من تهيج الشعب الهوائية) ، وعن طريق الحقن المباشر بالوريد والشرايين (خوفاً من حدوث جلطة غازية)، ويفضل استخدام الطرق الأمنة عن طريق سحب كمية من الدم ويضاف إليها غاز الأوزون ثم يعاد ضخها إلي الجسم، وعن طريق الجلد مثال ذلك جهاز ساونا الأوزون ، ومرهم الأوزون ، وكيس الأوزون (حيث يوضع العضو المصاب داخله ثم يمر عليه غاز الأوزون)، أو عن طريق تشرب الأنسجة من خلال أنبوبة إلي الأذن أو الشرج أو المهبل أو قناة مجري البول، أو شرب الماء بتمرير غاز الأوزون فيه.
لا يوجد آثار جانبية للأوزون الطبي إذا استعمل من خلال الضوابط السابق شرحها وبالتركيز الطبي المناسب وبالجرعة المناسبة علي أيدي متخصصين، ولكن إذا أعطي بتركيزات عالية مثلاً 10% أو أكثر (وهذه التركيزات غير موجودة في أجهزة توليد الأوزون الطبية) فأنه يضعف المناعة بدلا من أن ينشطها.أو إذا أعطي في حالات زيادة إفراز الغدة الدرقية (وهذا أحد موانع الاستعمال) فأن الحالة تزداد سوءاً بدلاً من أن تعالج .
وحسب الدكتور موصوف فإن الأوزون يستطيع علاج جميع الفيروسات الكبدية ، فيرى أن الأوزون يعمل بالنسبة للفيروسات على محورين أساسيين : المحور الأول: هو رفع درجة مناعة الجسم عن طريق زيادة إفراز مادة الانترفيرون الطبيعية من جسم الإنسان وزيادة إفراز مادة الانترليوكين 2 وغيرها من المواد التي ترفع وتزيد القدرة المناعية عند الإنسان .. وبالتالي فإن قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات وتدميرها تصبح عالية جداً ، أما المحور الثاني : فهو أكسدة النتوءات الخارجية للفيروس ومكان اتصاله بخلية الجسم ؛ وبالتالي يعمل هذا على تثبيط الفيروس ، والحد من فعاليته وتقليل قدرته على التكاثر ، ويصبح الفيروس طبقا سائغاً شهياً لمناعة الجسم لكي تقضى عليه وتدمره ؛ ومما سبق يتضح أن طريقة عمل الأوزون لا تتقيد بنوع معين من الفيروسات التي تصيب الجسم .
** لابد من عمل فحوصات تتضمن العد الكمي للفيروسات وهو ما يسمى (بي سى آر PCR) ووظائف الكبد وبعض الأبحاث الخاصة بتجلط الدم ووظائف الكبد بالإضافة إلى الموجات الفوق صوتية التشخيصية التي تبين حالة الكبد ، وبعد ذلك يتم التعامل مع المريض بعمل خطة علاجية لتحديد الوسائل المستخدمة التي تشمل الأوزون في العلاج ، بالإضافة إلى بعض الأدوية التقليدية الخاصة بعلاج الكبد والحفاظ على خلاياه ومن بينها الأدوية التي كان المريض يتناولها قبل العلاج بالأوزون والتي وصفها له استشاري الكبد .
** خطة العلاج بالأوزون تختلف باختلاف حالة المرضى، فإذا كان المريض يعانى من مضاعفات مع الإصابة بالفيروس مثل الاستسقاء وتليف الكبد يتم التعامل معه بإعطائه نسبة قليلة من الأوزون تزداد تدريجيا .. وهناك خطوط عريضة لاستعمال الأوزون في علاج جميع الحالات المرضية .. ففي كل جلسة يتم سحب كمية من دم الشخص المريض وخلطها بمزيج من غازي الأكسجين والأوزون .. وتتراوح هذه الكمية ما بين 100 إلى 150سم3 من الدم ثم تعاد هذه الكمية المخلوطة إلى المريض وهذا يسمى الحقن الذاتي الأكبر أو (الميجور) لضمان سلامة المريض .. أو عن طريق الحقن الشرجي للأوزون بكمية معينة وتركيز معين داخل المريض . وعادة يتضمن العلاج مرحلتين: المرحلة الأولى المكثفة: وذلك على شكل جلسات ثلاث مرات أسبوعيا ولمدة شهرين يعقبها إعادة تقويم الحالة إكلينيكيا ومعمليا وعلى ضوء هذا التقويم تعتمد المرحلة الثانية بمعدل جلستين أسبوعيا ولفترة تتراوح ما بين ثلاثة أشهر وعشرة أشهر مع متابعة حالة المريض اكلينيكيا ومعمليا.
** ينصح المرضى بالاستمرار في تناول الأدوية التقليدية التي أقرها لهم استشاري الكبد ، ومتابعة حالتهم معه أثناء وبعد تناول علاج الأوزون وذلك للوصول إلى النتيجة الأمثل . ومن ناحية أخرى إذا لم يستدل على وجود الفيروس في الدم بعد تناول علاج الأوزون وأثبتت التحاليل المعملية أن الفيروس أصبح سلبيا فليس هناك أي تحفظ في هذا الخصوص .. حيث لا يصبح معديا .. ولكن من الأفضل أخذ الاحتياطات تمسكا بالجانب الأمني فلا يجب إعطاء دم من شخص كان مريضا بالفيروس وشفى منه وأصبح سلبيا إلى شخص آخر في حاجة إلى الدم أثناء العمليات الجراحية .
من المعروف أن الجسم يحول الطعام إلى مواد سكرية وذلك بعمليات التمثيل الغذائي وحتى يستطيع الحصول على الطاقة من هذه المواد السكرية فإنه يحتاج إلى مادة الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، والطاقة المطلوبة هنا هي لازمة لعمل جميع خلايا الجسم فهي ضرورية حتى تستطيع جميع أعضاء الجسم القيام بوظائفها ومريض السكر يعانى من نقص إفراز مادة الأنسولين من البنكرياس ، وبالتالي يؤدى هذا إلى تراكم السكر في الدم وزيادته مع قلة الطاقة المطلوبة لتقوم أعضاء الجسم بوظائفها ، والعلاج في الغالب لهذه الحالات يتم بإعطاء أنسولين دوائي للمريض لتعويض النقص مع النصح بعمل نظام غذائي للمريض لتعويض النقص. وزيادة نسبة السكر في الدم يؤدى إلى خفض المناعة والتهابات الأعصاب الطرفية وضعف في الدورة الدموية في الأطراف مع سهولة حدوث التهابات بكتيرية وبطء التهام الجروح مع ضعف في الحيوية واحتمال حدوث مضاعفات على شكل قروح والتهابات القدم (القدم السكري) والتأثير السلبي على وظائف الكلى والتهابات في الأعصاب الطرفي وإصابة شبكية العين بأضرار وخيمة .
** يعمل على زيادة نسبة الأكسجين التي تصل إلى خلايا البنكرياس إلى الوضع الأمثل وبالتالي زيادة طاقة الخلية على العمل عن طريق زيادة إنتاج مادة ATP وهى المسؤولة عن طاقة الخلية وبالتالي زيادة قدرة البنكرياس وخلاياه على إفراز مادة الأنسولين. ويؤدى هذا إلى تقليل حاجة الجسم من الأنسولين المعطى له من الخارج. أي أنه إذا كان مريض السكر يأخذ مادة الأنسولين للعلاج عن طريق الحقن فان احتياجه للجرعة من هذه المادة تقل، أو إذا كان مريض السكر يأخذ أساسا كمية قليلة من الأنسولين للعلاج فان العلاج بالأوزون يجعله يلجأ فقط إلى الأقراص للعلاج بدلا من حقن الأنسولين ومن هذا يتضح أن الأوزون يعمل بصورة طبيعية لتنشيط الجسم على إفراز الأنسولين الطبيعي الذي قل وأدى لمرض السكر.
ومن ناحية أخرى فان الأوزون يعمل على علاج مضاعفات مرض السكر ومنع حدوثها والمضاعفات كثيرة تتمثل في تصلب الشرايين وضعف شبكية العين والتهاب الأعصاب الطرفية (آلام القدمين والكفين وقلة الإحساس فيهما) والإجهاد والإنهاك العام وصعوبة التئام الجروح والقدم السكري وهذه أكثر المضاعفات شيوعا. والأوزون يعالج أسباب هذه المضاعفات مثل ضعف الدورة الدموية خاصة في الأطراف وضعف مناعة الجسم ضد الميكروبات وقلة حيوية خلايا الجسم ونقص الطاقة بصفة عامة.
ولم تقتصر فؤائد الأوزون في علاج الالتهاب الكبدي ومرضى السكر فحسب ، ولكن بدا له أهمية طبية لعلاج حالات الاجهاد والانهاك ، فحسب د . موصوف فأنه يعمل على تنشيط الدورة الدموية في الجسم وذلك بأنه يؤكسد الدهون ومادة الكوليسترول التي تعمل على تصلب الشرايين المترسبة على جدران الأوعية الدموية ويحولها إلى مركبات بسيطة يسهل للجسم التخلص منها ، وبالتالي يعمل على اتساع قطر الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم ، كما أن الأوزون يعمل على تقليل لزوجة الدم ومنع تراكم الكرات الدموية الحمراء مع بعضها ؛ وبالتالي يزيد من معدل سريان الدم ، وبالتالي فان شرايين الجسم وأوعيته الدموية تزداد مرونتها.
كما أنه يزيد يزيد من طاقة خلايا الجسم وذلك عن طريق زيادة نسبة الأكسجين في الدم ؛ وبالتالي زيادة كمية الأكسجين التي تصل إلى الخلايا ، وذلك بالإضافة إلى زيادة قدرة الخلايا على الاستفادة من الأكسجين الموجود في كرات الدم الحمراء. وعندما تزداد نسبة الأكسجين في خلايا الجسم تزداد طاقتها ولا يعانى الجسم من أي إجهاد أو إنهاك.
وعدد د . موصوف فوائد الأوزون بالنسبة للرياضيين في أنه يزيد من نسبة الأكسجين المتاحة الأنسجة الجسم، ويزيد من إنتاج مادة الأدينوسين ثلاثي الفوسفات ؛ وبالتالي زيادة الطاقة في الخلايا وسرعة الاستشفاء عقب المجهود ، ويؤخر إحداث التخمر اللاهوائى للسكر في الخلية عقب المجهود البدني ؛ وبالتالي يقلل من تراكم حامض اللاكتيك في العضلات المسؤول عن إحداث الإجهاد وضعف القدرة البدنية عقب المجهود الشديد، كما يؤكسد حامض اللاكتيك ويعادل تأثيره وبالتالي يقلل بدرجة كبيرة الإجهاد العضلي عقب المجهود المكثف والكبير، ويقلل من حدوث التورم والكدمات والآلام عقب الإصابات ويسرع من عمليات الشفاء، ويرفع من مناعة الجسم عن طريق زيادة إفراز مادة الجاما انترفيرون ومادة الانترليوكين 2 ، ويزيد من إفراز الهرمونات البناءة إلى الوضع الأمثل وبطريقة طبيعية.
محمد صلاح