سجل العالم خلال العام الماضي 2010 نمواً بحدود 4.8٪ في إيداعات البراءات الدولية بناء على معاهدة التعاون بشأن البراءات التي تديرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الوايبو».
وقالت المنظمة الأممية في تقريرها السنوي الخاص ببراءات الاختراع العالمية: إن النمو القوي الذي سجلته كل من الصين «56.2٪»، كوريا الجنوبية «25.5٪»، واليابان «7.9٪»، أسهم في تعويض الأداء المتباين صعوداً وهبوطاً لدى البلدان الأوروبية من جهة، والانخفاض المتتالي لعدد براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأميركية خلال الأعوام الأخيرة.
وبينت «الوايبو» فيما وصفته بـ«التقديرات المؤقتة» لعام 2010، تبعاً لاستمرارها في تسلم الطلبات الدولية التي تم إيداعها في مكاتب البراءات الوطنية في 2010، بينت أن العالم سجل العام الماضي 162 ألفاً و900 براءة اختراع صعودا من 155 ألفاً و398 في 2009، ما اعتبرته المنظمة مؤشراً إلى التعافي من الانخفاض الناجم عن الأزمة الاقتصادية في عام 2009.
واستحوذت 15 دولة متقدمة حول العالم ما قدره 149 ألفاً و991 براءة اختراع، وفي مقابل 12 ألفاً 909 براءات موزعة على بقية دول العالم.
وكان العالم قد سجل في 2006 نحو 149 ألفاً 641 براءة اختراع، و159 ألفاً و972 براءة في 2007، ليحقق في 2008 ما قدره 163 ألفاً و234 براءة، وذلك قبل أن يتراجع العدد في 2009 بحدود 4.2%.
وعلى الرغم من تراجع نسبة إيداعاتها من البراءات بحدود «1.7%»، احتفظت الولايات المتحدة الأميركية -الاقتصاد الأضخم في العالم- بالمرتبة الأولى عالميا باستحواذها على 27% من الاختراعات العالمية في 2010، وبواقع 44 ألفاً و855 براءة، لتلحقها اليابان، فألمانيا، فالصين على التوالي.
واستحوذت الولايات المتحدة الأميركية على ما يقرب من نصف الاختراعات العالمية خلال عام 2010، إذ سجلت 77 ألفاً و11 اختراعا من أصل إجمالي الاختراعات الكلية لبلدان العالم.
وأظهر التقرير السنوي للمنظمة الدولية أن الصين سجلت في العام نفسه ما مقداره 12 ألفاً و339 طلب براءة صعودا من 7 آلاف و900 خلال 2009، ما عكس أعلى معدل نمو عالمي في عدد الطلبات بحدود 56.2%. وتتيح معاهدة التعاون بشأن البراءات للمخترعين والشركات مساراً للحصول على الحماية بموجب البراءة على الصعيد الدولي، إذ يمكن التماس الحماية لاختراع واحد في 142 دولة عضو بآن واحد عبر إيداع طلب «دولي» واحد للبراءة بناء على المعاهدة.
وأعلن المدير العام لـ«الوايبو» فرانسس غري أن إيداعات البراءات الدولية استعادت نشاطها بعد الهبوط الذي شهدته سنة 2009 بفعل الأزمة الاقتصادية، لتصل تقريباً إلى المستوى الذي عرفته سنة 2008». مضيفاً: إن المستويات سريعة النمو في شرق آسيا عكست التنوع الجغرافي لأنشطة الابتكار.
سورية الخامسة عربيا:
احتلت سورية المرتبة الـ67 عالميا ضمن التصنيف العالمي في إيداعات براءات الاختراعات الدولية في 2010 بواقع 12 براءة حسب تقرير «الوايبو»، ما أهلها على التوازي للاحتفاظ بالمرتبة الخامسة عربيا للعام الثاني. وحسب جداول «الوايبو» المؤقتة، ارتقت سورية في 2009 إلى المرتبة الخامسة بواقع «9 براءات»، صعودا من مرتبتها السادسة في عام 2008 الذي حظيت فيه على 5 فقط.
وحصدت 21 دولة عربية «خلا فلسطين» على 210 براءات اختراع في عام 2010، صعودا من 191 براءة في 2009، وبنسبة نمو بلغت 10% تقريبا.
وجاءت السعودية في مقدمة الدول العربية من حيث عدد البراءات المودعة في 2010 برصيد 78 براءة، تلتها في المرتبة الثانية مصر بـ46، ثم الإمارات العربية المتحدة ثالثا بـ29، فالمملكة المغربية بـ15.
واللافت في جداول الوايبو أن أيا من الدول العربية «جزر القمر، جيبوتي، موريتانيا، الصومال» لم يحصد براءة خلال السنوات الخمس، على حين تغيب دولة فلسطين بطبيعة الحال..
العرب و«إسرائيل»!
أضحت المقارنة مقيتة بين العرب و«إسرائيل» في أي من الميادين العلمية، إلا أن الأمر يزداد قتامه لدى الحديث عن ميدان الابتكار.. فحسب بيانات «الوايبو»، أودعت «إسرائيل» وحدها خلال العام 2010 ما يزيد على سبعة أضعاف ما أودعه العرب مجتمعين لدى معاهدة التعاون الدولي بشأن البراءات.
وتفيد بيانات المنظمة العالمية بأن «إسرائيل» سجلت في ذلك العام ما قدره 1481 اختراعا، في حين أودع العرب 210 فقط.
إلا أن ما سجله العرب لم يكن أفضل حالا في السنوات الماضية، فعلى الرغم من أن الاختراعات الإسرائيلية لم تتجاوز في 2009 الـ1555 اختراعا، فقد سجل العرب آنذاك 191 ما يعني تناسباً سلبياً للعرب بمقدار واحد إلى 8.2.
وفي عام 2008 سجلت «إسرائيل» نحو 11 ضعفا مما سجله العرب من اختراعات، بواقع 1899 براءة لها مقابل 177 للعرب مجتمعين، على حين سجلت في عام 2007 عشرة أضعاف ما سجله العرب «1737 براءة لها و175 للعرب»، و11 ضعفا في 2006 «1593 لها و146 للعرب».
كبار المودعين حول العالم
احتفظت شركة باناسونيك اليابانية بمرتبة الصدارة في قائمة المودعين لدى معاهدة التعاون بشأن البراءات خلال 2010، تلتها شركة «زي تي إي» الصينية المتخصصة بتقنيات الاتصالات بحصة تبلغ «8631 طلبا»، ثم شركة كوالكوم الأميركية «6771 طلبا».
كما احتلت شركة صينية ثانية هي شركة «هوواي تكنولوجيز» المرتبة الرابعة بـ«5281 طلبا»، فشركة فيلبس الهولندية للإلكترونيات «4351 طلباً»، لتليها شركة بوش الألمانية «3011 طلبا»، وفي المرتبة السابعة جاءت شركة «إل جي إكترونيكس الكورية الجنوبية بـ«2981 طلبا».
أما على مستوى المؤسسات الأكاديمية، فقد أودعت جامعة كاليفورنيا «306 طلبات» لتسجل أكبر عدد من الطلبات الدولية المنشورة ضمن فئة المؤسسات الجامعية، وذلك من ضمن أربع جامعات أميركية سجلت أكبر عدد في الطلبات الدولية بناء على المعاهدة هي: جامعة كاليفورنيا، معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، جامعة تكساس، وجامعة فلوريدا».
وعلى الضفة الأخرى للأطلسي، ارتفع عدد المؤسسات الجامعية اليابانية المدرجة بين الجامعات الخمسين الأكثر انتفاعاً بنظام المعاهدة، من 6 جامعات سنة 2009 إلى 10 جامعات سنة 2010 (المرفق 4).
إيداعات التكنولوجيا
في الوقت الذي سجلت فيه مختلف ميادين التكنولوجيا الأخرى انخفاضا أو نموا متواضعا، حظي قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية بأعلى نسبة نمو سلبي على الإطلاق، على عكس قطاع الاتصالات الرقمية الذي حقق أسرع نمو في عدد التطبيقات المبتكرة في 2010 مسجلا «10581» براءة توازي 17.3% من مجمل براءات الاختراع حول العالم، وليعتلي بذلك لائحة الحصة الأكبر من التطبيقات صعودا من ثالث أكبر حصة في عام 2009.
أما المجالات التكنولوجية الأخرى، فقد شهدت جميعها تقريباً تراجعاً أو نمواً متواضعاً. وسُجّل أكبر انخفاض في طلب تسجيل البراءات في قطاع الاتصالات.