أعلنت مؤخرًا الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم قائمة أعضائها المنتخبين لعام 2022 من بين أكثر العلماء والباحثين والأدباء والفنانين تميزا في العالم. وضمت القائمة, العالمة السورية (دينا قتابي), أستاذة الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا. فمن هما هذين العالمين العربيين.
من هي العالمة دينا قتابي؟
(دينا قتابي), هي أستاذة الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة دمشق عام 1995 وعلى الماجستير من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1998 والدكتوراه في علوم الكمبيوتر عام 2003.
في عام 2003، التحقت الباحثة السورية للعمل بهذه المؤسسة العلمية العريقة حيث تحمل حاليا لقب أستاذ في قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر. وتشغل كذلك منصب المدير المشارك لمعهد ماساتشوستس للمركز التكنولوجي للشبكات اللاسلكية والحوسبة المحمولة، إضافة إلى كونها باحثة رئيسية في مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي.
عرفت دينا قتابي بترجمة النظرية إلى تطبيقات عملية جديدة ومدهشة في المجال اللاسلكي، مع التركيز على طرق تحسين عمليات نقل بيانات شبكة الواي فاي Wi-Fi وتأمينها. وكتبت العديد من الأوراق البحثية حول التغلب على التداخل في الشبكات اللاسلكية، الذي يحدث عندما يتم ارسال عدة حزم من المعلومات بشكل متزامن. وطورت مع زملائها خوارزمية Sparse Fast Fourier Transform التي تمكن أجهزة الكمبيوتر من معالجة إشارات الصوت والفيديو أسرع من 10 إلى 100 مرة من الخوارزميات التقليدية.
على مدى السنوات الماضية، كانت قتابي رائدة في استخدام الإشارات اللاسلكية في تطبيقات الاستشعار، ولا سيما القدرة على “الرؤية من خلال” الجدران والعوائق باستخدام إشارات الواي فاي المنخفضة. وأظهرت إمكانية تتبع تحركات الأشخاص، وقياس علاماتهم الحيوية مثل نبضات القلب عن بعد باستخدام انعكاس إشارات الراديو من أجسادهم. ويوسع هذا العمل مفهوم الرادار ويقدم خوارزميات جديدة للتعامل مع تعقيد الانعكاسات الراديوية متعددة المسارات والتفاعل الضعيف وغير المعروف بين العلامات الحيوية كنبض قلب الإنسان وإشارات الراديو. ويمكن استخدام هذه التقنيات الجديدة على سبيل المثال، لمراقبة كبار السن، والتحكم في الأجهزة المنزلية، وأنواع أخرى من التفاعلات مع أجهزة الكمبيوتر.
حصلت العالمة السورية على عدد من الجوائز العالمية تقديرا لجهودها المتميزة في مجال بحوثها. في عام 2012 اختير عملها البحثي حول ” تحويل فورييه المتناثر ” (Sparse Fourier Transforms) المستخدم لمعالجة الإشارات، كواحد من أفضل 10 إنجازات العلمية من قبل Technology Review. وفازت عام 2013، بجائزة Grace Murray Hopper ، تقديرًا لها كباحثة شابة متخصصة في علوم الكمبيوتر. وفي عام 2014، تم اختيار عملها في مجال الرؤية بالأشعة السينية كواحد من “50 طريقة قام بها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأحدثت أثرا كبيرا في علوم الكمبيوتر”. وانتخبت عام 2017عضوا في الاكاديمية الوطنية الأمريكية للهندسة، كما فازت في نفس العام بجائزة جائزة الجمعية الأمريكية لآلات الحوسبة ACM لعملها الرائد في تقنيات استشعار الإنسان باستخدام الإشارات اللاسلكية وفي تقليل التداخل عبر الشبكات اللاسلكية. هذا إضافة إلى عدد من الجوائز والتكريمات الأخرى.
حول الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم
يذكر أن الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم التي تأسست عام 1780 تنتخب سنويا مجموعة كبيرة من المبدعين الاستثنائيين تقديرا لإنجازاتهم في الأوساط الأكاديمية والفنون والصناعة والسياسة العامة والبحث. وضمت قائمة المنتخبين هذا العام 361 عضوا من بينهم 37 عضوًا فخريًا دوليًا من 16 دولة.
وانضم الأعضاء الجدد إلى مجموعة متميزة من الأفراد المنتخبين للأكاديمية في السابق، على غرار بنجامين فرانكلين (انتخب عام 1781) وتشارلز داروين (1874) وألبرت أينشتاين (1924) ستيفن ويليام هوكينغ (1984).