فنان سوري مبدع ومتميز، ينتقي أعماله بدقة وعناية فائقة وهذا سر نجاحها، وهو نموذج مشرف وراق للممثل بفنيته العالية وموهبته، وثقافته وخبرته وتجربته، وهو مثال للفنان الملتزم، الذي استطاع أن يقدم صورة حقيقية للفنان العربي الملتزم بقضايا شعبه ووطنه، حيث قدم عدداً من الأدوار المتميزة والمتنوعة في مشواره الفني، وأثبت حضوره الخاص على الشاشة.
ولد الفنان السوري جمال سليمان في مدينة دمشق عام 1959م، وقضى سنوات تعليمه الأولى في مدارسها، وفي سن الرابعة عشرة اتجهت ميوله نحو المسرح, حيث مارس العمل فيه كممثل هاو، وخلال الفترة من عام 1974م وحتى 1977م اشترك مع فرقة للممثلين الهواة تدعى “فرقة شباب القنيطرة” لثلاث دورات في مهرجان مسرح الهواة الذي كانت تقيمه وزارة الثقافة, وكان مهرجانا ذائع الصيت.
وفي عام 1977م انتسب جمال سليمان إلي المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق لدراسة فن التمثيل، وتخرج فيه بدرجة جيد جدا عام 1981م وعمل ممثلا في المسرح القومي السوري خلال الفترة من عام 1981م وحتى 1985م، ومن بين الأعمال التي قدمها شخصية “مارات” في مسرحية آربوزوف “عزيزي مارات المسكين” وشخصية سانتياغو في المسرحية التي اقتبسها سعيد حورانية عن رواية ماركيز “قصة موت معلن”.
وقدم سليمان عدداً من الأعمال في التلفزيون, مثل شخصية الشاعر طرفه ابن العبد في مسلسل يتحدث عن حياته، أما في السينما فقد قدم شخصية دوف في فيلم “عائد إلي حيفا” الذي أخرجه قاسم حول عن رواية لغسان كنفاني، وحصل على دبلوم في مناهج أعداد الممثل وسافر إلي بريطانيا لمتابعة دراسته.
وفي عام 1988م حصل سليمان على الماجستير في الدراسات المسرحية قسم الإخراج المسرحي من جامعة “ليدز” وعاد للعمل من جديد كممثل محترف في السينما والتلفزيون ولعب الشخصية الرئيسية في عدد كبير من الأعمال, التي شكل بعض منها علامات فارقة في رحلة الدراما السورية منها: “هجرة القلوب إلي القلوب” و”خان الحرير” و “الثريا” من إخراج هيثم حقي، كما قدم أيضاً “شبكة العنكبوت” و”اختفاء رجل” من إخراج مأمون البني، و”اللوحة الناقصة” ، و”خيط الدم” و” الموت القادم إلي الشرق” و “المحكوم” و”ياقوت الحموي”، و”صلاح الدين” و”صقر قريش”.
ومن أعماله أيضاً مسلسل “ذكريات الزمن القادم” وإخراجه أوبريت عناق الينابيع في أبوظبي من غناء أصالة نصري بمناسبة توزيع جوائز أنجال الشيخ هزاع الأدبية عام 2004م، ومسلسل “الخيط الأبيض” الذي يتحدث عن ضرورة حرية وسائل الإعلام لتستطيع نقل الحقيقة و لتساهم في صياغة مستقبل الوطن، ومسلسل “التغريبة الفلسطينية” الذي يروي حكاية عائلة فلسطينية فقيرة.
وفي مصر شارك الفنان الراحل احمد زكي بطولة فيلم “حليم” الذي كتبه محفوظ عبد الرحمن وأخرجه شريف عرفه عن قصة حياة المطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ، كما قام ببطولة المسلسل المصري “حدائق الشيطان” الذي كتبه محمد صفاء عامر وحقق شهرة واسعة حيث لعب فيه جمال سليمان شخصية رجل صعيدي لأول مرة وأداها باقتدار، وتبعه بمسلسل آخر وهو “أولاد الليل”.
وحصل سليمان على شهادة تقدير من لجنة التحكيم في مهرجان دمشق السينمائي وذلك على أدائه لشخصية الدكتور سعيد عودة في فيلم “المتبقي” من إخراج سيف الله داد, وشخصية أبي فهد في فيلم “الترحال” من إخراج ريمون بطرس، وفي عام 1995م منحه وزير الأعلام جائزة تقدير لأعماله الفنية.
وتم تكريمه عام 2001م من قبل نقابة الفنانين في سوريا لإنجازاته في العمل الفني، وكرمه مؤتمر برلمان الطفل العربي في عمان عام 2003م برعاية من الملكة نور.
وشغل الفنان جمال سليمان منصب سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة منذ عام 1999م وقام بالعديد من الأنشطة الإنسانية وقدم استقالته من المنصب في عام 2006م احتجاجاً على موقف الأمم المتحدة من مجريات الأحداث في المنطقة وخاصة لبنان.