(جيمس كريستوفر هاريسون), أو الرجل ذو الذراع الذهبي, ولد في 27 ديسمبر 1936، ذراع جيمس الذهبية، سجلت فى التاريخ بحروف ذهبية كواحد من الأشخاص الناشطين فى مجال التبرع بالدم، كما أنه صُنِّف كأحد أهم المتبرعين فى تاريخ البشرية حيث ساهم الأخير لوحده فى إنقاذ ما يزيد عن مليونى شخص.
اشتهر بالتبرع ببلازما الدم بأستراليا، وقد تم استخدام تركيبته غير المعتادة في البلازما لعلاج مرض الريسوس . قدم أكثر من 1000 تبرع طوال حياته، وتشير التقديرات إلى أن هذه التبرعات قد أنقذت أكثر من 2.5 مليون طفل من هذه الحالة.
في 11 مايو 2018، قدم تبرعه رقم 1173 – آخر تبرع له، حيث تحظر السياسة الأسترالية التبرع بالدم لمن هم في سن 81.
ترى ما هي حكاية هذا الرجل؟
في عام 1951، في سن الرابعة عشرة، خضع لعملية جراحية كبرى في الصدر، تطلبت كمية كبيرة من الدم بعد أن أدرك أن الدم أنقذ حياته، تعهد بالبدء في التبرع بالدم بنفسه بمجرد أن يبلغ 18 عامًا، وهو العمر المطلوب في ذلك الوقت.
بدأ هاريسون التبرع في عام 1954. بعد التبرعات القليلة الأولى، اكتشف أن دمه يحتوي على أجسام مضادة قوية ومستمرة بشكل غير عادي ضد مستضد مجموعة D Rh . أدى اكتشاف هذه الأجسام المضادة إلى تطوير منتجات تعتمد على الغلوبولين المناعي للوقاية من مرض انحلال الدم عند حديثي الولادة (HDN) تُعطى هذه المنتجات، التي تحتوي على مستوى عالٍ من الأجسام المضادة لـ D ، للأمهات السلبيات لعامل Rh (D) لأطفال مجهولين أو موجبين لعامل Rh (D) أثناء الحمل وبعده لمنع تكوين أجسام مضادة لدم Rh (D) طفل إيجابي تسبب حساسية المستضد وظاهرة عدم التوافق اللاحقة مرض الريسوس، وهو الشكل الأكثر شيوعًا لـ HDN .
نظرًا لأنه يمكن التبرع ببلازما الدم، على عكس الدم، مرة واحدة كل أسبوعين، فقد تمكن من الوصول إلى تبرعه الألف في مايو 2011. وهذا ينتج عنه تبرع واحد في المتوسط كل ثلاثة أسابيع خلال 57 عامًا. وتعليقًا على سجله ، قال: “يمكنني القول إنه الرقم القياسي الوحيد الذي أتمنى كسره ، لأنهم إذا فعلوا ذلك ، فقد تبرعوا بألف تبرع.
حقق هاريسون، رقمًا قياسيًا فى التبرع بالدم فى العالم ككل، حيث وصل رقم تبرعه بالدم على مدار تلك الرحلة ما يزيد عن 1173 مرة تبرع، مما ساعده على الدخول إلى موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية، ونظرًا لأن سياسة استراليا تمنع التبرع بالدم لمن يزيد عمره 81 عامًا ، فبوصوله إلى ذلك العمر توقف عن التبرع بعد رحلة طويلة من العطاء وفعل الخير، أنقذ خلالها أرواح الأطفال .
بدأت قصة هاريسون، عندما كان فى الرابعة عشرة من عمره، حيث خضع لتدخل جراحى خطير على مستوى الصدر تطلب حصوله على 13 لترا من دماء متبرعين، ومع نجاح العملية واستعادته لوعيه، قضى 3 أشهر كاملة بالمستشفى أدرك خلالها دور دم المتبرعين فى إنقاذ حياته، وأمام هذا الوضع، وعد جيمس هاريسون بالتبرع بدمه بشكل دورى حال بلوغه الثامنة عشرة أى السن القانونية للتبرع.
وفى عام 1954، بدأ جيمس هاريسون فى تنفيذ وعده، لكن بعد عدة عمليات للتبرع، اكتشف الأطباء أمرا نادرا من نوعه، وهو احتواء دمه على العنصر المضاد Anti-D “مضاد دى”، الذى يعتبر عنصرا أساسيا لحدوث التوافق بين دم الأم ودم الجنين برحمها فى الحالة التى تكون فيها فصيلة دم الأم موجبة وفصيلة دم الجنين سالبة، أو العكس. وبسبب ذلك، صنّف دم جيمس هاريسون بالنادر والمميز فحصل على تأمين لحياته بلغت قيمته مليون دولار.
وساهم “دم” هاريسون فى إحداث ثورة فى مجال العلم، حيث قادت الأبحاث التى أجريت عليه لتطوير جلوبيولين مناعى، لتجنب داء انحلال الدم فى الجنين والأطفال حديثى الولادة، وقدّم هذا المنتج الذى احتوى على كميات كبيرة من المضاد Anti-D للنساء الحوامل لإنهاء معاناتهن مع داء ريسوس، الذى يعد أبرز أنواع الأمراض الانحلالية لدى حديثى الولادة، ويتميز بعدم تطابق عامل ريسوس بين الأم وجنينها، وبالتالى يلعب هذا الدواء دورا فاعلا فى إنهاء عدم التوافق من جهة الأم ليضع بذلك حدا للتهديدات التى قد تطال حياة جنينها.
وفى تصريحات سابقة، قال هاريسون: “لم أفكر أبداً بالتوقف عن التبرع بدمى للأطفال المرضى، فبعد أن خضعت لعملية جراحية خطيرة فى الصدر، حصلت على 13 لتراً من الدم تبرع بها الآخرون لإنقاذى، مضيفا: “أمضيت ثلاثة أشهر فى المستشفى، لقد أنقذت الدماء التى تبرع بها الآخرون حياتى”، داعيا الناس للتبرع بدمائهم، قائلا: “ساعة واحدة من وقتك هى عمر لشخص آخر”.
حصل جيمس هاريسون، على العديد من الجوائز والتكريمات، سواءً من حكومة بلاده أول من دول أخرى ومنظمات عالمية، تقديراً على العمل النبيل الذى قدمه للمرضى والبشرية.