“سارة عبده”.. خبيرة تكنولوجيا حيوية بدأ اهتمامها بألوان الزهور عندما كانت طفلة صغيرة في القاهرة. كانت ترسم الزهور الزرقاء في المدرسة، وكان معلمها يسألها دائمًا عن السبب، لأن معظم الزهور لم تكن زرقاء بشكل طبيعي.
الآن، من أجل الحصول على درجة الدكتوراه، في جامعة وأبحاث فاجينينجن في هولندا، تقوم سارة عبده بدراسة الألوان في زهور البتونيا.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن زهور البتونيا البرتقالية لا تنبت عادة في الطبيعة، لكن في عام 2015، تنبه زميل عبده تيمو تيري إلى زهرة بتونيا برتقالية تنبت في محطة سكك حديدية بالقرب من هلسينكي. وقد اكتشف أن لونها البرتقالي يعود إلى تعديل وراثي يُحظر إدخاله على الزهور، وأن بيع البتونيا البرتقالية محظور في بعض الدول”.
تعقيبًا على ذلك، تقول عبده لمجلة نيتشر: “تحمست لإنتاج البتونيا البرتقالية، لا بإدخال جين عليها من نوع آخر، لكن بإصلاح المسارات الجينية التي تمنع تحول زهور البتونيا بصورة طبيعية إلى اللون البرتقالي”.
في هذه الصورة، أقوم بجمع عينات من الأنسجة الزهرية من نبات البطونية البيضاء لتحليل أصباغها والجينات الكامنة وراءها. أنا أرتدي القفازات وأستخدم الملقط حتى لا أتلف أنسجة التحليل الجيني.
تقول سارة “كنت حريصة على إنتاج زهور البتونيا البرتقالية، ليس عن طريق إدخال جين من نوع آخر، ولكن عن طريق إصلاح المسار الجيني الذي يمنع زهور البتونيا من أن تكون برتقالية بشكل طبيعي. تتيح لي تقنية تحرير الجينات CRISPR–Cas9 القيام بذلك عن طريق إجراء تغييرات في مواقع محددة في جينوم نبات البطونية. إنها أسرع وأرخص وأكثر دقة وأكثر كفاءة من طرق تحرير الجينوم الأخرى، وهي قانونية في أوروبا والولايات المتحدة”.
يمكن أيضًا تطبيق عملي على محاصيل أخرى. على سبيل المثال، يحتوي الأرز الذهبي ( Oryza sativa ) على البيتا كاروتين ويمكن أن يفيد الأشخاص الذين يفتقر نظامهم الغذائي إلى فيتامين أ، ولكن تم حظر استخدامه في بعض المناطق لأنه معدل وراثيًا. يجب أن يكون مسار الصبغ في زهور البتونيا مشابهًا لمسار المحاصيل وأنواع النباتات الأخرى، حتى أتمكن من تطبيق طريقة إنتاج الألوان البرتقالية باستخدام تحرير الجينات على النباتات الأخرى.
ومن خلال بحثي، أسعى لأن أكون قدوة للفتيات في مصر. لقد كنت محظوظًا بالحصول على منح دراسية للدراسة في الخارج لبرامج الماجستير والدكتوراه. أريد تحفيز الباحثات الأخريات للسفر إلى الخارج ومتابعة اهتماماتهن البحثية.
