رواد الأعمالمبدعون

عماد سلام.. من “هندسة الطيران” و”بيع اللحوم” إلى أكبر مطور عقاري في بريطانيا

مسيرة المطور العقاري ورجل الأعمال العراقي “عماد سلام”, المقيم في بريطانيا منذ أربعين عاما, مسيرة مثيرة وغريبة, انتهت به حتى أصبح مشهور بـ”عمارة العقارات والقلوب”. نجح في تحقيق حلمه في العمل الحر، وكذلك نشاطه الخيري الواسع.

مثله مثل عدد كبير من العراقيين في تلك الفترة، سافـر عماد سلام في أواخر السبعينات إلى بريطانيا لدراسة هندسة الطيران هناك، وبعد فتـرة وأثناء قضاءه لفتـرة الدراسة اندلعت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرّت 8 سنوات كاملة. كانت هذه الحـرب مدمّـرة بكل المقاييس، فطلبت منه والدته أن يكمل حياته في بريطانيا وألا يعود الى العراق مرة أخرى، على الأقل في تلك الفتــرة.

كانت هذه الأزمة كبيـرة بالنسبة لعمـاد السلام باعتباره الشقيق الأكبر لإخوته والمسئول الثاني مباشرة عن الاسرة بعد والدته عقب وفاة والده. ومع ذلك، استمـر في بريطانيا بطلب من والدته فحصل على عمل في المركز الإسلامي بمانشستر براتب بسيط، وهو الأمر الذي دفعه الى البدء في بيع اللحوم عند باب المسجد لزيادة أرباحه، ثم طوّر عمله بشراكة مع صديق آخر يتولى بيع المواد التموينية ؟، بينما يتولى هو ذبح الخراف وبيعها.

 

في تلك الفتـرة، لاحظ ان القائمين على المركز لديهم عقارات يهدفون الى زيادتها والمحافظة على أوقافهم، وهو ما جعله ينغمس بدوره في هذا المجال حيث استطاع ان يحقق انجازات أدهشته هو شخصياً في مجال العمل الحر والتجارة والتسويق العقاري، جعلته يتأكد بعد عامين أن العمـل الحر هو طريقه في الحياة وليس الوظيفة على الإطلاق.

بدءً من العام 1986 بدأ عماد السلام مسيرته كمطوّر عقاري ورجل أعمال حيث بدأ بشراء عمارة وانطلق منها الى بناء مجمعات سكنية ضخمة نالت جوائزاً رفيعة في تصاميمها المعمـارية والخدمات التي تقدمها للمتملّكين، ووصل عدد الشقق التي بناها إلى اكثر من ستة آلاف، وقام بتأسيس منظومة كبيرة شملت تطوير العقارات داخليا والتوسط في بيعها، حتى أصبح من أكبر رواد الاعمال العرب في هذا المجال في بريطانيا.

رغم تعرّضه للعديد من المخاطر في مسيرته المهنية عندما اندلعت الأزمة المالية العالمية في العام 2008، التي تلاها فترة من الكساد والازمات والهبوط، إلا أنه في تلك الفترة تحديداً استطاع ان يحصد أكبر وافضل عقوده ومشروعاته، انطلاقاً من الكلمة المفتاحية التي يرددها دائماً “الإيمان بالبركة”.

وإلى جانب مشروعات التطوير العقاري يولي العراقي عماد السلام اهتماماً بالعمل الخيري خصوصاً المدارس، حيث أسس حتى الآن ثماني مدارس تضم أكثر من ألفي طالب.

زر الذهاب إلى الأعلى