تمكن المخترع السوري السيد محمد الطيباني من اختراع محرك داخلي محوري ثلاثي الأشواط يزيد عزمه عن المحركات التقليدية بمقدار 6 أضعاف, وأطلق عليه اسم “قاسيون 1″، ويصلح لعمل السيارات والمركبات ولتوليد الطاقة وكل ما يقوم به المحرك الرباعي، وحصل الطيباني على براءة اختراع رقم 5227 من مديرية حماية الملكية التابعة لوزارة الاقتصاد والتجارة السورية.
يقول المخترع: “يعتبر المحرك من أهم الاختراعات الحديثة على الإطلاق, فالهدف الأساسي منه هو تحويل الطاقة, ولكن مشكلة المحركات التقليدية هو إهدار كم كبير من تلك الطاقة التي ينتجها، فإذا علمنا أن محرك الاحتراق رباعي الشوط التقليدي والمنتشر حاليا في كافة فعاليات الحياة يهدر 83% من طاقة الوقود الذي يحرقه من أجل أن يوفر 17% من الطاقة التي تسير بها الحياة بكاملها (دراسة علمية مثبتة) فهذا يعني أننا لم نستفيد بكامل الطاقة المطلوبة، ومن هنا بدأت أفكر في إيجاد محرك احتراق جديد يستفيد من كامل طاقة الوقود، وتمكنت في النهاية بعد جهد جهيد من اختراع “محرك قاسيون 1″ الجديد كليا من ناحية التصميم وطريقة العمل وبالتأكيد من ناحية النتائج”.
و”قاسيون 1″ محرك ثلاثي الأشواط يمتاز بعزمه الكبير إذ تصل إلى 6 أضعاف المحرك التقليدي, كما أنه موفر للوقود المستهلك فإذا كان المحرك التقليدي مثلا يستهلك 20 لترا من الوقود لتقطع السيارة مسافة 200 كم، فإن السيارة التي تزود بمحرك “قاسيون 1” تقطع 1200 كم باستهلاك نفس الكمية من الوقود.
ويصف الطيباني اختراعه تقنيا بقوله: “قاسيون 1 هو محرك احتراق داخلي جديد ومتكامل بكل تفاصيله، وهو ثلاثي الأشواط (2+1) يعمل بمكبسين مختلفين في الحجم والشكل والمسار والوظيفة، والأشواط الثلاثة هي: الأول انفجاري يدفع المكبس العامل، والشوطين الآخرين عبارة عن شوط سحب وشوط ضغط وحقن يقوم بهما مكبس مغذي وهو غير المكبس العامل حيث بحقن الهواء في حجرة الانفجار وبعد الانفجار يتلقى المكبس العامل دون المكبس المغذي ضغط الانفجار فالمكبسان يعملان بشكل مستقل ولكن يتكاملان بشكل متزامن ودقيق”.
ويضيف: “المحرك الجديد يستفيد من كامل الضغط المتولد عن الانفجار أي له شوط طويل جدا مقارنة مع طول شوط المحرك التقليدي حيث يصل إلى 9 أضعاف الشوط التقليدي، وقد أضفت له ذراع عمل طويل بشكل واضح مما يعطي أريحية في العمل، ومن مميزات قاسيون 1 أيضا هو أن الضغط يكون دائما عموديا على ذراع محور الدوران وهذه ميزة في غاية الأهمية، المحرك الجديد أيضا تقل حاجته للتبريد مما يفسح المجال أمام إمكانية أوسع في تمدد الغازات الناتجة عن الاحتراق وبالتالي قوة دافعة أكبر خلف المكبس العامل”.
ويلفت المخترع إلى أن “قاسيون 1” يصلح للعمل على كافة السيارات والمركبات، غير أن أبعاده قليلة (الطول والعرض والارتفاع) وكذلك قليل الوزن وهو سهل الفك والصيانة واحتمال الأعطال به أقل من المحركات التقليدية. ويعتقد الطيباني أن المحرك الجديد سيفتح المجال أمام عالم جديد من المحركات، لأن -وبالإضافة إلى المميزات السابقة- حركة الأجسام المهتزة به اقل بشكل واضح من المحركات الأخرى مما يعطي ضجيجا أقل.
وعن مزايا المحرك التنافسية يقول المخترع: “الاختراع يعمل على توفير الوقود بسبب الاستطاعة الكبيرة للمحرك قاسيون 1 والتي قدرت بـ6 أضعاف استطاعة المحرك التقليدي والتي بنيت على الاستفادة الكاملة من كامل أشواط العمل وليس على زيادة استهلاك الوقود حيث أن نفس المقدار من الوقود الذي يستهلكه المحرك رباعي الأشواط التقليدي ليولد طاقته يستطيع محرك قاسيون واحد أن يولد 6 أضعاف هذه الطاقة”.
المحرك الجديد أيضا يحد من التلوث البيئي لأن استهلاكه للوقود قليل جدا لتنفيذ نفس العمل لذلك فالعادم الذي يخرج من السيارة تقل نسبته بشكل ملحوظ جدا تصل إلى خمس النسبة التقليدية، كما أنه يتيح تعددية في استخدام أنواع الوقود حيث أن المحرك يعمل بالبنزين أو المازوت أو الغاز، ويزد المحرك من سهولة استخدامه في كافة النواحي التطبيقية نظرا لصغر حجمه الذي لا يزيد عن نصف حجم المحركات الأخرى، وثلث وزنه تقريبا، ويتيح المحرك فرصة أقل لاحتكاك أجزائه وقلة الحاجة إلى تبريد مما يؤدي منطقيا إلى قلة الأعطال وقلة الحاجة إلى صيانة قطع غيار المحرك.
ويؤكد المخترع أن هذا المحرك سوف يحقق ثورة في عالم صناعة المحركات إذا ما توفرت له الرعاية المناسبة واخذ به إلى بر الأمان لتسلط عليه عيون الشركات العالمية.