توصل المخترع الأردني محمد اسندر إلى ابتكار محرك جديد اعتبره متخصصو ميكانيكا السيارات “اختراعا فذا”، فطبقا لنتائج تجربته العملية تزيد قوة المحرك المبتكر عن المحركات التقليدية بأكثر من 22 ضعفا، كما أنه يقلل من استهلاك الوقود بنسب تتراوح ما بين 60-70%، هذا فضلا عن صغر حجمه، حيث اختصر المخترع عدد قطعه لـ150 قطعة بدلا من ثلاثة آلاف قطعة هي مجموع القطع في المحركات الأخرى، والمحرك الجديد رباعي الأسطوانات، وسعته 800 CC، ويعمل بنظام الدحرجة، ويمكن استعمال أنواع الوقود كافة في تشغيله.
يقول إسندر: “المحرك الذي قمت بابتكاره كان حصيلة ثلاث سنوات من الجهد المضني، ووفقت في تنفيذه على شكل محرك رباعي الأشواط، ويعمل بنظام (الدحرجة) وتبريد الهواء، ويمتاز بأنه يقلل من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة بشكل غير مسبوق ويتغلب على مشاكل التبريد و”التشحيم” التي تواجه المحركات التقليدية، كما أنه يقلل من استهلاك الوقود بشكل كبير فنحو “20” لترا من البنزين تكفي لسير المركبة مسافة 700كم، غير أنه يمكن أن تزيد نسبة استهلاك البنزين في حال تطوير علبة سرعات مناسبة”. click=”window.open(this.href,”,’resizable=no,location=no,menubar=no,scrollbars=no,status=no,toolbar=no,fullscreen=no,dependent=no,width=700,height=600,status’); return false” href=”/upload/image/engineering/asender-engine-002.jpg”>
“الدوران البيضاوي”
يقوم عمل هذا المحرك الجديد على نفس مراحل عمل المحرك التقليدي ذي الأربعة أشواط (شفط، ضغط، انفجار، إخراج العادم)، وجعل المخترع نظام الدوران بيضاويا (إهليلجيا) مثل نظام دوران الكواكب السيارة حول الشمس، بدلا من نظام الدوران التقليدي الداخلي والدائري.
ويعمل المحرك عند بدء تشغيل الجزء الأمامي من محور الدوران وبواسطة المكبس بالضغط على الصمام المعد لسحب مزيج الوقود فتحه، وبما أن محور الدوران ليس دائريا فإنه يقوم بسحب المكبس لتتم عملية الشفط، ومن ثم يدفع المكبس إلى الداخل ليتم ضغط مزيج الوقود بواسطة المكبس، وتقوم “شمعة الاحتراق” بإطلاق الشرارة اللازمة ليحدث الانفجار وتندفع إلى الخارج لتقوم المكابس بدورها في دفع المحور للدوران فينتج قوة دوران وعزم تفوق قوة المحركات التقليدية بقوة تصل إلى سبعة أضعافها، وبطاقة أقل من المحركات التقليدية.
محرك “اسندر” الجديد
وبناء على ذلك يقوم محور الدوران بفتح صمام طرد العادم، ويعود المحور بدفع المكبس إلى الداخل لطرد هذا العادم، لتتم بذلك الأشواط الأربعة، ولتتوالى عملية الدوران، ووفقا للمعادلة الفيزيائية المعروفة في عمل المحركات (قطر مجرى المكبس تربيع x طول الشوط، وضرب عدد المكابس x 3.1416 = سعة المحرك) و (قوة العتل x سرعة المحرك تقسيم 5.252 = القوة بالأحصنة).
وبما أن قوة “العتل” المحوري بعيدة عن مركز الدوران بعكس المحركات التقليدية، فإن هذا المحرك الجديد ينتج قوة أكثر من سبعة أضعاف المحرك التقليدي تقريبا، ويؤدي إلى توفير كبير في الوقود، وبالتالي المحافظة على البيئة نتيجة تقليل كمية عوادم الاحتراق، كما أنه محرك اقتصادي نتيجة قلة عدد القطع المكونة له مما يؤدي إلى طول عمره الافتراضي وانخفاض تكاليف صيانته وسهولة الصيانة.
ويعزو الباحث قلة القطع المكونة للمحرك إلى أنه تم الاستغناء عن كثير من أجزاء المحرك التقليدي (مثل عمود “الكاما” وملحقاته وغير ذلك)، وجرى توزيع الصمامات والمكابس بشكل مبتكر ليس له نظير، حيث أن قوة دفع المكابس الناتجة عن الانفجار تكون نحو الخارج وليس الداخل كما في المحركات التقليدية، ويمكن صناعة جسم المحرك (السلندر) من قطعتين بدلا من قطعة واحدة لتسهيل تفريغ أماكن مياه التبريد في المصانع التي تفتقر إلى التقنية الحديثة.
بموجب هذا الاختراع يمكن الاستغناء عن محرك الاحتراق الداخلي التقليدي، حيث يحل هذا المحرك الجديد محله، ويستخدم في جميع المركبات ذات المحرك.
ابتكار لا نظير له
أما عن عناصر حماية المحرك فأشار المخترع إسندر إلى أن هناك العديد من العناصر وهي كالآتي:
1- الاختراع يعتبر ابتكارا لا نظير له، ومطلوب حمايته، إضافة إلى جدة التوصيلات المذكورة لاحقا.
2- الدوران الخارجي: هو الإبداع الأساسي في المحرك، حيث تم نقل توليد الحركة من داخل المحرك إلى خارجه ضمن مسار حركة خارجي (محمي ومغلق) يحيط بالمحرك.
3- مكبس الصمامات: وهو إبداع جديد وبديل عن عمود (الكاما) وملحقاته.
4- تصميم جسم المحرك بشكل “مصلب” وليس بشكل متوالي أو حرف v كما في المحرك التقليدي.
5- الصمامات: أصبحت منفردة، ويمكن فكها وتركيبها “كشمعة الاحتراق” وهو ما يميزها عن الصمامات في المحرك التقليدي التي لا يمكن فكها بهذه السهولة.
6- كراسي مكابس الصمامات: أصبحت ضمن جسم المحرك، وكانت سابقا منفردة.
7- طريقة تركيب شمعات الاحتراق: حيث أصبحت يُركّب من الجهة الخلفية للمحرك.
8- “تزييت” المحرك: وهو جديد كليا، حيث تم الاستغناء عن مضخة الزيت، ويتم “التزييت” ذاتيا.
9- طريقة طرد العادم: حيث يجتمع العادم الناتج عن المكابس الأربعة ليخرج من فتحة واحدة، وهو ما يميزه عن المحرك التقليدي حيث يخرج العادم من كل صمام على حدة.
10- ذراع المكبس: أصبح يقوم بالسحب من الرأس مما يزيد من قوة المحرك، ليصبح أكثر أمانا.
فضلا عن ذلك أضاف “إسندر” إلى المحرك طرقا ميكانيكية جديدة وليس لها نظير في العالم مثل: ساحب ذراع المكبس المثبت بجسم المحرك، وهو الذي يسحب ذراع المكبس باتجاه دوران المحرك، وطريقة تركيب (الرولمان بلي) الرئيسي الذي يحيط بجسم المحرك، إضافة إلى تركيب (الرولمان) على ذراع المكبس، فضلا عن ناقل الحركة الخلفي المؤدي إلى تشغيل المحرك، وأخيرا غطاء الأمان الذي يغطي المحرك ويتم تثبيته مع علبة “التروس”.
قوة مضاعفة
يشير المخترع إلى أن المحرك الجديد ذي الأربعة أشواط، ذو محور دوران خارجي، مما يؤدي إلى حركة دوران أقوى من المحركات التقليدية حيث أن قوة الدفع المحوري تكون بعيدة عن مركز الدوران، وذلك بعكس المحركات التقليدية، مما يؤدي إلى توفير كبير في الوقود وقوة مضاعفة عدة مرات، وتوفير الكثير من القطع والمواد المستخدمة لصناعة المحركات التي تم الاستغناء عنها، ويمكن التحكم في القوة والحجم حسب الاستعمالات.
ويؤكد “إسندر” أنه لا يمكن القول بأن هذا المحرك هو تطوير للمحرك التقليدي، فهو وإن اعتمد على مراحل عمل المحرك ذي الأربعة أشواط، ولكنه أتى بتطبيقات جديدة فيما عدا ذلك، وتعد “ثورة” في عالم المحركات بكل المقاييس.
الجدير بالذكر أن “المركز العربي القوقازي” كرم المخترع الأردني في حفل العشاء الذي أقيم خصيصا لذلك، بعد أن استطاع تركيب محركه المبتكر داخل سيارة في المدينة الحرة بالزرقاء كبديل للمحرك الحالي التقليدي، والغريب في الأمر أنه في الوقت الذي أعلن فيه المخترع أن قدرة المحرك تفوق المحركات التقليدية بـ22 ضعفا، إلا أن التجربة أظهرت تفوقه عن المحركات التقليدية بـ “29”ضعفا.
ويشكو المخترع من قلة الاهتمام –عربيا- باختراعه الذي يعتبر نقلة نوعية في مجال ميكانيكا السيارات، ورغم أن العروض تنهال عليه من الشركات العالمية لصناعة السيارات إلا أن المخترع مصمم أن يكون الاختراع عربيا مئة بالمئة.
وإسندر من مواليد عام 1955 تخرج عام 1969 في “مدرسة صويلح الثانوية” وعمل في القوات المسلحة الأردنية كفني ميكانيكا دبابات, ثم عمل بعد عام 1973 في مجال النقل والشحن, وانتقل إلى العيش في مدينة “غروزني” في الشيشان في الأعوام 1989-1994، ثم انتقل إلى الإمارات في الفترة 1994-2005 حيث عمل مفوضا للرئيس الشيشاني.