واحد من أهم الأدباء الذين أنجبتهم مصر، والاديب الذي استطاع تصوير الحارة المصرية بدقة، تعتبر أعماله سجلا يروي تاريخ الأرض والشعب بمزيج من الدقة والإبداع، وحظيت هذه الاعمال التي بلغت زهاء الخمسين بتقدير مصري وعربي ودولي كبير، وتحول معظمها لاعمال فنية، وحصل هذا الاديب الكبير على جائزة نوبل في الآداب لعام 1988م.
ولد نجيب محفوظ عبد العزيز أحمد إبراهيم الباشا يوم الاثنين 11 ديسمبر من عام 1911م بميدان بيت القاضي بحي الجمالية بالقاهرة، له أربعة من الاخوة هو أصغرهم وتنحدر أسرته من مدينة رشيد، وكان جده قد نزح إلى القاهرة ولقب بالسبيلجي لأنه يملك سبيلاً يشرب منه عابرو السبيل.
حصل نجيب محفوظ على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة “فؤاد الأول” جامعة القاهرة حاليا عام 1934م وعمل في بداية حياته العملية كاتباً في إدارة الجامعة ثم سكرتيراً برلمانياً لوزير الأوقاف عام 1939م ثم مديراً عاماً بمصلحة الفنون العامة في عام 1955م ثم مديراً عاماً للرقابة على المصنفات الفنية عام 1959.
وتولى محفوظ رئاسة مجلس إدارة “مؤسسة السينما” عام 1966م ثم عمل مستشاراً لوزير الثقافة عام 1968م، وكان عضوا بالمجلس الأعلى للثقافة وبنادي القصة وجمعية الأدباء، وهو أول كاتب مصري وعربي يحصل على جائزة نوبل في الآداب في نوفمبر عام 1988م، وجاء في حيثيات استحقاقه جائزة نوبل أن إنتاجه أعطى دفعة كبرى للقصة كمذهب يتخذ من الحياة اليومية مادة له، كما أسهم في تطوير اللغة العربية كلغة أدبية، لكن ما حققه نجيب محفوظ هو أعظم من ذلك فأعماله تخاطب البشرية كلها.. فثلاثيته وتصويرها للحياة في مدينة القاهرة في الفترة ما بين الحربين العالميتين الاولى والثانية تضارع أعمال الأديب البريطاني تشارلز ديكنز عن الحياة في لندن والأديب الفرنسي إميل زولا عن الحياة في باريس.
حصل نجيب محفوظ على جائزة “قوت القلوب” في الرواية، وجائزة وزارة التربية والتعليم وجائزة مجمع اللغة العربية عن قصة “خان الخليلي” و”جائزة الدولة التقديرية في الأدب” عام 1968م ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1972م ثم قلادة النيل عام 1988م وهي أرفع الأوسمة المصرية.
قدمت عن حياته وأعماله عشرات الرسائل الجامعية لنيل رسالتي الماجستير والدكتوراه في مصر والعالم العربي وكتب عنه العديد من الكتب وسجلت أعماله في مكتبة الكونجرس الأمريكي باعتباره أحد الكتاب البارزين في العالم وصدرت عن حياته وأعماله الأدبية مع تحليل لأدبه الروائي موسوعة باللغة الألمانية بعنوان “نجيب محفوظ حياته وأدبه” عام 1978م.
ومن اهم ابداعات نجيب محفوظ: “همس الجنون” ونشرت لأول مرة عام 1938م و”عبس الأقدار” عام 1939م و” رادو بيس” عام 1939م و” كفاح طيبة” عام 1943م و”القاهرة الجديدة” عام 1944م و”خان الخليلي” عام 1945م و”زقاق المدق” عام 1946م و” السراب” عام 1947م و”بداية ونهاية” عام 1948م و” قصر الشوق” عام 1956م و”السكرية” عام 1957م و” أولاد حارتنا” و”اللص والكلاب” عام 1963م و” السمان والخريف” عام 1964م و”دنيا الله” عام 1965م و”الطريق” عام 1965م و”بيت سيء السمعة” عام 1966م و”الشحاذ” عام 1967م و”ثرثرة فوق النيل” عام 1968م و” ميرا مار” و” بلا تاريخ” و”خمارة القط الأسود” و”بلا تاريخ” و”حكاية بلا بداية ولا نهاية” عام 1971م و”شهر العسل” 1971م و”المرايا” عام 1972م و”الحب تحت المطر” عام 1973م و”الجريمة” عام 1973م و”الكرنك” 1974م و”حكايات حارتنا” 1975م و”قلب الليل” عام 1975م و”حضرة المحترم” عام 1975م و”ملحمة الحرافيش” عام 1977م و”الحب فوق هضبة الهرم” عام 1979م و”الشيطان يعظ” عام 1979م و”عصر الحب” عام 1980 و” أفراح القبة” عام 1981 و” ليالي ألف ليلة” عام 1982 و” رأيت فيما يرى النائم” عام 1982 و”الباقي من الزمن ساعة” عام 1982 و” أمام العرش” عام 1983 و”رحلة ابن فطومة” عام 1983 و” التنظيم السري” عام 1984 و”العائش في الحقيقة” عام 1985 و”يوم مقتل الزعيم” عام 1985 و”حديث الصباح والمساء” عام 1987 و” صباح الورد” عام 1987 و”قشتمر” و” الفجر الكاذب” عام 1988 و”أصداء السيرة الذاتية” عام 1996م.
وتوفي الأديب الكبير في الثامنة وخمس دقائق من صباح يوم الأربعاء 31 أغسطس عام 2006م في مستشفى الشرطة بحي العجوزة وسط القاهرة جراء قرحة نازفة بعدما أصيب بهبوط مفاجئ في ضغط الدم وفشل كلوي، بحسب الأطباء، وكان الروائي الشهير قد أدخل في يوليو 2005 المستشفى ذاته إثر سقوطه في الشارع وإصابته بجرح غائر في الرأس تطلب جراحة فورية.