نجح فريق بحثي من قسمي الكيمياء العضوية بكلية العلوم جامعة الزقازيق من ابتكار نوع جديد من ورق البردي يمكن التحكم في درجة لونه ليصل من اللون المعتاد (الكريمي الفاتح) إلي اللون البني الغامق وألوان أخرى، بالاعتماد على فكرة تحويل لب البردي إلى ورق مباشرة، كما تم استحداث طرق جديدة لتطوير أوراق البردي لتصبح أحسن في الملمس ودرجة اللمعان والليونة وامتصاص الألوان وتعدد طرق الرسم والطباعة عليها، واستخدم الورق الجديد في تكوين مشروع تشغيلي لشباب الخريجين لما له من جاذبية خاصة لدى السياح.
يقول الأستاذ الدكتور فتحي يس رئيس الفريق البحثي والمشرف على قسم شؤون البيئة وخدمة المجتمع بكلية العلوم: “بعد أبحاث طويلة توصلنا إلى ابتكار ورق البردي الذي نحن بصدد الكلام عنه، أما عن فكرة الاختراع فهي تحويل لب نبات البردي إلي ورق مباشرة بمعالجات طبيعية ودون استخدام مواد كيميائية، وحرصا منا علي إيجاد فرص عمل للشباب نجحنا في تكوين فريق عمل من الخريجين من مختلف خريجي الكليات للكتابة والرسم علي هذا الورق الرائع (آيات قرآنية – رسومات فرعونية – قبطية – مناظر طبيعية – أعلام الدول – شعارات الشركات والأندية الرياضية – صور المشاهير – صور شخصية)، ويقوم هؤلاء الشباب بتسويق منتجاتهم الفنية في المناطق السياحية المحلية في شرم الشيح والغردقة”.
ويضيف: “يطمح هؤلاء الشباب في أن تري منتجاتهم الطريق إلي الأسواق العالمية من خلال مساعدة الجهات المعنية بالتصدير وخاصة وزارة الثقافة وعلى رأسها الوزير فاروق حسني والدكتور فيصل يونس بصفته رئيسا لقطاع الشئون الخارجية، وكذلك نطمع في تشجيع الهيئة العامة للمعارض الدولية لتبني هؤلاء الشباب للمشاركة في المعارض الدولية، كذلك الهيئة العامة للكتاب من خلال معارض الكتاب المحلية والدولية وأيضا وزارة النجارة الخارجية والتعاون الدولي من خلال التمثيل التجاري والثقافي و السياحي وتبادل الصفقات، وكل هذه الآمال يمكن أن تتحقق لتضيف مزيدا من الأمل أمام هؤلاء الشباب في مستقبل أفضل ومزيد من فرص العمل عن طريق آثار الأجداد”.
الجدير بالذكر أن الفريق تلقى دعوة للمشاركة في معرض الاختراعات في كل من دولة سوريا الشقيقة وألمانيا في نهاية هذا العام، وشارك د. فتحي يس من قبل في معرض المخترعين الأول في دولة الكويت بدعوة لإلقاء محاضرة عن كيفية تصنيع ورق البردي قديما وحديثا وعمل ورشة عمل تمثيلا عمليا علي النبات ومراحل التصنيع من تقطيع وتقشير وتشريح ومعالجة وكبس للوصول في النهاية إلي ورقة بردي وكانت تجربة رائعة استفاد منها طلبة المدارس والكليات وزوار المعرض.
ويؤكد د. فتحي استعداده التام لقبول أي دعوات من الكليات والمدارس الفنية علي مستوي العالم للمشاركة في جميع المناسبات والمعارض والمهرجانات الدولية لإلقاء محاضرات نظرية وورش عمل عن تاريخ صناعة ورق البردي كيف كان يصنعه قدماء المصريين وكيف كان يستخدم في الكتابة والرسم مع عرض نماذج لرسومات إسلامية وفرعونية.