
Table of Contents
نشأة نيكولا تسلا
ولد المخترع نيكولا تسلا في تموز 1856، بما يعرف الآن بكرواتيا. قدم إلى الولايات المتحدة في عام 1884 وعمل لفترة وجيزة مع توماس إديسون قبل أن يفترقا. باع العديد من براءات الاختراع خاصته، بما في ذلك تلك الخاصة بآلية التيار المتناوب. في عام 1891 أخترع “ملف تسلا” والذي لا يزال يستخدم في تكنولوجيا الراديو لليوم. توفى تسلا في مدينة نيويورك يوم 7 كانون الثاني عام 1943.
اكتسب نيكولا تسلا خبرة في التهاتف والهندسة الكهربية قبل هجرته إلى الولايات المتحدة سنة 1884م للعمل لدى توماس إديسون في مدينة نيويورك. سرعان ما انفصل تسلا عن إديسون وأسس معامله وشركاته لتطوير عدد من الأجهزة الكهربائية. اشترى جورج ويستينغهاوس حقوق استغلال براءة اختراع تسلا للمحرك الحثي والمُحوّل، كما عيّنه ويستينغهاوس لفترة قصيرة مستشارًا له. كان عمل تسلا لسنوات لتطوير الطاقة الكهربائية جزء من «حرب التيارات» بين أنصار التيار المتردد والتيار المستمر، وكذلك حرب البراءات. وفي سنة 1891م، حصل تسلا على المواطنة الأمريكية.
واصل نيكولا تسلا العمل على أفكاره حول الإضاءة اللاسلكية والتوزيع الكهربائي في الجهد العالي وتجارب الطاقة عالية التردد، وصرّح في سنة 1893 م بإمكانية إجراء اتصال لاسلكي بأجهزته. حاول تسلا تنفيذ أفكاره تلك بمحاولة عمل بث لاسلكي عابر للقارات، في مشروعه غير المكتمل برج واردنكليف. كما أجرى في معمله مجموعة من التجارب على المتذبذبات والمولدات الميكانيكية، وأنابيب التصريف الكهربائية، ومحاولات أوليّة للتصوير بالأشعة السينية. كذلك بنى قارب يتم التحكم فيه لاسلكيًا، وهو الحدث الفريد من نوعه حينها.
اشتهر نيكولا تسلا بإنجازاته وظهوره الذي أكسبه في نهاية المطاف سمعة في الثقافة الشعبية بصفته «عالم مجنون». أكسبته براءات اختراعاته قدرًا كبيرًا من المال، أنفق جزءً كبيرًا منه لتمويل مشاريعه الخاصة التي تفاوتت نجاحاتها. عاش تسلا معظم حياته في سلسلة من فنادق نيويورك حتى تقاعده. وقد توفي تسلا في 7 يناير 1943م. خبى ذكر أعمال تسلا نسبيًا بعد وفاته، حتى سنة 1960م عندما أطلق المؤتمر العام للأوزان والمقاييس اسمه على الوحدة الدولية لقياس كثافة الحقل المغناطيسي تسلا تكريمًا له. ومنذ تسعينيات القرن العشرين، تجدد الاهتمام بتسلا وأعماله.

فضائلنا وعيوبنا لا ينفصلان، مثل القوة والضعف .. إذا انفصلا لا يصبح الإنسان انسانا
رجل وعالم اسطوري يحكى عنه الكثير من الحكـايات، منهـا الصحيـح ومنها الخـاطئ ومنهـا المبـالغ فيه. كما كثرت الشـائعــات عن هذا العبقــري، ونسبت اليه الكثير من الاعمال الغريبة والتي نتمنى بالفعل أن تكون موجودة .. وهذا ما جعل منه شخصيـة أسطـورية بالفعل.
بعض الحقائق عن نيكولا تسلا
رغم أن اسم « نيكولا تسلا » ليس على قدر شهرة اسمي «توماس اديسون»، مخترع المصباح الكهربائي و«جولييلمو ماركوني»، أول من استطاع نقل واستقبل موجات الراديو، إلا أنه لولا جهود «تسلا» المضنية في كلا المجالين لما كان لنا أن نعيش اليوم بشوارع ومنازل مضاءة، أو نستمتع بالبث الإذاعي والتلفزيوني.
وفي ذكره وفاته في مثل يومنا هذا، لا يمكن تحديد أي من اختراعاته العديدة مسؤول بشكل مباشر عن جعل حياتنا أكثر سهولة اليوم، ولا أي من ساعات عمله المرهقة التي أمضاها معزولًا عن العالم في معمله، مسؤولة عن استخدامنا أجهزة تعتمد على التيار الكهربي كمصدر مستمر للطاقة بلا انقطاع.
مزاح امريكي
يقال ضمن روايات مختلفة أن لحظة ميلاد نيكولا تسلا اقترنت بعاصفة رعدية شملت قريته الصغيرة التي كانت حينها، عام 1956 جزءاً من الإمبراطورية النمساوية، قبل أن تنفصل لتصبح داخل حدود كرواتيا، لتلقي العواصف بظلالها على عالم المخترع الذي درس الفيزياء والرياضيات في جامعة «جراتس» النمساوية وعمل في عدة وظائف تقنية بأوروبا، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة عام 1884. وعلى الرغم من وصوله إلى سواحل «نيويورك» مفلساً لا يحمل سوى خطاب ترشيح للعمل، إلا أنه تمكن من الحصول على وظيفة كمهندس في معامل الأبحاث الصناعية الخاصة برجل الكهرباء الأول في العالم «توماس إديسون».
وخلال أشهر قليلة، بدأت علامات نبوغ المهندس الشاب في الظهور، كاشفة عن مخترع عبقري في انتظار فرصة. وفي لحظة عرض فيها «إديسون» مكافأة قدرها 50 ألف دولار لقاء تطوير «تسلا» لتصميم مولدات التيار الكهربي المباشر، بحسب رواية الأخير، ظن المهندس الشاب أن الفرصة جاءته؛ إلا أنه فوجئ بعد إتمامه العمل ومطالبته بالمكافأة بإجابة المخترع الأمريكي الشهير: «تسلا، يبدو أنك لا تفهم حس الفكاهة الأمريكي».
انتصارات مضيئة في حياة نيكولا تسلا
كانت العبارة الأخيرة بمثابة إعلان النهاية لأولى مراحل حياة «تسلا» المهنية، ليبدا الاستقلال بعمله والبحث عن مستثمرين لتمويل أبحاثه وتجاربه فى مجال التيارات الكهربية المترددة التي لم يحبذها «إديسون»، مولياً اهتماماً أكبر إلى التيارات المباشرة، على الرغم من صعوبة توزيعها ونقلها لمسافات طويلة.
وبعد جهد مضني ومحاولات غير موفقة تمكن «تسلا» من تأسيس معمله الخاص في شارع «الحرية»، على مقربة من مقرات معامل وشركات «إديسون». ومع نهاية ثمانينيات القرن التاسع عشر، وبمساعدة عدد من المستثمرين تمكن أخيرًا من تصميم وتنفيذ مولد التيار الكهربي المتردد، وسجل براءة اختراعه في مايو عام 1888، محطما بذلك تفرد مولدات التيارات الموجهة ولافتا أنظار كبار المستثمرين الى نبضات عقله المنيرة، مما اسلمه الى يداي شريك وممول جديد وهو «جورج ويستنجهاوس» صاحب شركة «ويستنجهاوس إليكترك» التى شرعت فى الاستفادة من تقنية التيارات المترددة.
إلا أن النجاح النسبي الذي حققه «تسلا» والاهتمام المجتمعي الذي انصب على أعماله بدأ فى الانحسار مع إعلان «توماس إديسون» الحرب عليه، فيما عرف بـ«حرب الترددات». وبدأ «إديسون» في نشر دعاية مضادة لـ«التيارات المترددة»، من خلال اقتراح استعمالها في تنفيذ أحكام الإعدام، ومبرهنا على عدم الحاجة إليها، أقام العروض العامة بالشوارع وصعق بها الحيوانات التى سرعان ما نفقت، لكن عشرات من التجارب العملية لـ«اديسون» في هذا الاتجاه، تم محوها باختبار عملي وحيد لـ«لتسلا».
ففي أول تطبيق جماهيري وعملي لتجاربه، استطاع «تسلا» بالتعاون مع «وستينجهاوس» إضاءة المعرض الكولومبي بشيكاغو بالكامل في أوائل تسعينيات القرن الـ19 متعتمدا فقط على التيارات المترددة والتي شكك الكثيرون في جدواها، ليصبح أول عرض ضوئي مُبهر للجمهور من ذات الطاقة التى ظنوا أنها قادرة على التدمير فقط. لكن الإضاءة البراقة التي سجلت لحظة تاريخية لا تنسي، لم تكن سوى نواة لتغير آت.
الكون يرى
ساحباً بساط التألق من أسفل قدمي «إديسون» نهائياً، بدأ «تسلا» في الإعداد لمشروع توقفت إنارة الكون بأكمله على نجاحه، حيث بدأ في شراكته مع «ويستنجهاوس» وبالتعاون مع شركة «جينيرال إليكتريك» الإعداد لأضافة طوربيدات في شلالا «نياجرا»، لتكون بذلك أول محطة توليد كهرباء عصرية في التاريخ تستخدم طاقة متجددة، وبنجاحها تصبح الطاقة متوفرة لشرائح أعرض من الجماهير وعلى مساحات جغرافية واسعة، ليمر مفهوم الإنارة بتطور ينقله من طور الاختراع إلى الحاجة اليومية التى لا يمكن العيش من دونها.
وقبل نهاية القرن الـ19 كان «تسلا» قد تمكن من تصميم مولدات عملاقة بطاقة 5 آلاف حصان، وضمن ثلاثة منها في المحطة الوليدة لتصبح بذلك أكبر مولدات عرفها عصره، لكن ذلك لم يكن كافياً لإنهاء الشكوك حول جدوى تجاربه؛ إلا أنه مع إعطاء إشارة التشغيل في منتصف العقد الأخير من القرن، تبددت المخاوف وتلاشت الشكوك مع اندفاع أولى دفعات المياة إلى طوربيدات الموصلة بالمولادت العملاقة لتصدر كميات من الطاقة غير متوقعة سمحت بالانتقال من طريق إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى؛ لتنتشر الإضاءة الكهربائية بين المنازل كالنار في الهشيم. ومع مرور السنوات زاد عدد المولدات في محطة الكهرباء الأولى في العالم وتمت إنارة مدينة نيويورك بالكامل.
الراديو على الهامش
يرتبط اختراع الراديو كما نعرفه اليوم باللحظة التى تتمكن فيها المخترع إيطالي الأصل «ماركوني»، من بث رسالة عبر المحيط الأطلسي في ديسمبر عام 1901، إلا أن السر وراء ذلك الإنجاز الذي تمكن صانعه من ترويجه كان «تسلا» الذي افتتن بالطاقة ووسائل نقلها بصورة جعلته ينجز تطوير أساسيات الاتصال اللاسلكي ويسجل بها براءة اختراع في سبتمبر عام 1897 أي قبل انجاز ماركوني بأربع سنوات، انطلاقاً من إيمانه بأن الطاقة يمكن أن تنقل لاسلكيا بوسيلة أو بأخرى، وأمضى سنوات عاكفا على الدراسة والتجريب مستخدما جسده والأجواء من حوله في نقل شحنات الطاقة وحتى إضاءة المصابيح.
ولم تتوقف إنجازات «تسلا» في مجال الطاقة اللاسلكية عند حد اختراع الراديو وتسجيل براءة اختراع رائدة به، إذ تمكن أيضاُ من توجية قارب صغير والتحكم به لاسلكياً في بركة حديقة «ماديسون سكوير»، في أول تجربة للتحكم عن بعد، ما أذهل متابعيه ودفعهم للبحث عن الخدعة وراء ابتكاره.
إلا ذلك لم يمثل في نفس المخترع المولع بالتيارات الكهربائية سوى خطوات على طريق حلم جديد في بناء شبكة تواصل عالمية يحكمها برج عملاق من الأخشاب في «لونج أيلاند» بدأ بالفعل في تنفيذه ليصبح مركزاً لفكرة نقل الطاقة الكهربية حول العالم، وهو ما ظنه البعض درباً من الجنون واللا معقول، حتى إن ممول المشروع «جاي. بي. مورجان» تخلى عنه واتجه لتمويل «ماركوني».
وفي الوقت الذي بدأت الأنظار تتحول عن «تسلا» وتتجه إلى الشاب الطموح، علق المخترع الشغوف بالكهرباء قائلاً: «إن ماركوني شخص صالح، دعوه يُكمل ما بدأ فإنه يعمل بهدى 17 من براءات اختراعي». وبعد رفض تسجيل براءة اختراع «ماركوني» للراديو في الولايات المتحدة بسبب ريادة «تسلا» في المجال عام 1900، قُبلت في المرة الثانية عام1904 مُعلنه أفول نجم «تسلا».
الاختراعات والأفكار التي ساهم بها المبتكر نيكولا تسلا
- التيار المتناوب (المتــردد)
- المحرك الكهربائي الذي يعمل على التيار المتناوب
- الضوء – كيفية تسخيره وتوزيعه
- الاشعة السينية
- الراديو
- اجهزة التحكم عن بعد
- المحرك الكهربائي
- الروبوتات
- الليزر
- الاتصالات اللاسلكية
- الطاقة الحرة اللامحدودة
عرف نيكولا تسلا ايضاً بغرابته وافكاره الغريبة :
# يُقال أنه كـان لديه عادة غريبة حول رقم ثلاثة .. حيث كان يغسل يده ثلاث مرات او يدور حول مبنى ثلاث مرات قبل ان يدخله قد تكون هذا الهاجس مظهراً من مظاهر الوسواس القهري
# كان تيسلا يكره اللؤلؤ بجنـــون.. لدرجة انه كان يرفض التحدث مع النساء اللواتي يـرتديــن اللؤلؤ، ولم يتوصل أحد لسبب مقنــع حول كراهيتــه الشديــدة للؤلــؤ ..
# قضـى تيسلا حياته كلها عازباً ولم يتــزوج .. الحيــاة الزوجيــة لم تكن تناسبــه اطلاقاً، وصـرّح مــرة أنه لا يعتقــد أن ثمــة اختــراع واحد عظيــم فى البشــرية منســوب لعلمــاء متزوّجيــن ..
# وأعلن أيضـاً – بوضــوح – أن ممـارسة الجنــس تعيــق عمله (العلمــي) وتشتــت تركيـــزه !
# امضى معظم حياته في نيويورك حيث قضى اخر عقدين له في فندق New Yorker, و عاش في غرفة 3327 وهي غرفتيــن في الطابق الثالث..
وفاة نيكولا تسلا
توفي نيكولا تسلا في عام 1943 في غرفة فندق بنيويورك حيث أمضى العقد الأخير من حياته.
وقالت زوريتش: “في عام 1951، تم شحن متعلقات نيكولا تسلا إلى بلغراد عاصمة صربيا، بفضل جهود ابن أخيه”.
وبعد 4 سنوات، افتتح متحف نيكولا تسلا في بلغراد، ولا يزال يجتذب الآلاف من الزوار كل عام. كما أنه يجذب مئات الباحثين لأنه يضم 160 ألفا من وثائق تسلا، بما في ذلك الخطط والرسومات والصور الفوتوغرافية.
وبينما يمكن الوصول إلى أرشيفات تسلا عبر الإنترنت، تظل العديد من ممتلكاته الشخصية في الخزائن حيث لا يحتوي المتحف على مساحة عرض كافية.
,قال زوريتش: “نحتفظ الآن بسرير تسلا، وثلاجة، وخزانة ملابس، و 13 من بدلاته، و 75 ربطة عنق، وأكثر من 40 زوجا من القفازات من بين أشياء أخرى”.
وأضافت قائلة:”نأمل أن نتمكن من عرض هذه الأشياء بمجرد أن نحصل على مساحة أكبر”.
وفي عام 1956، بعد عام من فتح المتحف أبوابه ، سميت وحدة لقياس قوة المجالات المغناطيسية باسم تسلا.
وتمت تسمية الشوارع والمدارس والمطار في صربيا باسمه، وفي كل من صربيا وكرواتيا تجد تسلا على الأوراق النقدية والعملات المعدنية.
وسُميت شركة تصنيع السيارات الأمريكية الشهيرة على اسم المخترع ، وفي عام 2018، أطلقت شركة سبيس إكس سيارة تسلا رودستر إلى المريخ على متن صاروخ فالكون الثقيل.
لكن ما الذي كان سيفكر فيه نيكولا تسلا بشأن مستقبلنا؟
أجابت زوريتش قائلة: “أعتقد أن نيكولا تسلا سيقول اليوم إن البشرية تركز على الراحة أكثر من المستقبل والمشاكل التي قد يجلبها”.