ابتكر المخترع السوداني الدكتور معتصم سيد أحمد أستاذ الهندسة الزراعية بالجامعة الأمريكية في بيروت آلة لحصاد العدس، تقلل الفاقد من الحبوب إلى 2% فقط، وقد نال المخترع عن الآلة المبتكرة جائزة الامتياز في ابتكار تكنولوجيا زراعية من المجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية.
تتكون الآلة الجديدة من مقص دوراني يقوم بمهمة الحصاد، ويتكون من أسطوانة مسننة وأخرى بها فتحة دائرية على طول محيطها الخارجي لتمر فيها أسنان الأسطوانة المسننة في أثناء عملية القطع.
وبالإضافة إلى المقص، يوجد حزامان للتغذية يتوليان تشغيل أسطوانات المقص الدوراني واستلام النباتات التي تم حصدها من المقص وتمريرها إلى جهاز الرفع، والذي بدوره يقوم بحمل المحصول إلى خزان موجود في الماكينة أو إلى أجهزة الهرس والفرز المسئولة عن فرز الحبوب في حالة وجودها.
ويمكن أن تلحق الآلة بحاصدة كاملة أو بحاصدة مصممة لقطع المحصول وتخزينه لحين الهرس والفرز في عمليات لاحقة، وهذا هو الخيار الأفضل في المناطق التي تشيع فيها الزراعة في مساحات صغيرة كما هو الحال في لبنان ومعظم مناطق غرب آسيا وشمال أفريقيا.
ويعود الدافع الأساسي لتنفيذ هذه الآلة المبتكرة إلى المعوقات التي تواجه الفلاح أثناء جمع وحصاد نبات العدس، أبرزها أنه يتشتت في الأرض، وعندما يشرع في عملية الحصاد فإن وسائل الحصاد التقليدية تتسبب في انكباب جزء كبير من المحصول على الأرض.
ويعيب حبوب العدس أنها قريبة جدا من لون التربة، وعادة ما يكون هناك تفاوت بين السيقان في عملية النضوج، بالإضافة إلى أنها تزرع على المناطق الهامشية من الأرض الزراعية وهي مناطق تنتشر فيها الحجارة؛ وهو ما يعوق عمل وسائل الحصاد التقليدية، من هنا جاءت فكرة اختراع هذه الآلة.
والمخترع من مواليد السودان في 28 أغسطس عام 1955. التحق بجامعة الخرطوم وتخرج فيها عام 1980، ثم استكمل دراساته العليا في جامعة كاليفورنيا بأمريكا. وكان موضوع شهادة الماجستير في تصميم الآلات الزراعية ثم حصل على شهادة الدكتوراه عام 1987، عاد بعدها إلى وتولى مهام التدريس الجامعي بجامعة الخرطوم، وفي أوائل التسعينيات سافر إلى كندا، وعمل في التدريس بجامعة “جولف” الكندية، وبعدها اتجه إلى لبنان، وهو يعمل الآن أستاذ في الجامعة الأمريكية ببيروت منذ عام 1994 وحتى الآن.