هو العلامة الفقيه الأديب المؤرخ اليمني أبو بكر المشهور العدني. ينتمي إلى أسرة آل باعلوي الحضارمة. أنشأ عشرات المعاهد التربوية التعليمية في اليمن، ومراكز للدراسات والأبحاث العلمية. وله مؤلفات ومنظومات في مختلف العلوم والفنون. عُرف منذ مطلع القرن الخامس عشر الهجري في مكة المكرمة وجدة بحضور مجالس السيد محمد علوي المالكي ومجالس الحبيب عبد القادر السقاف وبحضور الداعية المربي الحبيب أحمد مشهور الحداد..
تجرد لخدمة الدعوة الإسلامية ونشر الوعي الديني على منهج الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي. وهو الموجه العام لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية في اليمن.
مولده ونشأته
ولد عام 1366هـ بمدينة أحور بمحافظة أبين من أسرة علم وفضل. نشأ في كنف والده علي بن أبي بكر، وحفظ القرآن الكريم على يديه، ونال نصيباً من العلوم الشرعية واللغوية في حلقات والده وفي (المدرسة الميمونة) ببلدة أحور. تلقى دراسته الابتدائية في مدينتي أحور والمحفد، ومن ثم تلقى دراسته الثانوية في مدينة عدن. وجمع في تعليمه بين التلقي عن الشيوخ وبين التعليم الأكاديمي المعاصر، حيث تخرج من جامعة عدن كلية التربية قسم اللغة العربية. والتحق بسلك التربية والتعليم من شبابه، حيث درَّس في (المدرسة الميمونة) بأحور، ثم درَّس ببعض مدارس عدن بعد تخرجه من الجامعة.
انتقاله إلى الحجاز
اضطرته ظروف اليمن في تلك المرحلة بالسفر إلى الحجاز عام 1400 هـ، وهناك استمر في تلقي العلم عن جملة من علمائها في مقدمتهم الحبيب عبد القادر بن أحمد السقاف. وعمل إمامًا وخطيبًا لبعض مساجد جدة خلال فترة وجوده فيها.
عودته إلى اليمن
عاد إلى وطنه عام 1412 هـ بعد أن تمت الوحدة اليمنية. وخدم الدعوة الإسلامية تربيةً وتعليمًا ومنهاجًا في الداخل والخارج، وأنشأ في نواحٍ عدة من بلاد اليمن العديد من الأربطة الإسلامية والمراكز التعليمية والمهنية، كما وأقام عشرات الدورات الصيفية لطلاب وطالبات المدارس، وأسس (دار الزهراء) لتعليم المرأة، وأقام عدة فروع لها في المحافظات، وأسس (مدرسة الفتيان) لتحفيظ القرآن الكريم، وأسس (مركز الإبداع للدراسات وخدمة التراث). كما أسس منتديات ثقافية منها منتديات وادي حضرموت التي تسهم في إثراء الجانب الثقافي من خلال الحلقات العلمية والندوات في مختلف المجالات وفي الجانب الاجتماعي من خلال النزول الميداني طبيًا ودعويًا ورياضيًا في عدة مناطق. ومؤخرًا منحت جامعة عدن شهادة الدكتوراه الفخرية للحبيب أبي بكر؛ تقديرًا منها لما قدمه من اجتهادات لإثراء الفكر الإسلامي والإنساني.
شيوخه
تلقى العلم عن مجموعة من علماء أحور وعدن وحضرموت، وارتحل إلى مصر والشام وغيرها من بلاد العالم الإسلامي، حيث التقى بعلمائها وارتبط بأسانيدهم وأخذ عنهم، منهم:
والده علي بن أبي بكر المشهور
محمد بن علوي المالكي
عبد القادر بن أحمد السقاف
أبو بكر بن عبد الله الحبشي
أحمد مشهور بن طه الحداد
محمد بن أحمد الشاطري
عبد الرحمن بن أحمد الكاف
أطروحاته
تمكن الحبيب أبو بكر المشهور من خلال سعة تحصيله العلمي وقراءاته الخاصة من الخروج بأطروحات في الساحة الدعوية، منها:
إعادة لُحمة ركنية (العلم بعلامات الساعة) كركن رابع إلى أركان الدين الثلاثة: (الإسلام، والإيمان، والإحسان) كما هو مقرر في حديث جبريل، وفقهه الخاص المسمى بـ(فقه التحولات)، وقد تناول هذا الموضوع بتفصيل في كتبه.
وإضافة (سنّة المواقف) و(سنّة الدلالة) كإضافة محمودة في علم فقه الدعوة تضاف إلى سنّة المصطفى ﷺ القولية والفعلية والتقريرية.
كما كشف برؤية تحليلية الأسس والمقومات التي قامت عليها مدرسة حضرموت في تاريخها المتتالي بدءًا بموقف المهاجر أحمد المهاجر في جمع أشتات الأمة على قواسم الإسلام المشتركة، ومرورًا بمواقف الفقيه المقدم في كسر السيف كدلالة على التعايش السلمي.
دعا أيضًا إلى الجمع بين العلم الأبوي المسند والعلم الأكاديمي الحديث، من خلال ما أسماه بالمثلث المدموج والمعادل الرابع: (التربية، والتعليم، والدعوة إلى الله)، والمعادل الرابع (الاكتفاء الذاتي).
وأحدث الشيخ المشهور ثورة في تصحيح المقولات المتواترة منها: (العقل السليم في القلب السليم)، و(الغاية تقرر الوسيلة)، و(الإنسان قبل البنيان والمعلم قبل المنهج والتربية قبل التعليم).
مؤلفاته
بلغت مؤلفاته حوالي 79 كتابًا في الفقه والأدب والتاريخ والسلوك والفكر والشعر، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المحاضرات والندوات الصوتية والمرئية المتضمنة المواضيع السلوكية والشرعية ومعالجاته لقضايا المرحلة المعاصرة، ومن أشهر كتبه:
«الأسس والمنطلقات في تحليل غوامض سنة المواقف وفقه التحولات»
«التليد والطارف شرح منظومة فقه التحولات وسنة المواقف»
«الأطروحة»
«الأفق الضيق»
«الاستشراق والتنوير»
«إحياء لغة الإسلام العالمية»
«فقه الدعوة في المرحلة المعاصرة»
«فقه الدعوة للمرأة المسلمة»
«الإحاطة والاحتياط من شبه الوقوع فيما أخبر به عند قرب الساعة من العلامات والأشراط»
«رجال المنابر والمقامات أشد الناس حاجة للأخلاق»
«سياحة في ديوان الإمام الحداد»
«المورد العذب»
«بكاء القلم»
«السباعيات»
«نفثات من الشعر الحديث»
«إحياء منهجية النمط الأوسط من بقية السيف وسادة الصلح»
«دراسة عن الشاعر حسان بن ثابت»
«دوائر الإعادة ومراتب الإفادة»
«الطرف الأحور في تاريخ مخلاف أحور»
«لوامع النور» تراجم لنخبة من أعلام حضرموت
«النبذة الصغرى في معرفة علامات الساعة الكبرى والوسطى والصغرى»
«اللطائف في أدب العوارف»
«شرح بداية الهداية» للإمام الغزالي
«الفنجان في بيان عجائب الإنسان العدني»
«سلسلة أعلام مدرسة حضرموت»
انتقال إلى جوار ربه الكريم أمس الأربعاء ٢٨ ذي الحجة/١٤٤٣ الموافق ٢٧ يوليو/٢٠٢٢.