عرف الشيخ أحمد ديدات بشجاعته وجرأته في الدفاع عن الاسلام, والرد على الأباطيل والشبهات التي كان يثيرها أعداء الإسلام من نصارى حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم, ونتج عن هذا أن أسلم على يديه بضعة آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم والبعض منهم الآن دعاة إلى الإسلام.وقد لقبه البعض فارس المناظرات والبعض الآخر وصفه بقاهر المنصرين.
إن كثيرا ممن كان يتهافت لسماع مناظرات ديدات ومحاضراته منذ أن ذاع صيته، لم يكن يعنيه كثيرا ما يقدمه من مادة علمية جديدة على الأذهان؛ بقدر ما كان يتحقق له من إشباع روحي عند رؤيته لشموخ هذا المحاور الشيخ؛ فهو بقامته الطويلة ولحيته البيضاء وزيه البسيط يشبه الملايين من أبناء جنسه وعقيدته.
وقد كانت روحه وملامحه وحركات يديه وكتفيه وهو يشير بها بكل ثقة أمام الجماهير المحتشدة في أعرق قاعات الغرب، وأسلوبه في إفحام خصومه، وهم من أكابر مشاهير الغرب المسيحي، وتعثرهم في مجاراته بالحجة؛ أقول: إن كل ذلك كان يمثل علامة على أن العقل الإسلامي ليس عقلا متخلفاً جينياً، كما صوروا لنا أنفسنا، وكدنا نصدق! وأن العقل الغربي ليس – كما توهمنا – عقلاً عبقري المحتد، كريم الأصل، شريف الطبع… الخ.
وكان ديدات على وعي بهذه القضية، فكان جل ما يريده هو عودة هذه الثقة، فهو لم يهدف أبداً إلى صناعة تبشير إسلامي في أوساط النصارى، كما يفعل المنصِّرون في أوساط المسلمين وغيرهم، بل كان يهدف في الأساس إلى تعميق الإيمان بقوة هذا الدين وعقلانيته وترسيخه في أوساط المسلمين أنفسهم، حيث عاش حياته الدعوية الطويلة، لا كلَّ ولا ملَّ؛ ليحفاظ على ملايين المسلمين من هجمات المبشرين الشرسة في أنحاء العالم الإسلامي.
Table of Contents
من هو ديدات؟
هو الشيخ أحمد حسين ديدات ولد في (تادكهار فار) بإقليم سراط بالهند عام 1918م لأبوين مسلمين هما حسين كاظم ديدات وزوجته فاطمة, وكان يعمل والده بالزراعة وأمه تعاونه ومكثا تسع سنوات ثم انتقل والده إلى جنوب أفريقيا وعاش فى ديربان وغير أبيه اتجاه عمله الزراعي وعمل ترزياً ونشئ الشيخ على منهج أهل السنة والجماعة منذ نعومة أظافره فلقد التحق الشيخ أحمد بالدراسة بالمركز الإسلامي فى ديربان لتعلم القرآن الكريم وعلومه وأحكام الشريعة الإسلامية وفي عام 1934م أكمل الشيخ المرحلة السادسة الإبتدائية وثم قرر أن يعمل لمساعدة والده فعمل فى دكان يبيع الملح, وانتقل للعمل فى مصنع للأثاث وأمضى به اثنا عشر عاما وصعد سلم الوظيفة في هذا المصنع من سائق ثم بائع ثم مدير للمصنع وفي أثناء ذلك التحق الشيخ بالكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى فى ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات وإدارة الأعمال.
بينما نقطة التحول الحقيقي كانت فى الأربعينات وكان سبب هذا التحول هو زيارة بعثة آدم التنصيرية متجر الملح الذي كان يعمل به الشيخ وتوجيه أسئلة كثيرة عن دين الإسلام ولم يستطيع وقتها الإجابة عنها.
وقرر الشيخ أن يدرس الأناجيل بمختلف طبعاتها الإنجليزية حتى النسخ العربية كان يحاول أن يجد من يقرأها له وقام بعمل دراسة مقارنة في الأناجيل وبعد أن وجد فى نفسه القدرة التامة على العمل من أجل الدعوة الإسلامية ومواجهة المنصرين قرر الشيخ بأن يترك كل الأعمال التجارية ويتفرغ لهذا العمل.
كان هناك عامل مؤثر آخر لا يقل عن دور بعثة آدم التنصيرية في التأثير على تغير حياة الشيخ ولكن كان هذا العامل الآخر فى فترة متأخرة أثناء عمل الشيخ في باكستان, حيث كان من مهام الشيخ فى العمل ترتيب المخازن في المصنع وبينما هو يعمل فإذ به يعثر على كتاب (إظهار الحق) للعلامة رحمة الله الهندي.وهذا الكتاب يتناول الهجمة التنصيرية المسيحية على وطن الشيخ الأصلي (الهند) ذلك أن البريطانيين لما هزموا الهند، كانوا يُوقنون أنهم إذا تعرضوا لأية مشاكل في المستقبل فلن تأتي إلا من المسلمين الهنود، لأن السلطة والحكم والسيادة قد انتزعت غصباً من أيديهم، ولأنهم قد عرفوا السلطة وتذوقوها من قبل، فإنهم لا بد وأن يطمحوا فيها مرة أُخرى. ومعروف عن المسلمين أنهم مناضلون أشدَّاء، بعكس الهندوس، فإنهم مستسلمون ولا خوف منهم.وعلى هذا الأساس خطط الإنجليز لتنصير المسلمين ليضمنوا الاستمرار في البقاء في الهند لألف عام، وبدأوا في استقدام موجات المنصرين المسيحيين إلى الهند، وهدفهم الأساسي هو تنصير المسلمين وكان هذا الكتاب العظيم أحد أسباب فتح آفاق الشيخ ديدات للرد على شبهات النصارى وبداية منهج حواري مع أهل الكتاب وتأصيله تأصيلاً شرعياً يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار وطلب البرهان والحجة من كتبهم المحرفة.
وأخذ الشيخ يمارس ما تعلمه من هذا الكتاب في التصدي للمنصرين، ثم أخذ يتفق معهم على زيارتهم في بيوتهم كل يوم أحد.. فقد كان يقابلهم بعد أن ينتهوا من الكنيسة, ثم انتقل الشيخ إلى مدينة ديربان وواجه العديد من المبشرين كأكبر مناظر لهم.
ثم سافر الشيخ الى باكستان فى عام 1949م من أجل المال فقد وجد أنه لكي يجمع مبلغاً يفيض عن حاجته لينفقه في الدعوة كان عليه أن يسافر وفعلا مكث في باكستان لمدة ثلاث سنوات..
وقد منحته مؤسسة الملك فيصل جائزتها العالمية في مجال خدمة الإسلام عام 1986م مناصفة مع الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي.
سواجارت وأمثاله .. نهايتهم تبدأ مع ديدات
وفي أيام الآحاد كان ديدات يبحث في الكنائس عن المناظرة مع كهنة وقسس هذه الكنائس؛ وهو يقول عن ذلك: كانت هذه تسليتي الوحيدة… وشيئا فشيئا اكتشفني الناس، وظنوني أضحوكة؛ فمن ذا الذي يستطيع أن يقاوم المنصرين المسيحيين؟! واستغل المنصرون هذا الموقف، فكانوا يدعونني لتناول قدح من الشاي أو دعوتي لدخول الإرسالية لإجراء المناظرات. وكانت أول أقوال المنصرين في تلك الأيام عندما علموا أن هناك شابا يريد أن يناظر المنصرين: إنه هو الذي شوش على أعشاش (الزنابير)؛ يقصدون أنه سيكون صيدا سهلاً، وسيكون مدخلا لهم للحديث والطعن على الإسلام، وقد خابت أمانيهم، فقد أصبح ديدات بسببهم أشهر مناظر في العالم، وكانوا هم الذين شوشوا على عش ديدات. وقد اقتنع بالإسلام من خلال محاوراته ومحاضراته من مسيحيين ويهود وغيرهم في جنوب إفريقيا وحدها أكثر من سبعة آلاف شخص.
وطيلة أكثر من خمسين سنة قضاها ديدات في المحاضرة والمناظرة لم يكن يعرفه إلا مواطنيه، إضافة إلى بعض المختصين في مقارنة الأديان، حتى كان العام 1986م، حين لجأ إليه بعض الطلاب المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية ليناظر القس الأمريكي التلفزيوني الشهير جيمي سواجارت.
كانت شهرة سواجارت طاغية، فقد وصلت إلى 142 دولة، حيث كان الناس في هذه البلدان، يستمعون إلى حديثه الأسبوعي مترجما إلى عدد من اللغات، واستطاع أن يحصل على أكثر من 140 مليون دولار سنويا، وكان يعتبر أكثر المنصرين نفوذا في العالم. وقد حظي سواجارت بسمعة غير طيبة لدى المسلمين؛ فقد كان دائم الهجوم والتطاول على القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم حتى قال في أحد أحاديثه: إن الخطر الذي يهدد الحضارة الغربية الآن ليس هو الشيوعية والاتحاد السوفيتي إنما الإسلام الذي يغزو بلاد الغرب بصورة مذهلة، وذكَّر المشاهدين بأن لندن، عاصمة فيكتوريا التي كانت تحكم العالم الإسلامي كله، أصبحت تأوي أنشط مركز إسلامي في العالم.
أما عن مناظرة سواجارت مع ديدات فقد أعادت كثيرا من الراحة إلى نفوس المسلمين في أمريكا، بعد الحنق والغيظ الذي اعتمل في نفوسهم من جراء تطاول هذا القس الذي بدا في مناظرته مع ديدات وديعا لطيفا هادئا على غير ما يعرفه الناس؛ إذ اختفت حركاته التليفزيونية أمام (الكاريزما) التي أحاطت بالشيخ أحمد ديدات.
وحينئذ انتبه العالم لهذا الرجل المتواضع الذي جاء من جنوب إفريقيا ليتحدى أشهر مبشر تليفزيوني، وليقف سواجارت مكتوف الأيدي أمام طلاقة هذا الرجل وحججه العقلية، لتكون بداية النهاية لهذا القس الذي بدأ يخبو سراجه مع هذه المناظرة، حتى انطفأ السراج تماما حين عرف عن سواجارت تورطه في قضايا أخلاقية واعترافه بها، فانتهت بذلك أسطورة المبشر الفذ وسقط نهائيا أمام الملايين من مشاهديه.
بعد الدوي الكبير الذي أحدثته مناظرته مع سواجارت، كان المنصرون الكبار هم الهدف الأول للشيخ أحمد ديدات ، فقد دعاهم للمناظرات التي كانت محط أنظار العالم، وكان من أشهر خصومه في هذه المناظرات ستانلي شوبرج راعي الكنيسة الإنجيلية في السويد، والمنصر الأمريكي ديفيد كلارك.
وفي بعض الأحيان كان المنصر هو الذي يتحدى ديدات ويطلب مناظرته؛ مثل القس الفلسطيني الأصل (أنيس شوروش)، الذي رأى في نفسه من القوة والشجاعة والعلم أن يتحدى ديدات، فالقس شوروش كان يرى أن سواجارت وغيره لم يكونوا مؤهلين لمناظرة ديدات، أما هو فكفؤ له؛ فهو حاصل على الدكتوراه في اللاهوت، ومتخصص في نقد الدين الإسلامي وإبراز معايبه ومثالبه!
وفي إحدى المناظرات كان الدكتور أنيس شوروش بين الحاضرين ووجه تحديا لديدات، ودعاه لمناظرته على طريقة التهديد التلفزيوني في حلقات (المصارعة الحرة) فلبى ديدات دعوته بكل سرور، وعقدت مناظرتين كبيرتين استغرقت أحدهما أكثر من خمس ساعات، وساهمت هي الأخرى في رفع أسهم ديدات شعبيا وإعلاميا.
وقد اشتهر ديدات في موطنه بتلك المناظرات المكثفة التي كان تقام في مدينة (كيب تاون). وكيب تاون مدينة ذات طبيعة خاصة، فهي تتميز بكثافة سكانية إسلامية عالية، لكن أوضاع المسلمين ليست على ما يرام، وبالمقابل تتميز بأغلبية قوية ومنظمة جدًّا من المسيحيين، بالإضافة إلى أنها ذات موقع مهم، ولها ثقلها التجاري والسياسي.
لكل هذه الأسباب قام أحد أصدقاء ديدات بدعوته لزيارة المدينة، حيث أعد له أكثر من مناظرة مع القساوسة في المدينة، ولكثرة عددهم ورغبتهم في المناظرة أصبحت إقامة ديدات في كيب تاون شبه دائمة، وتمكن من خلال مناظراته أن يحظى بمكانة كبيرة بين سكانها جميعاً الذين تدفقوا على مناظراته حتى أصبح يطلق على مدينة كيب تاون.. “أحمد ديدات تاون”.
وقد كانت مناظراته مع الأسقف جوسيه ماكدويل في ديربان عام 1981م، من أشهر مناظراته داخل جنوب إفريقيا، وكان عنوانها (هل صلب المسيح).
البابا يوحنا بولس يهرب من مناظرته
عندما تخرج الدعوة للحوار من أفواه المبشرين؛ فإنها لا تعني أكثر من الدعوة للتنصير، فلن يكون هناك حوار حقيقي، وإنما حديث من جانب، وإنصات من الجانب الآخر، وهذا ما كان يقصده البابا يوحنا بولس الثاني(بابا الفاتيكان الراحل) صاحب أكثر الدعوات للحوار؛ فقد دأب البابا على أن يوجه الدعوة إلى المسلمين لإجراء حوار بين الجانبين بهدف التقريب بينهما.
واستجابة لدعوات البابا المتكررة أرسل الشيخ أحمد ديدات إلى قداسة الباب رسالة أعرب فيها عن قبوله لإجراء مثل هذا الحوار في لقاء علني في ميدان القديس بطرس في روما مقر البابوية، وفي الوقت والزمان المناسب لقداسته.
ولما لم يرد البابا على تلك الرسالة، عاود الشيخ ديدات الكرة، وأرسل ثلاثة خطابات أخرى وبرقية، وهنا رد الفاتيكان مقترحا إجراء هذا الحوار في سكرتارية الفاتيكان وليس في مكان علني.
حينئذ رد الشيخ ديدات على بابا الفاتيكان برسالة جاء فيها: يسعدنا أنكم تسعون للترتيب لإجراء لقاء معنا، ولكننا نتمسك بأن يكون هذا اللقاء علنيا، كما كان خطابنا المفتوح إليكم، والذي اقترحنا فيه مثل هذا اللقاء، وذلك من أجل البلايين المؤمنة بالمسيحية والإسلام، من أجل الحقيقة وإرضاء الرب… ومع هذا فإنه من الممكن اللقاء معكم حسب رغبتكم في السكرتارية، ولكن هناك العديد من المسلمين في جنوب إفريقيا فقط، والذين يصرون على حضور هذا اللقاء، لذلك نرجو إفادتنا عن الإمكانيات المتاحة في سكرتارية الفاتيكان والخاصة بإسكان هؤلاء..
ونظرا لوجود آلاف آخرين ممن يرغبون في حضور هذا الحوار، فإننا نطلب أيضا تصريحا بتصوير اللقاء بأجهزة الفيديو حتى تصل مناقشتنا إلى الملايين الذين يودون الاستفادة من الحوار.
وبعد أكثر من شهرين من الانتظار تم إرسال برقيتين أخريين؛ إحداهما إلى سكرتارية الفاتيكان والأخرى إلى البابا ذاته، وبعد شهر آخر، تم إرسال برقيتين أخريين دون جدوى!!
ولم يكن البابا يوحنا يريد الحوار والمناظرة على طريقة ديدات، فقد كانت له أهدافه الأخرى التي صرح بها أثناء رحلته إلى إفريقيا سنة 1985م حيث أعلن أن هدف الكنيسة إيقاف المد الإسلامي في إفريقيا، وإنشاء منظمات اقتصادية على غرار البنوك الإسلامية هدفها مواجهة المد الإسلامي في هذه القارة.
تهم من موتورين
لم يسلم ديدات وأسلوبه في الدعوة من النقد، وكان من الطبيعي أن يثور بعض المسيحيين عليه، وأن يؤلفوا كتبا ترد على ما يطرحه من شبهات في عقيدتهم، من أمثلة هؤلاء صومائيل جرين؛ الذي قال في مقدمة كتابه (اختيار آخر… أحمد ديدات): أحمد ديدات كتب عدة كٌتب، ألقى محاضرات، وعقد مناظرات، يستعمل المسلمون كتبه هذه على نطاق واسع من أجل نشر الإسلام. أحمد ديدات أقتبس كثيراً من الكتاب المقدس، مما أثر في فهم المسلمين للمسيحية، فقد شّوه رسالة الكتاب المقدس بشكل خطير فأضّل الكثيرين.
كما يقول جون جلكرايست في كتابه (نعم.. الكتاب المقدس كلام الله): لا تعتقد أكثرية المسلمين أنّه لكي تصبح مسلماً حقيقياً عليك أن تهدم ديانة الآخرين. على أنّه توجد بعض الاستثناءات لهذه القاعدة, منها أحمد ديدات, الذي دأب على مهاجمة المسيحيين وديانتهم بروح تذكرنا بالحروب العقائدية القديمة.
وكأن المبشرين منهم جون جلكرايست لا يهاجمون الإسلام في رحلاتهم التبشيرية، أو في مؤلفاتهم المطبوعة.
ويأتي كاتب آخر يدعى يوسف الطويل ليؤلف كتابا اسمه ( أحمد ديدات من القاديانية إلى الإسلام) يحاول فيه بشتى الطرق النيل من أحمد ديدات، منها اتهامه بالقاديانية، علما أن ديدات سؤل هذا السؤال ونفى أن يكون معتنقا لأفكار هذه الفرقة.
في حين هاجمه جمع من الكتاب العرب، واتهموه بإثارة الفتنة الطائفية، علماً بأن ديدات لم يناظر مسيحيا عربيا واحداً، بل كانت كل مناظراته مع منصريين غربيين، كما أن الدوي الذي أحدثته مناظرات ديدات كان في أوساط الغربيين، ولم يكن ذلك في البلاد العربية، ولم نسمع في البلاد التي عقد فيها ديدات مناظراته عن فتن طائفية سواء أكانت هذه الفتن في جنوب إفريقيا أو في غيرها من البلدان الأوروبية والأمريكية.
والشيخ أحمد ديدات لم يدع إلى مناظرة القساوسة العرب مثل البابا شنودة أو غيره، بل إن مشروع المناظرة مع البابا يوحنا بولس الثاني كان بناء على دعوات البابا المتكررة للحوار مع المسلمين.
وفاة أحمد ديدات
أصيب الشيخ أحمد ديدات في شهر أبريل عام 1996 م بجلطة في الشريان القاعدي، تسببت في شلل كامل. وكان ذلك بعد عودته من أستراليا حيث تحدى عددا من المنصرين الأستراليين الذين أساءوا للإسلام، وكان ديدنه أن لا يناظر ولا يبادر من المنصرين إلا الذين يتعدون على الإسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان.
وطوال سنوات المرض التسع كان ديدات في غرفته راقدا على سريره بلا حراك، مستندا برأسه على وسادة تهيئ له استقبال زائريه، يتكلم بعينيه ويتواصل بهما مع هؤلاء الزائرين؛ بل ويتحاور من خلالهما مع وسائل الإعلام. وقد رحل الشيخ ديدات في الثالث من شهر رجب 1426هـ الموافق الثامن من شهر أغسطس 2005م، تاركا خلفه تاريخا طويلا من الدعوة والجهاد.