بطل لا يهاب منافسيه.. يختزن مهارات عبقرية تمارس السلطة بنضج، توقع مدربوه مستقبلا باهرا له في المستقبل.. وبالفعل فاز البطل المصري “أحمد عدلي” على أبطال العالم للشطرنج محققا إنجاز مصري وعربي وإفريقي غير مسبوق.
تمكن اللاعب “أحمد عدلى” بطل مصر “جراند ماستر” أن يضع اسمه على قمة هرم عظماء العالم بعد الفوز بكأس العالم للشطرنج تحت 20 سنة في أرمينيا، والتي شارك فيها 46 دولة، بعد 13 جولة ، اثبت فيها اللاعب المصرى تألقه حيث اكتسح ابطال العالم من روسيا والمانيا ليحقق انجازا عالميا.
وقال الدكتور “صالح مشعل” – الحكم الدولى ورئيس اللجنة الاعلامية بالاتحاد المصرى للشطرنج – إن البطل المصرى فاز على ابطال كبار من استونيا وارمينيا وانجلترا والفلبين وسويسرا والهند وجورجيا وفاز فى الجولة الاخيرة على بطل المانيا جورج ماير ، بينما تعادل فى الجولة الاخيرة بطلا روسيا والصين، لينفرد بطل مصر بالصدارة ويفوز بالبطولة ويصبح أول مصرى وعربى وأفريقى يفوز ببطولة العالم تحت 20 سنة .
وجاء فى المركز الثانى بطل روسيا استاذ الشطرنج الدولى “ايفان بوبوف” وتلاه فى المركز الثالث استاذ الشطرنج الدولى الصينى “هاو وانج”، وتصدر البطل المصرى – المصنف 21 على البطولة وتقييمه الدولى 494 – بذلك الفوز خريطة الشطرنج العالمى، وتلاه بطل روسيا ايفان بوبوف والصينى هاو وانج ، وكل منهم حصل على لقب الاستاذ الدولى الكبير جراند ماستر والذى يمنحه الاتحاد الدولى للشطرنج بناء على الانجازات التى يحققها اللاعب .
وكان البطل المصرى أحمد عدلى قد حقق العديد من البطولات، وفاز بثلاث ميداليات من الذهب فى الدورة الافريقية بالجزائر من اجمالى 8 ذهبيات فاز بها فريق الشطرنج المصرى قفزت به الى صدارة الدورة، وسبق له اللعب في منافسات بأكثر من 50 دولة.
ويطمح عدلي – المصنف كأحد أستاذين كبيرين (GMs) مصريين اثنين فقط – في أن يجعل من الشطرنج رياضة شعبية بمصر، ولديه نية إنشاء أكاديمية للشطرنج انطلاقا من الصيف القادم، ولم يثبت “عدلي” تفوقا في الشطرنج فحسب، فهو خبير في رياضة المسايفة، وموهوب في التزحلق الفني على الجليد.
ولد عدلي في مصر عام 1987 وكانت المرحلة الأولى له هي الفوز ببطولة العالم للشباب، متقدما على كافة الأسماء الساخنة والأوفر حظاً، الأوروبية منها والآسيوية.
وأصبح “عدلي” بطلا من نوع خاص بعد الفوز ببطولة العالم للشباب 2007، إذ أحرج (2494) لاعبين من الوزن الثقيل أصحاب أفضل الحظوظ من قبيل وانغ هاو، و(دانييل ستيلواكن)، و(لازنيكا)، ليستأثر بشكل صريح بالمرتبة الأولى بفارق نصف نقطة عن مطارده (إيفان بوبوف).
قال عنه “أندريان ميخايلتشيشن” – مدرب الفريق التركي – إن عدلي موهبة حقيقية نادرة، “أفضل لاعب عربي على الإطلاق”
اعتمد “عدلي” في نجاحه غير المسبوق على اجتهاده الخاص، و لم يخضع إلا للقليل من التدريبات المدرسية المنتظمة للشطرنج، مقارنة مع باقي اللاعبين.
” إنه يمتلك ميزة واحدة يفتقدها للأسف العديد من اللاعبين المعاصرين،” حسب قول ميخايلتشيشن: “تتمثل في القدرة على العمل لوحده بصفة كلية، ليأتيك في النهاية بأفكار شيقة – غاية في الأهمية – من دون أن يكون حوله لاعبون أقوياء للمساعدة في التحليل.”
مشوار العالمية
استفاد “أحمد عدلي” من درس ثمين خلال آخر بطولات إفريقيا للشطرنج، فبعدما خسر جولتيه الأولتين، أدرك أن عليه تغيير طريقة مقاربته للشطرنج، وفاز بالتالي بستة مقابلات متتالية لكي يتأهل لكأس العالم.
وأثناء بطولة العالم للشباب، كانت الجداول الحائطية تلزمه بالجلوس إلى الطاولة رقم 21 بتصنيف بسيط دون 2500. فيما كان مواطنه الأستاذ الكبير باسم أمين يحتل الطاولة رقم 7 بتصنيف 2561.
غير أن عدلي تابع خطاه نحو الفوز مسجلا 10-3 ليتقدم بنصف نقطة أمام الأستاذ الكبير الروسي إيفان بوبوف. حصل الأستاذ الكبير الصيني الجنسية وانغ هاو على الميدالية النحاسية بنتيجة 9-4، وشكلت هذه النتيجة على الأرجح مفاجأة سارة لأحمد عدلي وسائر أفراد مجتمع الشطرنج المصري؛ على أن البلد أحرز نتائج جد جيدة سنة 2007. إذ تميز كل من عدلي و أمين في الدوريات الشرق الأوسطية؛ و تأهل أربعة لاعبين عن مصر لمنافسات كأس العالم؛كما تُوٌج عدلي بطلا للعالم للشبان.
وأضحى عدلي أول لاعب من القارة الإفريقية يفوز بلقب عالمي كبير. هذا العمل يُعدٌ أفضل إنجاز حققه لاعب إفريقي إطلاقا منذ أن أنهى الأستاذ الكبير-المرشح أمون سيموتاو- بطولة العالم للشباب سنة 2000 ضمن الخمسة الأوائل.
يبدو أن ثمة شيئا ما يستحق الاحتفاء على المستوى القاري وأن ممثلي إفريقيا سيحاولون إحداث تأثير على مجريات كأس العالم.
وعن برنامجه في المستقبل يقول “عدلي” : أتمنى أن أستطيع المنافسة على بطولة العالم للكبار، وأن أحقق تصنيفا ضمن العشرة لاعبين الأفضل عالميا، وهذا الانتصار شديد الأهمية لمستقبلي ولمهنيتي، وأنا الآن بدأت أجني ثمار هذا الانتصار، حيث تتواصل الاستدعاءات للعب في أقوى الدوريات عبر العالم.