المجلةبنك المعلومات

أرباح بالملايين وفرص عمل من القمامة!

قدم المؤلف الأمريكي الشهير “جون هوفمان”وصايا من نوع خاص لمن يريد الوصول الى الثراء من أوسع وأبسط أبوابه من خلال كتاب “فن وعلم جمع النفايات” الذي يتناول إرشادات عن طرق جمع القمامة والتي من شأنها ان تجعل الشخص البائس يعيش كالملوك فقد قص هوفمان في كتابه خلاصة تجربته عن الثروات المدفونة داخل صناديق القمامة ودعمه ببعض الصور وقد قدم هذا الكتاب من خلال تجربته العملية حيث قام بجمع القمامة في صغره مما أكسبه خبرة عما تحويه القمامة وأشار إلى وجود العديد من الحمقى بين مواطني أمريكا خاصة أبناء الطبقة العليا الذين يلقون في القمامة موادا كثيرة نافعة حيث أكد أن الزبالين في استطاعتهم أن يصبحوا من الأثرياء بشرط تطويع الإمكانيات التي بين أيديهم.

هل تصدق كلام هوفمان؟!!

إن لم تكن مصدقا لهذا الكلام فإنك مخطئ لأن الواقع العملي يثبت كل كلام هوفمان، ولعل تجربة المليونير شرف إمام سلامة البالغ من العمر 31 سنة هي خير شاهد، وسلامة خريج كلية العلوم قسم الميكروبيولوجي في سنة 1999، بعد تخرجه عمل بهيئة المصل واللقاح، ولكنه لم يقنع براتبه الضعيف رغم نجاحه في الهيئة، واتجه إلى العمل الحر، فأنشأ جمعية لحماية البيئة ونظافة المجتمع..

في رأيك كم سنة تكفيك لكي تبلغ أول مليون من الصفر؟؟!!

قد تفكر كثيرا في تحديد الطريقة، ولكن مهما بلغت من التفكير فإنك بالطبع ستستبعد فكرة القمامة!!، ولكن هل هناك مستحيل؟؟

المستحيل لم يعرفه شرف فسلك ذلك الطريق وجمع القمامة مقابل الحصول على 3 جنيهات من كل منزل، وبعد طلبه منحة من وزارة التضامن الاجتماعي حصل على سيارة نصف نقل وبعض أدوات النظافة.

صعوبات وتحدي

نشر موقع إسلام أون لاين قصة شرف والتي كانت بمثابة أمل للشباب، حتى لا يعرفوا اليأس ولا المستحيل وبحسب الموقع بدأ شرف تطبيق مشروعه فجمع بعض شباب القرية وشرعوا في تنفيذ مخططهم في قرية البراجيل بالجيزة، لكنهم واجهوا صعوبات عديدة اختلطت فيها المعوقات الاجتماعية مع الاقتصادية، فبمجرد الإعلان عن المشروع واجه انتقادات حادة من أسرته وأقاربه وجيرانه، فالكل عاب عليه اشتغاله زبالا، كما أطلقوا عليه، خاصة أنه الشاب الحاصل على بكالوريوس العلوم، وهو المميز الذي ترك الوظيفة في أحد أهم الهيئات الحكومية وقرر تجميع القمامة من منازل قرية البراجيل.

استمر الضغط على شرف للتخلي عن فكرته لكنه رفض وكان على يقين أن المشروع سينجح وأنه على حق، وأدرك أن عليه الصبر حتى يثبت للجميع أن تفكيره هو الأكثر عقلانية، فضلا عن ذلك واجه شرف صعوبات في عملية تجميع القمامة، فغالبا ما كان يرفض أهالي القرية دفع المقابل الشهري، وهو 3 جنيهات أو كانت العمارة بأكملها تدفع 3 جنيهات فقط، لكن بعد مرور 4 أشهر بدأ أهالي القرية يشعرون بفارق كبير في حياتهم، فشوارعهم أصبحت أكثر نظافة وتحضرا، وكذلك منازلهم، واختفت أكوام القمامة التي كانت تستقبل أي زائر للقرية، وبدأ الأهالي ينتظمون في دفع مقابل الخدمة، وشعروا بأهمية وجود شرف وجمعيته، بل الأكثر من ذلك أن مجموعات من الشباب كانت تقبل عليه للعمل معه.

من الجمع للتصنيف

هذا النجاح الذي حققه شرف شجعه على تطوير مشروعه، فلم يتوقف عند حد جمع القمامة فقط لكنه قرر تصنيفها وفرزها، ويقول شرف: حققت مكاسب كبيرة مع التصنيف، فالورق تصل نسبته بالقمامة إلى 15%، وكنت أبيع الطن منه بحوالي 30 جنيها، والزجاج ونسبته 3% يصل ثمن الطن إلى 80 جنيها، وطن البلاستيك 800 جنيه، أما أسعار المعادن المستخرجة من القمامة فتتراوح بين 3 و6 آلاف جنيه.

ويضيف: بعد 5 سنوات من بداية مشروعي حققت المليون الأول، وأقبل شباب على العمل معي، وكان راتب الشاب يتراوح بين 400 و600 جنيه، وبدأت في توسيع مشروعي، وجمعت القمامة من القرى المجاورة، وازدادت أرباحي بشكل معقول، والأهم من ذلك أن الجميع بدأ يشارك في إنجاح مشروعي، خاصة أئمة المساجد الذين شجعوني كثيرا، وكانوا يحثون المواطنين على التعاون معي.

ثروة هائلة

يؤكد شرف أن القمامة من أغنى الموارد التي يمكن استغلالها، خاصة قمامة القرى والقاهرة مشيرا إلى أن الدراسات أكدت أن أرباح طن القمامة 6 آلاف جنيه، وتنتج القاهرة 15 ألف طن، ويمكن أن توفر 120 ألف فرصة عمل للشباب، ويضيف: القرى أحد أهم المصادر التي يجب استغلال قمامتها، فنسبة المعادن بها كبيرة نظرًا لعدم وجود تجار خردة لديهم مما يضطرهم إلى إلقاء المخلفات المعدنية والخشبية والبلاستيكية في القمامة.

طموح شرف لم يتوقف عند هذا الحد لكنه يسعى الآن إلى إنشاء أكبر شركة قمامة في مصر، كما تقدم بطلبات للحصول على ترخيص جمع القمامة من المؤسسات الحكومية والوزارات، فضلا عن أن العديد من الفنادق الكبرى بالمدن السياحية طلبت منه أن يقوم بمهمة جمع القمامة بها، وهو ما سيجعله يتوسع أكثر في مشروعه.

وبعد مرور سبع سنوات على بداية مشروعة أدرك الجميع أن رؤيته كانت أكثر دقة وحكمة من الجميع، وتحول معارضوه بالماضي إلى مؤيدين اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى