غالبًا ما تتناقض بدايات أشهر رجال الأعمال مع واقعهم الحالي، فكم منهم من نشأ فقيرًا في أسرة متواضعة، لكنه أصبح بفضل مجهوده الشخصي وفكره المُستنير، قامة في عالم المال والأعمال؛ ما يؤكد أن النجاح لم يكن يومًا ليقف على الدعم المادي أو المعنوي، أو حتى على الحصيلة التعليمية والخبرات، بل على الطموح، والإرادة، والعزيمة، فبذلك تتحقق المُعجزات.
وإذا أضفنا الابتكار، والتفكير خارج الصندوق إلى الإرادة؛ فلا عجب أن تكون النتيجة هي حفر اسم “أمانسيو أورتيجا” في عالم الأزياء العالمية، عبر تأسيس علامته التجارية الشهيرة “ZARA“. فما هي الصفات الريادية التي تحلى بها “أورتيجا” ؛ ليتحول من طفل- ترك تعليمه للمساعدة في تخفيف العبء عن أسرته- إلى أحد أشهر أثرياء العالم؟.
العلامة التجارية
لم يكتف أمانسيو بنجاح العلامة التجارية ZARA، فأسس عام 1985 مع زوجته “روزاليا” مجموعة Inditex، وهي العلامة التجارية الأم التي يندرج تحت مظلتها جميع العلامات الأخرى، التي أنشأها لاحقًا وتضم: “ماسيمو ديوتى”، و”بول ان بير” لتناسب جميع أذواق المجتمع. وفي عام 1989 كان موعده مع المتجر رقم 100 لمنتجاته.
وتضم إمبراطورية Inditex استثمارات في مبان تزيد قيمتها عن ثلاثة آلاف مليون يورو؛ إذ قام أورتيجا بشراء مبان في أفضل شوارع مدريد وبرشلونة، وأيضًا في مدن مثل لندن ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس.
النشأة:
ولد في 28 مارس 1936 هو رجل أعمال إسباني ومؤسس شركة الأزياء إينديتيكس. وهو أغنى رجل في أوروبا حتى نهاية عام 2015 حسب مجلة فوربس حيث تقدر ثروته ب65 مليار، وقد تربّع على قائمة اغنى رجال العالم. أما المركز الأول فكان من نصيب بيل غيتس، ويأتي بعدهم كارلوس سليم، وارن بافت وبرنارد أرنولت. أعتبر أورتيغا أغنى رجل في إسبانيا وأيضًا أغنى رجل في أوروبا.
ولد أورتيجا في بسدونجو دي أرباس، في مقاطعة ليون حيث أمضى طفولته. انتقل أورتيجا إلى لا كورونيا، إسبانيا، وهو في الرابعة عشرة بسبب ظروف عمل والده، الذي كان عاملاً بالسكة الحديد. وبدأ حياته عاملاً بسيطًا في العديد من محلات الملابس في لا كورونيا، في منطقة غاليسيا، وجد وظيفة في متجر لصانعة قمصان محلية يدعى غالا، الذي لا يزال موجودا حتى الآن زاوية في وسط مدينة لاكورونيا، و تعلم كيفية تصميم الملابس و خياطتها باليد.
في عام 1972، أسس شركة كونفيسونيس جوا (تمثل الحروف الأولى من اسمه معكوسة)وكانت تقوم بتصنيع أرواب الحمامات حيث شغل أورتيغا الآلاف من النساء المحليات و نظمهن في تعاونيات الخياطة.
في 1975، فتح أورتيجا متجره الأول الذي حقق نموًا كبيرًا وأصبح سلسلة محلات أزياء شهيرة للغاية تُدعى زارا. يملك أورتيجا نسبة 59.29% من مجموعة إنديتكس والتي تتضمن الماركات زارا، وماسيمو دوتي وأويشو وزارا هوم، وكيديز كلاس وتيمبي وستراديفاريوس وبول آند بير/ أوفن وبيرشيكا، ويعمل لديه أكثر من 92000 موظف.
يحافظ أورتيجا على الظهور بمظهر بسيط للغاية. إذ يرفض أن يرتدي ربطة عنق ويفضل ارتداء الجينز الأزرق والتي شيرت. ويُقال إنه يلعب دورًا حيويًا للغاية في عملية الإنتاج والتصميم بالشركة.
وعندما ظهر للجمهور عام 2000، كجزء من عملية التجهيز قبل تعويم شركته في البورصة عام 2001، قدم تصريحات تداولتها الصحافة المالية الإسبانية. مع ذلك، لم يُجرِ أورتيجا أي لقاء قط، وقد أدت حياته السرية هذه إلى إصدار كتب مثل Amancio Ortega: DE CERO A ZARA (أمانسيو أورتيجا: من القاع إلى القمة).
أعلن أورتيجا عن تقاعده الوشيك من شركة الأزياء سريعة النمو إنديتكس، وهي الشركة الأم لسلسلة محلات زارا، مصرحًا أنه سوف يطلب من نائب رئيس إنديتكس ومديرها التنفيذي بابلو إيزالا (Pablo Isla) ليأخذ مكانة في إدارة إمبراطورية المنسوجات.
أغني رجل في أوروبا
صٌنف أمانسيو كأغنى رجل في إسبانيا وأوروبا حتى نهاية عام 2015؛ إذ قُدرت ثروته آنذاك بـ65 مليار يورو، وقد تربّع على قائمة أغنى رجال العالم حينها، أما المركز الأول فكان من نصيب بيل جيتس، ويأتي بعدهم كارلوس سليم، وأرن بافت وبرنارد أرنولت.