ما بين أمواج الحياة المتلاطمة التي تأخذنا يمينا ويسارا قد ينسي بعضنا ممارسة موهبته التي يحبها ويعبر من خلالها عما تجيش به نفسه من خواطر، ولكن البعض الآخر يتمسك بممارسة ما يحب حتى لو كان في قلب البحر، هذا هو الحال بالنسبة للقبطان البحري أيمن الخياط الذي غاص في بحر النغم ووضع الكثير من الألحان الموسيقية المتميزة رافضا أن يجرفه التيار بعيدا عن حلمه وموهبته التي يعشقها.
وحب الموسيقي يجري في دم أيمن الخياط منذ طفولته وساعده علي ذلك المكتبة الموسيقية التي يمتلكها والده الذي لم يكن يعمل بمجال الفن ولكنه كان “سميعاً” جيداً، وهو ما نمي بداخله الناحية الابتكارية التي زادها بالدراسة فيما بعد، ولم يكتف والده بذلك بل حرص أن يمتلك جهاز كمبيوتر وهو أمر لم يكن منتشرا علي مدي واسع في أوائل الثمانينيات وهو ما كسر عنده الرهبة من التعامل مع الآلة وساعده في عمله فيما بعد وفي وضع الألحان أيضا.
ومن خلال النشاط الفني لشقيقته الصغري سماء إبراهيم التي تعتبر أول فنانة مونودراما في مصر خاض تجربة التلحين من خلال أجهزة منزلية بسيطة هي أورج صغير وميكروفونات منزلية إضافة إلي جهاز كاسيت لتسجيل المؤثرات الصوتية من أماكنها الحقيقية، فقد كان شغوفا بإخراج كل ما بداخله من طاقة، ومن خلال عمله معها وضع كل الموسيقي التصويرية لأعمالها التي نال عنها العديد من الجوائز.
وفي المرحلة الجامعية تطورت موهبة أيمن وزادت رغبته لإخراج ما بداخله من طاقة فنية، وكأنه أذن لموهبته أن تتسرب من بين أنامله عندما التقي ثلاثة من الأصدقاء من طلاب كلية الفنون الجميلة ليكونوا معا فريقا غنائيا باسم The beat master والذي قدموا من خلاله الموسيقي الإلكترونية بريتم غربي مدعم بكلمات مصرية، وليقيموا بعدها العديد من الحفلات الناجحة في النوادي والجامعات، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة روز اليوسف المصرية.
استمر بعدها نشاط الفرقة لمدة ثلاث سنوات حتي انتهت سنوات الدراسة لتفرقهم الحياة ويشق كل منهم طريقه، ولكن أيمن لم ينس حلمه فدرس لفترة الموسيقي الكلاسيكية بمعهد الكونسيرفتوار حتي اضطرته ظروف عمله كقبطان بحري للسفر إلا أنه كان يحرص علي اصطحاب مجموعة موسيقية مصغرة في قمرته الصغيرة، كما استغل سفرياته المتعددة لإثراء ثقافته الموسيقية، حيث استغل زيارته لأمريكا في الالتقاء بمن لديهم نفس اهتمامه الموسيقي ونجح في تنظيم حفل موسيقي عرض موهبته من خلاله.
ولا ينسي دور أوفي أصدقائه وهو الكتاب الذي ساعده علي تنمية معلوماته الموسيقية وزيادتها، فهو يعتبر عادة القراءة هي مفتاح نجاحه الذي وهبته له والدته الحبيبة، ومنذ نحو خمس سنوات التقي شابا موهوب موسيقيا اسمه محمود كامل حرك ما بداخله من طاقة موسيقية ليكونا معا فريقDeep Fish الموسيقي، فاستخدما الإنترنت لنشر أعمالهما التي تقدم الموسيقي الغربية بمسحة شرقية فقدما أغنية (أي كلام) التي لاقت نجاحا سريعا، ليعقبها بعد ذلك تجربة أخري ناجحة تحت عنوان (الجانب المظلمthe dark side ) التي حققت المركز الأول في إحدي المسابقات الغنائية لإذاعة محلية حيث ظلت تذاع لفترة طويلة، وهو ما كان سببا في مشاركتهما في حفل ختام رالي الفراعنة 2008 وتشرفا بكونهما أول فرقة مصرية تشارك في الحدث.
وفي المرحلة الحالية يسعي أيمن الخياط لنقل خبرته التي اكتسبها طوال السنين الماضية لشباب يمتلكون الطموح والموهبة، والأهم من ذلك الإصرار علي النجاح.
علياء أبوشهبة