المجلةبنك المعلومات

إرنو روبيك مخترع اللعبة الأكثر مبيعا في التاريخ

حين تسأل مواليد السبعينات والتمانينات عن أكثر الألعاب العالقة في ذاكرتهم من أيام الطفولة ستجد إجابات متعددة ومتنوعة ولكن بالتأكيد سيكون من ضمن الألعاب “مكعب روبيك”، لأنها لعبة كان لها تأثير كبير في هذه الفترة وحتى اليوم.

هذه اللعبة أخذت اسم مخترعها المجري وأستاذ الهندسة المعمارية إرنو روبيك والذي ولد في بودابست يوم13 يوليو 1944، والده كان مهندس طيران فذ وكان مصدر الإلهام بالنسبة له، أما والدته فكانت شاعرة. 

وهو في الرابعة عشر من عمره درس فن النحت لمدة 4 سنوات في المعهد الثانوي للفنون الجميلة والتطبيقية، بعد ذلك ألتحق روبيك بجامعة بودابست للتكنولوجيا والتي زودته بالمعارف الكثيرة والمهارات التي مكنته من اختراع “المكعب السحري” أو مكعب روبيك.

ومكعب روبيك الذي تم ابتكاره في عام 1974 هو مكعب مصنوع من البلاستك ويتكون من 26 مكعب صغير منفرد. المكعبات ال 26 تتحد مع بعض في مكعب واحد كبير له 6 جوانب، كل جانب يتكون من 9 مربعات وكل طبقة يمكن أن تتحرك وتتداخل مع الطبقات الأخرى. ممكن لأي ثلاث مربعات متتالية أن تنضم لطبقة جديدة عن طريق الالتواء بشكل أفقي أو رأسي لكن ليس بشكل قطري.حاول روبيك مبدئيًا أن يربط المكعبات ببعضها عن طريق أشرطة مطاطية، لكن الهيكل لم يكن يلف بشكل صحيح لذا جمع المكعبات الصغيرة في مكعب واحد كبير. كان لكل جانب من المكعب لون موحد ومختلف عن الجوانب الأخرى. وبمجرد أن جمع روبيك المكعب، بدأ في التواء وتدوير كل جانب حتى فقد توحيد الألوان وبدت المكعبات في ترتيب عشوائي. جاء التحدي الحقيقي حين حاول روبيك إعادة القطع لأماكنها الأصلية لكنه أدرك أن ترتيب المكعبات الصغيرة أختل لدرجة أنه لم يستطع تتبع خطواته واسترجاعها حتى يستعيد اللون الموحد لكل جانب. شبه روبيك الأمر بالمشي في الغابة والمرور بمشاهد مختلفة وعدم القدرة على تذكر طريق العودة للمنزل لأنك أصبحت بعيدا عنه جدا.

عرف إرنو روبيك أن التواء وتحويل المكعبات بشكل عشوائي يجعل إعادتها لشكلها الأصلي صعب جدا لذا قرر أن يجد للبازل حل منطقي. واستطاع فعلا أن يجد الحل في خلال شهر وقدم للحصول على براءة اختراع وحصل عليه بالفعل في يناير عام 1975.

أشترت شركة “أيديال توي” فكرة المكعب، في البداية كانت المبيعات ضعيفة حتى اكتشف المكعب رجل الأعمال المجري والعالم الهاوي للرياضيات “تيبور لاكسي” وحصل على حقوق بيعها.

قام لاكسي بعرض المكعب في معرض ألعاب نورمبرج، وهناك رأى المكعب خبير ألعاب بريطاني يسمى توم كريمر، وأعجب به لدرجة أن طلب مليون مكعب من الشركة المصنعة. حققت اللعبة إشادة دولية وبفضلها أصبح روبيك مشهورا وناجحا وأول مليونير من كتلة الدول الشيوعية يصنع نفسه بنفسه.

المكعب حاز على شهرة واسعة وشكل الناس أندية للعب فيها سويا واكتشاف الحلول. وتم تنظيم بطولة عالمية في بودابست عام 1982 فاز فيها طالب ثانوي يبلغ 16 عام من لوس أنجلوس بعد أن حل المكعب في 22.95 ثانية. الخبراء يستطيعون حل بازل المكعب في عدد من التحركات يتراوح بين 24 و28 .

ليست مبالغة أبدا أن نقول أن مكعب روبيك كان رمزًا للثمانينيات من القرن الماضي يتم تصنيعه وبيعه في جميع أنحاء العالم. حتى اليوم، بيع منه 350 مليون لعبة ولذا نستطيع أن نقول أن إرنو روبيك البالغ من العمر 75 عاما عاش ورأى بنفسه أنه صاحب اللعبة الأكثر مبيعا في التاريخ!

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى