تمكن علماء متخصصون من إنتاج جهاز خارق هو الأول من نوعه في العالم، حيث يقوم بواسطة الطاقة الشمسية النظيفة وحدها بتنقية المياه وتوليد الكهرباء معاً، وهو ما يمكن أن يحدث طفرة حقيقية في مجال تطوير وتنمية الأماكن النائية على مستوى العالم.
والجهاز الجديد الذي أفردت له جريدة “دايلي ميل” البريطانية تقريراً مطولاً هو عبارة عن لوحة شمسية تقوم بتوليد الطاقة، ومن ثم يتم استخدام هذه الطاقة في عملية تنقية مياه البحر وجعلها صالحة للشرب، إضافة إلى توفير الكهرباء للمستخدمين.
ويقول مخترعو هذا الجهاز إنهم يأملون في أن يساعد هذا الابتكار على ازدهار الأماكن الصحراوية والنائية وتوفير مياه الشرب النظيفة لملايين البشر.
وحسب “دايلي ميل” فإن هذه الفكرة تمت دراستها في الماضي مراراً، حيث بحث العلماء فكرة الجمع بين العمليتين في جهاز واحد إلا أن النماذج الأولية السابقة كانت غير فعالة إلى درجة أنها غير قابلة للتطبيق تجاريا.
ونجح العلماء هذه المرة في تطوير نظام يقوم بإعادة استخدام الحرارة الناتجة عن تبخر الماء بعد كل مرحلة تقطير، وأوضحوا أن الجهاز يحتوي على لوحة شمسية في الجزء العلوي تحول الطاقة الشمسية إلى طاقة كالمعتاد.
وتنتج هذه الألواح الشمسية الحرارة كمنتج ثانوي، والتي يمكن استخدامها لتسخين المياه القذرة ما يؤدي إلى تبخرها، ثم تمر عبر طبقة غشاء مسامية تنظف بخار الماء قبل أن يتكثف ويجري ضخه بعيدا.
وهذه العملية تنتج الحرارة بدورها، التي تنتقل إلى الطبقة الأدنى حيث يجري تقطير المزيد من المياه القذرة. وتستمر العملية بعد ذلك عبر عدة طبقات، قبل أن تُجمع المياه النظيفة في حاوية.
وقال الباحثون إن الجهاز سيعمل على مياه البحر والمياه المالحة، والمياه السطحية الملوثة والمياه الجوفية.
وعادة تحتل الألواح الشمسية ومرافق تقطير المياه مساحات شاسعة من الأرض، لذا يمكن للجهاز حل مشكلتين في آن واحد وتوفير مساحة إضافية.
يشار إلى أن استخدامات الطاقة الشمسية شهدت تطوراً بالغاً في السنوات الأخيرة وانتشاراً كبيراً امتد إلى مختلف المجالات، خاصة مع تراجع تكلفة الألواح الشمسية وانتشار هذه التكنولوجيا على مستوى واسع.
وهناك العديد من المميزات والإيجابيات التي تميز الطاقة الشمسية والكهرباء الناتجة عنها، ومن أهمها أن كلفة إنتاج وتوليد الطاقة منخفضة، إضافة إلى ضمان التخلص من ارتفاع أسعار الكهرباء لأصحاب البيوت، كما أنها مصدر طاقة متجدد ودائم حيث قدرت وكالة ناسا بأن الشمس ستستمر بالإشعاع لمدة 6.5 مليار سنة.
وتعتبر الطاقة الشمسية صديقة للبيئة فهي غير مسببة للتلوث، كما أن الإشعاع متاح جغرافياً بشكل واسع، وتقوم أيضا بتقليل تكلفة الكهرباء المستهلكة حيث يمكن لمالكي البيوت بيع الفائض عن حاجتهم بعد إنتاج الطاقة.