اختراعاتاختراعات تكنولوجيهاختراعات طبيةالمجلة

اختراع كرسياً متحركاً يعمل بإشارات المخ لمرضى الشلل الرباعي

كرسياً متحركاً : عبد الرحمن عمران (24 عاماً) أحد مواهب ونوابغ محافظة أسوان بصعيد مصر, ولد بعيب خلقي أثر على مهاراته الحركية، ولم يتمكن من السير إلا عند بلوغه الخامسة, حيث خضع لإجراء 8 عمليات في سن السادسة، من بعدها أصبح المشي ممكناً مع مواصلة العلاج الطبيعي حتى عمر الثالثة عشرة تقريباً. استطاع التغلب على ما حدث له من نقص في الأكسجين أثناء الولادة وأثر على بعض خلايا جهازه الحركي، ما ترتب عليه تأخره في المشي.

كان لديه شغف كبير بمادتي الحاسب الآلي والعلوم، وكان يتم تدريس المواد حينئذ بطريقة نظرية فقط، حيث كان مدرس الحاسب الآلي يخاف على الأجهزة من الطلبة

 فشكى عمران لوالده ولم يهمل الشكوى وتوجه بالفعل إلى المدرسة وسجل اعتراضه، وأصبح عمران هو الطالب الوحيد الذي يدخل معمل الكمبيوتر ويستخدم الجهاز وتعلم كيفية تشغيله والعمل عليه.

وكان حبه لمادة العلوم ومشهد المخترعين يشجعه باستمرار فجعله يتمنى أن يصبح مثلهم، فقد كان لديه حب استطلاع شديد، يدفعه لفتح أي جهاز يراه أمامه حتى أنه كان يزور محل لإصلاح الأجهزة الكهربائية حتى يتمكن من رؤية أصحابه وهم يقومون بتصليحها وصيانتها.

تعرضت عمران لموقف لن ينساه طوال حياته حين حصوله على الشهادة الابتدائية، وكان الأول على محافظة أسوان وتم تكريمه من المحافظ وحصل على جهاز كمبيوتر محمول وحذف أيقونة (ماي كمبيوتر) بالخطأ حين استخدمه لأول مرة، وتخيل أنه أفسد الجهاز فتوجه إلى شاب كان يدرس بكلية الهندسة، وروى له ما حدث فضحك كثيرًا، وقتها شعر “عمران” أنه لم يتعلم ما يكفي لذلك بدأ في التعمق أكثر في مجال الكمبيوتر والبرمجة ودراسة كورسات إلكترونية وكورسات أخرى على أرض الواقع.

كان لديه فكرة كرسي متحرك لمرضى ضمور العضلات بدأ في تنفيذها بالفعل وأراد اختبارها من خلال التقديم في مسابقة (إنتل أيسف) التي تهتم بالبحث العلمي من خلالها تعرف على معنى البحث وكيفية تحويل المعلومات التي يمتلكها إلى دراسة، ورغم ذلك لم يفز في المسابقة على مدار سنوات وكان ذلك يشعره بالألم النفسي.

لم يستسلم عمران والتحق بمسابقة (أبر إيجيبت) التابعة لكليات الهندسة في صعيد مصر واشترك بمشروع ونظام تشغيل كمبيوتر ابتكرت أيضا، ونافس في هذه المسابقة طلبة كليات الهندسة، بعد أن رفض أن يكون وجوده شرفي، وجد نفسه ينافس مئات الطلبة المبتكرين وكانت المفاجأة أنه فاز وحصل على المركز الأول في يوم الهندسة المصري، وكانت تلك هي البداية الحقيقية، حيث مثل له ذلك الأمر الكثير, أن يفوز على طلبة كليات الهندسة وهو لا زل يدرس في الصف الأول الثانوي.

انتشرت قصة عمران فى كافة وسائل الإعلام وتواصلت معه وزارة التضامن الاجتماعي وقامت بتكريمه ووجهته إلى الهيئة العربية للتصنيع قبل 6 سنوات تقريباً واستقبله الفريق عبدالعزيز سيف الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة وأعجب بالمشروع وعقد لجنة فنية لمناقشته من قبل متخصصين وبعدها تم توجيهه لمصنع (قادر) للصناعات المتطورة لدعمه مادياً وفنياً في إنتاج الكرسي.

ابتكار عمران عبارة عن كرسي متحرك كهربائي لمساعدة مرضى الشلل الرباعي يتم التحكم فيه عن طريق حركة الرأس، يتمتع بوسائل أمان تمنع المريض من الاصطدام، وتم تطويره وتنفيذ نموذج نهائي يتم التحكم فيه عن طريق إشارات المخ مع تلافي نسبة الأخطاء لمرضى الضمور الكامل في العضلات.

ريادة الأعمال

وبعد دخول عمران للجامعة اهتم بمجال ريادة الأعمال واتجه لتطوير نفسه وشارك في مسابقة “رالي العرب” وهي مسابقة لريادة الأعمال على مستوى الوطن العربي، وكان هو ممثلا عن مصر وحقق المركز الثاني على مستوى الوطن العربي.

كما سبق اشتراكه في مسابقة تابعة لـ”younodel” والتي كانت تتبع مؤسسة wadwany foundatio وهي مؤسسة هندية تهتم بتدريس ريادة الأعمال.

وحصل مشروعه على المركز الأول على مستوى مصر والشرق الأوسط وتم تصنيف المشروع على أنه واحد من ضمن أفضل ٣ مشاريع ريادية مقدمة على مستوى العالم.

مشروع التخرج

مشروع تخرجه من الأكاديمية كان عبارة عن “ماوس” للكمبيوتر لمساعدة مرضى الشلل الرباعي يتم التحكم فيه عن طريق حركة الرأس أو العين وبه ميزه تنفيذ الأوامر الصوتية كما أنه يعمل على أي نظام تشغيل سواء “ويندوز أو ماك أو لينكس” كما أنه يعمل على الهاتف المحمول والشاشات الذكية.

إنجازاته

حصل عمران على جائزه الإبداع من الرئاسة المصرية، كما حصل على درع التميز من الكلية الفنية العسكرية، ونال لقب سفير النوايا الحسنة والسلام من منظمة الضمير العالمي التابعة للأمم المتحدة، كما تم تكريمه من منظمة اليونيدو منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

ونال الشاب لقب مبتكر مصر الأول في مسابقة “القاهرة تبتكر” التابعة لأكاديمية البحث العلمي، والمركز الأول على مستوى العالم في معرض جنيف الدولي للاختراعات بسويسرا، حاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في يوم الهندسه المصري 2015.كما حصل على المركز الأول في مجال الأنظمة المدمجة في مسابقة “إنتل إيسف”.

زر الذهاب إلى الأعلى