تمكن المهندس اليمني هاشم شريف الحمودي من اختراع جهاز صغير يساعد على فصل وإعادة التيار الكهربائي عن بعد وأطلق عليه اسم “صديق الكهرباء”، وتم إخضاعه للتجربة في عدة محافظات يمنية وأثبت نجاحه بفاعلية.
يقول م. هاشم:«قبل البدء بهذه الفكرة راودتني الكثير من الأفكار وكانت هذه الطريقة هي الأقرب للواقع من حيث سهولتها وكلفتها حيت فكرت أن أستفيد من جهاز البيجر الذى انتهت خدمته الفعلية وأحببت أن أكررها وأفعلها لصالح المؤسسة العامة للكهرباء كون هذا الجهاز واسع التغطية في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية، ولكن تركت هذه الفكرة بعد رفضها من قبل المؤسسة العامة للكهرباء».
وعن السبب يقول م. هاشم:«للبيجر عيوب فنية فهو جهاز مستقبل فقط لا يرسل الإشارات ولا يؤكدها ، و حاولت الاستفادة من نظام GSM، ولكن تم رفض الفكرة أيضا من قبل المؤسسة العامة للكهرباء، لأننا للأسف لم نوفق فيها لأن هذا النظام يحتاج إلى وجود سنترال واشتراكات وتكاليف باهظة لتشغيل هذا النظام، وتم عرض الفكرة على وزارة الاتصالات لاستخدام نظام CDMA ولكن لم نجد أي تعاون منها رغم أنها كانت ستفيد 300.000 مشترك في لحظة واحدة، مقابل تخفيض هذه الكلفة للمؤسسة العامة للكهرباء ولكن دون جدوى».
لم يتوقف عن التفكير في مواصلة العمل ولم يفقد الأمل بل زاده ذلك إصرارا على المضي قدما والبحث عن فكرة جديدة وقال: «وبعد ذلك لجأت إلى استخدام موجات لاسلكية تعمل بالتردد الخاص بالصناعة وموجات محددة تنقل الإشارات ويمكن استخدامها في نقل المعلومات واتضح لي أن هناك عددا من الشركات من فرنسا ولتوانيا (الاتحاد السوفيتي السابق) ومن جوهانسبرج في جنوب إفريقيا جاءت إلى اليمن لتسويق أنظمة عديدة ولكنها باءـت بالفشل لأنها بحاجة إلى تغيير النظام الحالي للمؤسسة وإلغائه بالكامل وهذا غير مجد ومكلف عكس النظام الذى صممته بناءً على إلمامي التام بمشاكل المؤسسة وكذلك طبيعة البلاد عامة والذي كان يتماشي مع النظام القائم حاليا».
وعن الهدف الرئيس لهذا النظام يتحدث م. هاشم قائلاً:«الهدف الرئيس لهذا النظام هو المحافظة على الشبكة العامة للكهرباء من التلف، بسبب القطع التقليدي المتكرر الذي يؤدى إلى أضرار فادحة للشبكة، ويساهم بحدوث فاقد في التيار الكهربائي، الذي تصل نسبته في اليمن إلى %30 والذي يحدث نتيجة لرداءة الشبكة والقطع المتكرر».
ويضرب مثلا لذلك قائلاً:«لو أهملنا جميع العوامل المؤثرة على شبكتي الهاتف والكهرباء شبكة الهاتف تبقى لفترة طويلة وبحالة جيدة بينما شبكة الكهرباء تتلف بصورة سريعة وتتدهور».
وعن سبب ذلك يقول:«نتيجة للقطع التقليدي المستمر، وذلك عند قطع التيار الكهربائي أو إعادته لأكثر من مرة، وهي المشكلة الكبرى التي تعانى منها المؤسسة».
وأوضح أنه «من السهل إلى حد ما بناء محطات توليد ولكن من الصعب جدا إنشاء شبكة مترامية الأطراف في جميع أنحاء الجمهورية أو ترميمها وذلك نظرا لطبيعة المادة التى تتكون منها الشبكة وهى الألمنيوم والنحاس وهي مواد غالية الثمن بالإضافة إلى التضاريس الجغرافية الصعبة لليمن ووعورتها، عكس شبكة الهاتف التي تبقي سليمة، كونها لا تتعرض للقطع أو العبث».
ويشبه م. هاشم شبكة الكهرباء «بالثوب القديم الذي يحتوى على الكثير من الرقع» ويسأل «هل يعود إلى ما كان؟.. مستحيل ».
ويتطرق إلى جدوى هذا النظام «بالتأكيد النظام له جدوى كبيرة أولاً يخلص المؤسسة من مشاكل كثيرة تعاني منها نتيجة للقطع التقليدي، منها تحصيل إيراداتها شهريا وبانتظام وكذا المساعدة على تقليل حجم الإصابات بين العمال الفنيين، التي تحدث في بعض الأحيان وتدفع فيها المؤسسة مبالغ طائلة في إصابات العمل إلى جانب أن المؤسسة لن تحتاج إلى حملات لقطع التيار الكهربائي لفصل التيار الكهربائي، كما هو حاصل الآن وسيوفر الكثير للمؤسسة فلن تحتاج المؤسسة إلى سيارات وسلالم وفريق عمل، حيث يفصل التيار الكهربائي أو يعاد مباشرة عن طريقة التحكم عن بعد.
إلى جانب سرعة التحصيل، فحملة القطع العادية تطال عشرة إلى خمسة عشر منزلا في اليوم الواحد، أما هذا النظام فسيتم فصل التيار الكهربائي عن خمسمئة مشترك كحد أدنى في وقت واحد في المنطقة المكلف بها قارئ العداد، وهنا تعمم الفائدة على المؤسسة وتمكنها من استرجاع مديونيتها بصورة سريعة».
وعن مكونات الجهاز يقول:«الجهاز مكون من (المرسل) ينقل الإشارات بتردد معين إلى (المستقبل) ويكون مثبتا عند عداد المشترك ومربوطا بقاطع كهربائي الكتروني ومجرد ما يحصل هذا القاطع على الإشارات يقوم بقطع التيار الكهربائي أو إعادته».
وعن الجهود الطويلة للعمل يقول:«لم يكن العمل بين يوم وليلة ولكنه ثمرة مجهود كبير بدأ من عام 2000»، ويؤكد أن التمويل من العوامل المساعدة لإنجاز أي مشروع، ويقول:«الحمد الله هذه المشكلة لم تكن عقبة فقد قام الأستاذ عبدالقادر هلال عندما كان محافظا لحضرموت بتكريمي بدعم غير محدود حتى ظهرت الفكرة للوجود”.
وعن مميزات النظام يقول:«يمكن أن يركب بطريقتين إما على العداد الكهربائي الخاص بالمستهلك أو على العمود الكهربائي بالإضافة إلى أنه ضد الماء والشمس والغبار (العوامل البيئية) ولن يزيد أي أعباء على المستهلك فهو في صالحه سيقلل عليه تراكم المديونية ولن يعاني من القطع الذي يستمر مدة طويلة قد تصل إلى ساعات كما هو حاصل الآن ربما لتأخر سيارة الكهرباء أو صادف يوم القطع إجازة فيظل المشترك بدون كهرباء لمدة يوم أو يومين فهذه معضلة حقيقية عندما تدفع قيمة الفاتورة ولم يرجع التيار إليك!!
فعندما تكون هناك حملات قطع واسعة فإن هذا الجهاز سوف يعمل بصورة سريعة ومباشرة عقب تسديد الفاتورة من قبل المستهلك فمن الإنصاف أن نقول بأنه في صالح المواطن وكذلك في صالح المؤسسة التي هى في النهاية للمواطن .
ويضيف :«بالإضافة إلى إمكانية تسويقه في الدول المجاورة خاصة في القرن الإفريقي وهناك مؤشرات لتسويق هذا المنتج إلى جمهورية جيبوتي إلى جانب طرح فكرة إنشاء مصنع صغير لتجميع هذه الأجهزة في منطقة عدن أثناء سفريتي إلى الصين وتمت الموافقة المبدئية وهذه تعتبر سابقة فى اليمن بأن تصدر منها أجهزة الكترونية بابتكار يمني ومن الأراضى اليمنية والله إنها لمفخرة بالفعل إن حصلت لكل اليمن».
م. هاشم وقع اتفاقية معتمدة من وزارة الخارجية الصينية ووزارة التجارة الصينية ومن السفارة اليمنية في بكين وتحتوي الاتفاقية على 12 بندا أهمها المحافظة على الملكية الفكرية لمخترع النظام حيث تم تسجيلها في منظمة WIPO(المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية وبراءة الاختراع) وكذلك وزارة التجارة والصناعة اليمنية قسم براءة الاختراعات.
وعن حلمه الذي تحول إلى واقع يقول:«كان لي الكثير من المشاريع ولكن بعد الخوض في هذا المشروع عرفت أن المشروع الواحد يأخذ جهدك ولب العقل وكنت أسهر فأنا الذى كنت أدير المشروع بشكل مباشر من ناحية التسويق والتمويل والترجمة والمراسلات والمتابعة مع الجهات المعنية فهذه حقيقة قد قالها المخترع الأمريكي المشهور توماس اديسون (الاختراع هو %2 فكرة أو إلهام و%98 عرق وجهد) وتعبت والحمد لله كانت النتائج ملموسة».
مهندس سعى بكل جهد مقاوما العقبات لتحقيق هدفه. إنه م. هاشم شريف حسين الحمودي ، موظف في وزارة الكهرباء، يعمل في المركز الفني للتدريب والتصنيع الخاص بتدريب موظفي المؤسسة العامة للكهرباء، متخصص في مجال تشغيل وصيانة محطات الديزل، وكذا تدريب المتدربين على تشغيل وصيانة محطات الديزل في المؤسسة العامة للكهرباء على مستوى الجمهورية.