ابن البناء المراكشي| يُعرف باسم أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي، وُلد في مراكش عام 1256م، وقضى مُعظم حياته في المغرب، درس ودرّس جميع فروع الرياضيات التي عُرفت في ذلك الوقت، بالإضافة إلى علم الفلك. وكتب عدداً كبيراً من الأعمال بلغ عددها 82 مؤلفاً كان أغلبها عن الرياضيات وبعضها عن الفلك، ومنها: مدخل إلى إقليدس، والأصول والمقدمات في الجبر، وتلخيص أعمال الحساب، وهو أول من اعتبر الكسر نسبةً بين رقمين، وأول من استخدم تعبير المناخ في عمل احتوى على بيانات فلكية وجوية.
وكان متفننا في علوم جمة، كالتنجيم، والعلوم الخفية. قضى أغلب فترات حياته بمراكش، وهو معاصر للدولة المرينية. أسس ابن البنا المراكشي مدرسة علمية مهمة في المغرب، أكبّت على مدى قرون على تدريس مؤلفاته وشرحها وتداولها في مختلف جامعات العالم. وأطلق اسمه مؤخرًا على فوهة بركانية على سطح القمر.
Table of Contents
من هو ابن البناء المراكشي؟
أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي، المعروف بـ ابن البناء المراكشي، عالم مسلم شهير برز في الرياضيات والفلك والطب. وُلد في مراكش عام 1256م، وتوفي فيها عام 1321م. قضى ابن البناء معظم حياته في مراكش، وعاصر الدولة المرينية.
إنجازات ابن البناء المراكشي:
- في الرياضيات: اشتهر ابن البناء بإسهاماته في علم الجبر، وحلّ المعادلات من الدرجة الأولى والثانية، وابتكر طرقًا جديدة لحساب الجذور التربيعية والتكعيبية. كما برع في علم الحساب، ووضع قواعد لحساب المساحات والأحجام.
- في الفلك: صنّف ابن البناء العديد من الكتب في علم الفلك، وقام بحساب جداول فلكية دقيقة، وتنبأ بحدوث الكسوف والخسوف. كما درس حركة النجوم والكواكب، ووضع نظريات حول تكوين الكون.
- في الطب: كان ابن البناء طبيبًا ماهرًا، وله مؤلفات في علم الطب، منها كتاب “مختصر الطب”.
مؤلفات ابن البناء المراكشي:
ترك لنا ابن البناء العديد من المؤلفات بلغ عددها اثنين وثمانين مؤلفا كان أكثرها في علم الحساب والرياضيات والهندسة والجبر والفلك والتنجيم، ضاع أغلبها ولم يبق إلا القليل منها وأشهرها:
- في الرياضيات:
- رسالة في الجبر والمقابلة
- شرح مختصر الجبر
- كتاب التلخيص لحساب الكسور
- في الفلك:
- كتاب منهاج الطالب لتعديل الكواكب
- زيج ابن البناء
- رسالة في كيفية استخراج خطوط الطول والعرض
- في الطب:
- مختصر الطب
تلخيص أعمال الحساب
يعد كتاب «تلخيص أعمال الحساب» أشهر مؤلفات ابن البناء، أو هو الكتاب الذي عرفه العلماء ودرسوه وانتفعوا به، فذاعت شهرته، واعتمد علماء المغرب عليه في علوم العدد والحساب حتى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، واهتم به العلماء حتى في القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلاديين.
ويقول عنه جورج سارتون: «إنه من أحسن الكتب التي ظهرت في الحساب».
وأوضح ابن البناء في هذا الكتاب، النظريات العويصة، والقواعد المستعصية إيضاحاً لم يسبق إليه، واحتوى الكتاب بحوثاً مستفيضة عن الكسور، وقواعد جمع مربعات الأعداد ومكعباتها، وقاعدة الخطأين وطريقة الخطأ الواحد التي أعطاها شكل القانون.
وشرح عدد من العلماء، الكتاب لأهميته، ومنهم على بن داوود الهواري المصراتي من ليبيا، وهو تلميذ ابن البناء. وأشار ابن خلدون إلى أن ابن البناء قام بنفسه بشرح كتابه تلخيص أعمال الحساب بكتاب سماه «رفع الحجاب»، وأثنى عليه ابن خلدون قائلاً: «وهو كتاب جليل القدر».
تأثير ابن البناء المراكشي:
كان لابن البناء المراكشي تأثير كبير على العلماء الذين جاءوا بعده، سواء في العالم الإسلامي أو في الغرب. فقد تُرجمت كتبه إلى اللغات الأوروبية، ودُرست في الجامعات الغربية.
شيوخة وأساتذته
تلقي علوم العصر من لغة وشريعة وفقه في مدينتي مراكش وفاس علي يد مجموعة من علماء العصر من أمثال ابي اسحاق الصنهاجي وأبي بكر الفلوسي وأبي موسي الشرناتي. في الفلك ابن مخلوف السجلماسي الفلكي. في فاس تلقي علوم الرياضيات علي يد معلمه ابن حجلة، وظهر نبوغه منذ سن مبكر، فكرس حياته لتعلم علوم الرياضيات من حساب وجبر وهندسة.
مكانة ابن البناء المراكشي:
يُعدّ ابن البناء المراكشي من أهم علماء الرياضيات والفلك في العصر الإسلامي. فهو عبقرية علمية ساهمت في تقدم المعرفة الإنسانية، وتركت إرثًا علميًا غنيًا يُفيد الأجيال القادمة.
مقتطفات من أقوال ابن البناء المراكشي:
- “العلم زينة للرجل، وظاهرة للجهل.“
- “من طلب العلم نال السعادة، ومن طلب الجهل نال الشقاوة.“
- “العقل جوهرة، والعلم زينتها.“
خاتمة:
يُجسّد ابن البناء المراكشي نموذجًا رائعًا للعالم المسلم المثقف، الذي يسعى جاهدًا لزيادة المعرفة ونشرها. وإنجازاته العلمية تُعدّ مصدر فخر واعتزاز للعالم العربي والإسلامي.
