هو أبو علي يحيى بن عيسى بن جزلة طبيب عربي مسلم من بغداد. وإذا كان تاريخ ولادته غير معروف، فإن وفاته كانت سنة 493هـ/1100م. يعرف عند الغربيين باسم Bengesla. كان مسيحياً، لكنه اعتنق الإسلام سنة 466هـ/1074م، متأثراً بأستاذه أبي علي بن الوليد المعتزلي.
درس الطب على يد سعيد بن هبة الله طبيب الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله. كان ابن جزلة يطبب أهل محلته ومعارفه بغير أجر، ويحمل إليهم والأدوية بغير عوض، ويتفقد الفقراء ويحسن إليهم.
كان ابن جزلة إمام الطب في عصره. وقد تجلت إسهاماته الطبية في وضع جداول تشتمل على شروح وافية عن كل مرض، كما استعرض أنواع الأوبئة والأمراض وأوقات ظهورها، ثم البلدان التي تنتشر فيها، وطرق تشخيصها، وكيفية علاجها. وقد اتبع طريقة منتظمة في متابعة أعضاء جسم الإنسان وأمراضها، ووضع ذلك في جداول تسهل على المثقف العادي في عصره استعماله في العلاج.
كما كان ابن جزلة من الصيادلة المشهورين في بغداد، وقد أسهم في هذا الميدان من خلال وصف العقاقير والأعشاب والأدوية، وكل ما يستعمله الإنسان في التطبب من لحوم ونباتات ومستحضرات كيماوية.
ومما يتميز به ابن جزلة في ميدان العلاج، أنه كان يؤمن بأهمية الموسيقى في شفاء الأمراض والوقاية منها. وقد قال في هذا الشأن : إن موقع الألحان من النفوس السقيمة مثل موقع الأدوية من الأبدان المريضة.
– “تقويم الأبدان في تدبير الإنسان”، رتب فيه ابن جزلة أسماء الأمراض في جداول، مع وصف طريقة علاج اثنين وخمسين وثلاثمائة (352) مرض. وقد طبعت منه نسخة باللاتينية في ستراسبورج سنة 1532.
ـ “منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان”، كتبه للخليفة العباسي المقتدي. وهو قائمة للعقاقير والأعشاب الطبية مرتبة على الأحرف الهجائية .
ـ “الإشارة في تلخيص العبارة”
ـ “رسالة في مدح الطب وموافقته للشرع”
ـ “رسالة في الرد على النصرانية”.