تمكن المخترع المصري عبدالحميد علي حسين من ابتكار “ماكينة سيفون أوتوماتيك” تعمل على القضاء على ظاهرة تسريب المياه المستمرة والتي تنتشر بصورة كبيرة، وتتسبب بدورها في هدر المياه بشكل كبير.
يقول المخترع: “يعتبر السيفون أحد المصادر الرئيسية التي تتسبب في فقد المياه وإهدارها، وبحسب الإحصائيات فإن 26% من المياه المستخدمة يتم فقدها وإهدارها في السيفون، وذلك بسبب عدة عوامل منها عدم الدقة في صناعة ماكينة السيفون المسؤولة عن تعبئة وطرد وتصريف المياه داخل المراحيض لتطهيريها أو عدم الدقة في اختيار المواد الرئيسية في صناعتها مثل العوامة المصنوعة من البلاستيك أو المعدن، وكثيرا ما تتلف هذه المواد بسبب ضغط المياه أو بسبب تآكل الجلدة المسؤولة عن توقف المياه بعد ملء صندوق السيفون بالمياه، لرداءة نوعية تلك الجلدة أو عدم الدقة في صناعتها”.
ويضيف: “في الغالب ما يتم تسريب المياه من تحت تعاريج الجلدة المتآكلة في شكل قد لا نلاحظه، ولكن مع الوقت يتم فقد ما يربو على عشرة لترات في اليوم الواحد، ومع افتراض وجود مليون حمام في مصر مثلا، في المنازل والشركات والمصالح والهيئات الحكومية والمستشفيات والمدارس الجامعات، فإن الفاقد سيكون في هذه الحالة 10 مليون لتر يوميا، وشهريا 300 مليون لتر، وفي السنة 3600 مليون لتر، ولكم أن تتصورا ضخامة هذا الرقم”.
وفكرة المخترع عبدالحميد ببساطة تتمثل في إدخال تعديلات للقضاء على الفاقد من المياه تماما، وتمثل تغيرا جذريا في الماكينة السابقة، من حيث أنها تعمل ميكانيكيا ومع ضغط المياه، ولأن الماكينة القديمة لم تكن تتحمل ضغط المياه المرتفع مما يؤدي إلى سرعة تلفها، فإن هذا العيب القاتل تم تلافيه تماما في الاختراع الجديد.
فالماكينة الحديثة تعمل أوتوماتيكيا ولا تتأثر مكوناتها الجديدة بضغط المياه المرتفع، وتعمل بتيار مقداره 12 فولت 3-5 أمبير، يولد بواسطة الطاقة الشمسية أو الخلايا الضوئية وذلك بعد وضع الخلايا الضوئية أعلى أسطح العقارات وتوزيعها على الماكينات بما يجعلها طاقة رخيصة الثمن وغير مكلفة وآمنة في نفس الوقت.
وتتكون الماكينة الجديدة من أربعة أجزاء رئيسية كل جزء منها يعمل أوتوماتيكيا وتم تطوير الماكينة وتهيئتها وتنظيم عملها، وبعد تجربتها عمليا اتضح أن لها قدرة عالية على منع تسريب المياه.
مكونات الماكينة الأربعة هي:
1- الفايظ أو الرداخ: وهو الجزء المسؤول عن تخزين وطرد المياه.
2- العوامة (حنفية التغذية): وهو الجزء المسؤول عن تعبئة صندوق السيفون بالمياه.
3- الحساس: وهو الجزء المسؤون عن تحديد مستوى المياه المطلوبة بالزيادة او النقصان.
4- لوحة التحكم: وهي التي تقوم بالتحكم وتنظيم وتشغيل الماكينة من حيث الطرد أو المء وتوقفها عند حدوث عطل أو تسريب.
كيف تعمل الماكينة:
بعد تثبيت الماكينة داخل الصندوق وبعد ضبطها بحيث تكون جاهزة للعمل، فإن “الحساس” يعطي إشارة للوحة التحكم فتقوم بإرسال الإشارة إلى حنفية التغذية لتقوم بفتح الصمام لدخول المياه، ومع دخول المياه من خلال الصمام الأوتوماتيكي إلى الصندوق ترتفع المياه ويرتفع الجزء المتحرك داخل الحساس الى أن يصل إلى الوضع المطلوب أو الذي سبق ضبطه وتحديد مستوى المياه داخله مع ارتفاع المياه تقوم برفه الجزء المتحرك ليقوم بعمله والضغط على المفتاح العلوي ليقوم بإعطاء إشارة الى لوحدة التحكم بوصول المياه الى المستوى المطلوب ثم تقوم بفصل العوامة “حنفية التغذية” لكي تقوم بإيقاف المياه التي تم تحديدها بحيث تكون الغشارة التالية التي تستقبلها لوحة التحكم هي الضغط على زر التصريف أو الطرد لتطهير المرحاض وعند الضغط على زر التصريف أو الطرد تقوم لوحة التحكم باستقبال الإشارة وإرسالها إلى الفايظ أو الرداخ ليقوم بفتح الصمام المسؤول عن تخزين المياه لحين تصريفها وطردها داخل المرحاض بعد أن تم تطوير ذلك الصمام في الفن السابق أو الماكينة السابقة، فكان ذلك الصمام عبارة عن كاوتشة أو جلدة تتآكل مع مرور الوقت وتتفاعل مع المياه وهو من أحد أهم الأجزاء التي تتلف سريعا ويقوم بتسريب المياه.
وبعد تصريف المياه ونزول الجزء المتحرك داخل الحساس الى ان يصل الى المفتاح السفلي ليقوم بالضغط عليه ليعطي الاشارة الى لوحة التحكم بغلق صمام الطرد أو تصريف وفي نفس الوقت إعطاء إشارة الى العوامة (حنفية التغذية) بالبدء في ملء الصندوق مرة أخرى.
هذا الاختراع
– تم تسجيله في أكاديمية البحث العلمي برقم محلي 1539/2009 وتم استخراج شهادتين مؤقتتين من المكتب الدولي لبراءات الاختراع ومكتب براءات الاختراع المصري.
– المشروع تستفيد منه الدول الفقيرة في المياه والتي تعتمد على مياه الأمطار أو تحلية مياه البحار.
– يتم استغلال تلك الماكينة في المصالح والهيئات الحكومية والمستشفيات والمدارس والجامعات والأماكن العامة والفنادق ويمكن تطبيق المشروع في المنازل.