كاميرا لتصوير ما وراء الحائط | شهد العالم العلمي والتقني مؤخرًا طفرة نوعية مع ابتكار كاميرا جديدة تعمل بتقنية الأشعة “T” أو تيراهيرتز (Terahertz)، وذلك على يد باحثين بوكالة الفضاء الأوروبية. هذه التقنية المبتكرة تمثل نقلة كبرى في عالم التصوير والمراقبة، إذ تمنح القدرة على رؤية ما وراء الحواجز مثل الجدران، الأوراق السميكة، وحتى الملابس، مع ضمان مستوى عالٍ من الأمان نظرًا لكونها أقل ضررًا من الأشعة السينية.
Table of Contents
ما هي أشعة التيراهيرتز؟
أشعة التيراهيرتز، المعروفة اختصارًا بـ أشعة T، هي موجات كهرومغناطيسية تقع بين نطاقي الميكروويف والأشعة تحت الحمراء. وتتميز هذه الموجات بقدرتها الفائقة على اختراق العديد من المواد غير المعدنية مثل الورق، البلاستيك، القماش، وبعض أنواع الجدران الرقيقة. الأمر اللافت أن هذه الأشعة غير مؤينة، أي أنها لا تسبب ضررًا مباشرًا للخلايا البشرية على عكس الأشعة السينية (X-ray)، مما يجعلها مثالية للاستخدام في التطبيقات الطبية والأمنية.
إمكانيات كاميرا لتصوير ما وراء الحائط
الكاميرا القائمة على هذه التقنية قادرة على:
-
تصوير اليد البشرية من وراء ورقة بسماكة تصل إلى 15 ملليمترًا.
-
رصد الأجسام المخفية مثل الأسلحة البيضاء أو النارية المخبأة تحت الملابس، مما يجعلها أداة مثالية في المطارات والمناطق الحساسة أمنيًا.
-
الكشف الطبي، مثل تصوير جرح أسفل ضمادة دون الحاجة إلى إزالتها، وهو ما يساهم في تقليل الألم لدى المريض وتوفير وقت الأطباء.
-
الاستخدامات الفضائية، مثل التقاط صور دقيقة لذيول المذنبات أو طبقات الغلاف الجوي للأجرام السماوية.
التطبيقات الأمنية
كاميرا لتصوير ما وراء الحائط | يعد الجانب الأمني من أبرز مجالات الاستفادة من هذه الكاميرا، حيث يمكن استخدامها في:
-
المطارات والمعابر الحدودية لاكتشاف المواد الخطيرة أو الممنوعة.
-
الملاعب والمسارح لضمان عدم دخول أي مواد قابلة للاشتعال أو متفجرات.
-
الشرطة وأجهزة الاستخبارات في مهمات المراقبة الدقيقة دون الحاجة لاقتحام المباني أو المخاطرة بحياة الأفراد.
التطبيقات الطبية
من أهم مميزات الكاميرا أنها قد تحدث ثورة في المجال الطبي، إذ يمكن استخدامها في:
-
تصوير الأنسجة البشرية غير الغازي (Non-invasive imaging).
-
متابعة تطورات الجروح أو الالتهابات دون الحاجة إلى التدخل الجراحي.
-
تشخيص بعض الأمراض الجلدية والالتهابات بشكل أسرع ودون آثار جانبية.
التطبيقات الفضائية والعلمية
اختراع كاميرا لتصوير ما وراء الحائط | وكالة الفضاء الأوروبية تخطط لاستخدام هذه التقنية في دراسة الأجرام السماوية، حيث يمكن لأشعة التيراهيرتز أن تكشف مكونات المذنبات والغبار الكوني. كذلك، يمكن الاعتماد عليها في أبحاث الفيزياء والمواد لمعرفة التركيب الداخلي للعينات دون تدميرها.
مقارنة مع تقنيات أخرى
إذا قارنا الكاميرا الجديدة مع الأشعة السينية، نجد أنها أكثر أمانًا وأقل ضررًا، لكنها توفر قدرة اختراق أقل في حالة المعادن السميكة. بينما تتفوق على تقنيات الموجات فوق الصوتية في قدرتها على تكوين صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة لما وراء الحواجز.
مستقبل الكاميرا بتقنية التيراهيرتز
المتخصصون يتوقعون أن تكون هذه الكاميرا أحد أهم الابتكارات خلال العقد القادم، حيث سيتم تطوير نسخ أصغر حجمًا وأكثر دقة منها، مما سيسهل دمجها في الهواتف الذكية أو أنظمة المراقبة المحمولة. كما أن تكلفتها ستنخفض مع الوقت، ما سيجعلها متاحة بشكل أوسع للاستخدامات المدنية والطبية.
خاتمة
إن اختراع كاميرا تعمل بأشعة التيراهيرتز ليس مجرد إنجاز تقني، بل هو قفزة نحو مستقبل جديد للتصوير والرؤية، حيث يمكن للإنسان أن يرى ما كان مخفيًا لقرون دون تعريض نفسه للخطر. ومع اتساع مجالات استخدامها من الطب إلى الأمن والفضاء، فإننا أمام بداية عصر جديد من التكنولوجيا البصرية، قد يغير جذريًا الطريقة التي ننظر بها إلى العالم من حولنا.










./2019-220x150.jpg)
