واحة العلوم والتكنولوجيا : افتتحت منتصف مارس 2009 في العاصمة القطرية الدوحة “واحة العلوم والتكنولوجيا”، التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والتي بلغت تكلفتها 300 مليون دولار على مساحة 45 ألف متر مربع.
وهذه الواحة هي “موطن الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا من كافة أقطار العالم، وحاضنة للشركات الناشئة، حيث توفر لها المواقع والخدمات وبرامج الدعم لمساعدتها على تطوير تقنياتها وتسويقها”، بحسب الموقع الرسمي للواحة على الإنترنت.
وجاء الافتتاح في حفل كبير تصدره أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وقرينته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، بحضور أكثر من 1200 شخصية من مختلف أنحاء العالم من تخصصات متنوعة، كالطاقة والبيئة والعلوم الصحية ومجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ومن أبرزهم السير ريتشارد برانسون مؤسس شركة فيرجن، وجيف أميلت الرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك، وليندا كوك المدير التنفيذي لشركة شل للطاقة، وستيفين إم كاسياني رئيس شركة اكسون موبيل ابستريم للبحوث، وسيمال جوبتا رئيس شركة تاتا الهندية، والسير مارتن إيفانز من جامعة كارديف الحائز على جائزة نوبل في الطب، والبروفيسور أيان ليسلي نائب مستشار البحوث في جامعة كامبردج.
وقال الدكتور محمد فتحي سعود رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع إن “واحة العلوم تربط بين البحث العلمي والاقتصاد والأعمال، وهي ساحة لتفاعل الأكاديميين من جانب.. وقطاع الصناعة والأعمال من جانب آخر، سواء في قطر أو خارجها”. وأضاف أن “شركاء الواحة الحاليين يمثلون مؤسسات عريقة تساهم في عملية التطوير الاقتصادي في قطر وفي المنطقة ككل”.
وأهم ما يميز واحة العلوم والتكنولوجيا هي علاقتها الوثيقة بالجامعات والمراكز التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، فضلا عن احتضانها لأكثر من 20 شركة ومؤسسة ومركز بحث عالميا؛ “الأمر الذي يدل على رؤية إستراتيجية أنشئت من أجلها مؤسسة قطر التي تحتضن الواحة”، بحسب د. سعود.
وأوضح أن “التطبيق والترويج التجاري للأبحاث في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر هو العنصر الرئيسي لالتزام مؤسسة قطر في خلق مجتمع ديناميكي ومتقدم”.
وعقدت قيادات واحة العلوم والتكنولوجيا مؤتمرا صحفيا عالميا أمس تحدثوا فيه عن رؤية الواحة في مجال البحث العلمي، التي تنصب على أربعة مجالات، هي” الطاقة والصحة والبيئة وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات” .
وقال الدكتور تيدو مايني رئيس مجلس إدارة الواحة: إن “الواحة تقوم على إستراتيجية شاملة تكمن فكرتها في إجراء الأبحاث في التقنيات والعلوم والطبية، كما أنها محفز على الابتكار والبحث العلمي” .
وأضاف أن “عملية تحويل البحث إلى تجربة ملموسة تحتاج في الجامعات إلى أعوام طويلة، أما في الواحة فالأمر مختلف؛ حيث يوجد بها حوالي 21 شركة ومركز بحث عالميا تعمل على الابتكار والبحث في مجالات الطاقة والصحة البيئة وتقنيات الاتصال والتكنولوجيا” .
وأضاف د. مايني أن “الواحة لا تركز حاليا على الأبحاث البعيدة المدى، بل تعمل على الأبحاث التي تلبي الاحتياجات الوطنية، وتساعد على ازدهار قطر في شتى المجالات، ليكون اقتصادها مبنيا على المعرفة”.
أما الدكتور إبراهيم الإبراهيم مستشار أمير قطر للشئون الاقتصادية، فتحدث عن “رؤية قطر الوطنية 2030″، التي تحدد مستقبل الدولة، وتقوم على أربع ركائز، هي: التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والتنمية البيئية، معربا عن أمله في أن تلعب الواحة دورا فعالا في جميع فعاليات هذه الرؤية.
وكان العمل في واحة العلوم والتكنولوجيا قد بدأ في عام 2004 لتعمل على تحويل اقتصاد قطر إلى اقتصاد قائم على المعرفة عبر استقطاب مراكز البحوث والتطوير الموجّهة للأغراض التجارية.
وتعتبر واحة العلوم والتكنولوجيا “منطقة علمية حرة” تستقطب بمميزاتها شركات التكنولوجيا العالمية، وتشجعها على العمل في قطر، وتضم حتى الآن 21 شركة ومؤسسة ومركز بحث عالميا تستثمر أكثر من 800 مليون دولار أمريكي لتطوير الأبحاث والابتكار في مجالات الطاقة والصحة والبيئة وتكنولوجيا الاتصالات.
بتصريف عن إسلام أون لاين