اكتشافات مرشحة للظهور : يمكن بسهولة الحديث عن أعظم الابتكارات والاكتشافات في التاريخ ولكن يصعب الحديث عما سيتم اكتشافه وابتكاره في العقود القليلة القادمة.. فمن السهولة مثلا تأليف كتاب عن تاريخ الطيران وظهور الكمبيوتر وكيف اكتشفت الشفرة الوراثية؛ ولكن يصعب التنبؤ بمستقبل الطيران وتطور الكمبيوتر وإمكانية التحكم بالشفرة الوراثية بحيث نتمكن مثلا من تحديد خصائص طفلنا القادم قبل ولادته!!
والحديث عما سيحدث في المستقبل يحتاج الى خبير متخصص في تاريخ العلوم والتكنولوجيا يتمتع بجانب ذلك بخيال خصب ومعرفة باتجاهات البحث السائدة هذه الأيام..
Table of Contents
من تحدث عن اكتشافات مرشحة للظهور
ويعد جون مادوكس أحد الرجال المؤهلين للحديث عن مستقبل العلوم وما تبقى ليكتشف في العقود القادمة؛ فقد تولى رئاسة مجلة نيتشر العلمية لمدة 23عاما وشارك في الإجابة عن كثير من الأسئلة التي وجهها القراء للمجلة. وحين استقال عام 1995سأله حفيده الصغير: “طالما عملت في المجلة كل هذه الفترة لماذا لا تحدثنا عما لم يكتشف بعد بدلا مما تم اكتشافه “.. وبفضل هذا السؤال “الوجيه” فكر في تأليف كتاب بعنوان ماذا تبقى ليكتشف أو What remains to be discovered.
تفاصيل الكتاب الذى يتكلم عن اكتشافات مرشحة للظهور
بالطبع يصعب تلخيص مواضيع الكتاب كاملة ولكن يمكن (من خلال الفهرس) اخذ فكرة سريعة عن الأفكار التي يتضمنها:
الفصل الأول
يتحدث عن (الفضاء والمادة) ويندرج تحت ثلاثة أبواب هي:
1- كيف بدأ الكون وكيف سينتهي!؟
2- وما الذي يؤدي للاختلافات الواسعة بين المواد (بمعنى ما الذي مثلا يجعل الخشب خشبا والحديد حديدا والبلاستيك بلاستيكا)
3- وهل سينجح العلماء في الوصول لنظرية شاملة توحد كل القوى (الكهربائية والنووية والجذبية.)!!؟
أما الفصل الثاني
فقد خصصه للحياة وتنوعها على الأرض وتم استعرض هذا الموضوع تحت أربعة أبواب رئيسية هي:
1- كيف ظهرت الحياة على الارض!
2- وفهم آلية الخلية وكيف تنطلق (منذ البداية) لتشكيل هذا العضو أو ذاك!!؟
3- وكيف تعمل المورثات (أو الجينات) ومدى الاستفادة من وضع خريطة لها!!
4- وكيف تنوعت شجرة الحياة وتشعبت الى هذا الحد الهائل!
أما الفصل الثالث
فيهتم بالجانب التقني وأتى تحت ثلاثة أبواب رئيسية هي:
1- هل سيتاح مستقبلا اختراع كمبيوترات قادر على التفكير بنفسها!؟
2- ومستقبل الرياضيات ومدى دقتها في استنباط العلاقات المجهولة!
3- وهل يستطيع الإنسان تلافي النتائج السلبية لتقدمه المستمر (كتلوث الأجواء واستنزاف الموارد)
أما الفصل الرابع
فيقدم تفسيرات ثورية محتملة لظواهر الكون الغامضة مثل:
1- ثقوب الكون السوداء وهل صحيح أنها بوابات لعوالم أخرى!!
2- وما هي حقيقة الأجرام التي تطلق كميات خرافية من الطاقة (وتدعى الكوازارات)؟
3- وكيف سينتهي الكون، وهل هناك ما يفوق سرعة الضوء؟
4- وما الذي يسبب البقع الشمسية ودوراتها المنتظمة!!
أما الفصل الأخير
فخصصه المؤلف للحديث عن رؤيته للمستقبل ورأيه في النتائج المتوقعة لجهود البحث الجارية حاليا (كاستنساخ البشر ومستعمرات الفضاء ومحاولة الاتصال بالكواكب الأخرى)!
وكما قلت في بداية المقال تروقني كثيرا فكرة الحديث عما سيحدث أكثر مما حدث في الماضي.. ولو كنت صاحب دار نشر لفكرت جديا بإصدار سلسلة كتب تستشف مستقبل السياسة والمجتمع والاقتصاد والتكنولوجيا انطلاقا مما نراه ونعرفه في أيامنا هذه .