المجلةابتكارات جديدهبنك المعلومات

برنامج للوقاية من إصابات العمود الفقري في الحوادث المرورية

ابتكر باحث سعودي برنامجا حاسوبيا معقدا ثلاثي الأبعاد يقوم بمحاكاة حركة السائق والعمود الفقري داخل المركبة أثناء لحظة الاصطدام في الحوادث المرورية وذلك بهدف الوقاية من إصابات العمود الفقري يتميز البرنامج وفقا للمهندس نايف الشمري بالقدرة الفائقة على محاكاة السلوك الفعلي لحركة جسم الإنسان والاستجابة أثناء الاصطدام بشكل دقيق خلال جزء من الثانية يشابه لما يحدث حقيقة في مثل هذا النوع من الإصابات خلال الحوادث المرورية المختلفة.

ويمكن باستخدام هذا البرنامج في حساب السرعة والتسارع والإزاحة والقوى لكل جزء من الجسم بما فيه فقرات العمود الفقري بشكل موسع عند سرعات مختلفة وحدود عالية مثل سرعة 160 كم/س، وتقدير المخاطر ودرجة الإصابة التي تلحق الإنسان ومدى فعالية وسائل السلامة داخل المركبة مثل حزام الأمان والمقعد، والوسائد الهوائية وغيرها.

ويساهم هذا البرنامج في التعرف بشكل دقيق على أسباب حدوث إصابات العمود الفقري وتحليل العوامل المساهمة في ذلك وبالتالي تحسين وسائل السلامة داخل السيارة وتقليل مخاطر الإصابة بالعمود الفقري والإعاقة كما سوف يساعد الأطباء على تحسين الخلفية المعرفية للناحية الميكانيكية التي تحدث بها إصابات العمود الفقري وبالتالي تقديم طرق علاجية سريرية جديدة والطرق الاسعافية الصحيحة التي يتم بها إسعاف مصابي العمود الفقري.

وكان الباحث بذل جهدا في سبيل الحصول على الخصائص الميكانيكية المطلوبة لجسم الإنسان والمركبة من خلال مراجعة أكثر 1200 دراسة ومرجع متخصص في هذا المجال وزيارة المراكز العالمية المتخصصة، وقد تمكن من الحصول على قياس للخصائص الميكانيكية لجسم الإنسان البالغ الذي يزن 75 وزنه كجم (الإنسان المثالي) من خلال التجارب المخبرية التي أجريت على الموتى في بعض المراكز العلمية المتقدمة في العالم، إضافة إلى تحديد مواصفات المركبة المثالية ووزنها 800 كجم بالرجوع إلى مصنعي السيارات في العالم.

وفي هذا السياق قام الباحث الشمري بدراسة تكاليف علاج مصابي الحبل الشوكي نتيجة الحوادث المرورية، وأكدت الدراسة أن المملكة بحاجة إلى 25 مليارا لعلاج 50 ألف مصاب، وذكرت الدراسة ان 73% من المشلولين في أطرافهم السفلية نتيجة لحوادث السيارات، وهذا ما يعزز من أهمية اختراع الشمري.

أوضح الشمري في دراسته أيضا أن التقديرات تؤكد حدوث خسائر ما بين 7- 41 مليار ريال سنويا بسبب الحوادث، وهو ما يشكل خسارة في إجمالي الناتج الوطني تتراوح من 2.2% ـ 9.1% ويبلغ المتوسط لهذه التقديرات 21 مليار ريال أو 4.7% من الناتج الوطني.

ومن المتوقع أن ترتفع الخسائر الاقتصادية لحوادث المرور في المملكة لتصل إلى 55 مليار ريال على أقل تقدير في عام 2020م. وستحتاج المملكة إلى علاج حوالي 50 ألف مصاب بالحبل الشوكي جراء حوادث المرور، تبلغ تكلفة علاجهم وتأهيلهم حوالي 25 مليارا كحد أدنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى