المجلةبنك المعلومات

الاستثمار في الأفكار طريقنا نحو المستقبل

الاستثمار في الأفكار : دخل العالم في السنوات الأخيرة عصر الاقتصاد الرقمي القائم على التقنيات الحديثة والأفكار المبتكرة ولم يعد أمام الشعوب العربية من سبيل سوى الاتجاه نحو تفعيل المنظومة العلمية وتنشيط المؤسسات البحثية وتنمية الإنسان العربي من اجل اللحاق بركب هذا الاقتصاد الجديد وخلق أجيال جديدة قادرة على التعامل مع آلياته مستوعبة مفاهيمه واتجاهاته.

وإذا كانت بعض الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج  قد اتجهت مؤخرا إلي تفعيل منظومة البحث العلمي والاهتمام بالمواهب ودعم الابتكار في كافة المجالات فان عليها الآن الاتجاه نحو تفعيل الاستثمار في هذا المجال مستغلة في ذلك رؤوس الأموال الهائلة التي تمتلكها والتي –للأسف- يعمل معظمها في الخارج ومستعينة في ذلك بالعقول العربية المبدعة التي تمتلك ثروة هائلة من الأفكار الجديدة التي لو تم تطبيقها سيتغير عالمنا العربي إلي الأفضل بكل تأكيد.

إن الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن وتداعياتها المحتملة هي بمثابة جرس الإنذار الذي يجب أن يحذرنا من استمرار بقاء رؤوس الأموال العربية بالخارج ويدفعنا إلي التفكير الجدي من اجل استعادة تلك الأموال واستثمارها في الداخل على أن يكون مجال هذا الاستثمار هو الأفكار الجديدة التي تقدم حلولا تنموية وبيئية تعالج الخلل الاقتصادي والبيئي الذي تعاني منه الدول العربية بالإضافة إلي المساعدة في خلق مصادر أخرى للدخل خاصة في دول الخليج العربي التي تسعى حثيثا إلي تقليل اعتمادها على البترول وفتح مجالات اقتصادية بديلة.

ولقد أسعدني كثيرا ما تتناقله وسائل الإعلام المختلفة في أخبارها وتقاريرها عن المؤسسات والمؤتمرات والمعارض العلمية والنشاطات المختلفة التي تشهدها بعض الدول الخليجية في مجال دعم المواهب والإبداع والابتكار والتي يقف ورائها جهد مشكور من قبل أولي الأمر والعلماء والمثقفين الخليجيين كما أسعدني الأسماء الكثيرة من العقول المبدعة التي نقرا عن نجاحاتها وإنتاجها في كافة الميادين الأمر الذي يؤكد أن بيئتنا العربية ما زالت حبلى بالعديد والعديد من العقول المبدعة التي يجب احتضانها وتشجيعها على المزيد.

وكما أن العلم يحصل عليه الفرد من الدراسة خطوة خطوة, وأن البناء يرتفع من خلال وضع حجر على حجر, كذلك النجاحات الكبرى هي نتاج خطوات صغيرة, تتجمع بمرور الزمن فتصبح نجاحات كبرى فعلينا البدء بتلك الخطوات الصغيرة حتى نحقق النجاح الأكبر في عصر لا مكان فيه للفاشل والمتأخر.

ولا سبيل إلي ذلك إلا من خلال دعم ميزانيات البحث العلمي في كافة أرجاء الوطن العربي والاهتمام بالتعليم الفني والكليات العلمية وخلق بيئة استثمارية جديدة تتناسب مع التغيرات والتحولات التي يشهدها الاقتصاد في الوقت الراهن وسن قوانين مشجعة على الابتكار كقوانين حماية الملكية الفكرية وغيرها والتواصل مع علماء الأمة في الخارج والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم وتطبيق أفكارهم خاصة في المشروعات التي تتناسب مع البيئة العربية وتخدم احتياجاتنا التنموية وتعالج مشكلاتنا المختلفة.

وأخيرا أتمنى أن تكون تلك الخطوات التي نسمع عنها اليوم بمثابة الحجر الذي يحرك المياه الراكدة والرياح التي تدفع شراع سفينتنا إلي الأمام حتى نؤسس لعصر جديد قائم على العلم والفكر الخلاق والعقول المبدعة واستثمار يعلي من قيمة الفكرة ويسخر لها كافة الإمكانيات لكي تنمو وتنتج لنا وللأجيال القادمة إن شاء الله.

عاطف مظهر
01005772608
atefmazhar@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى