Table of Contents
متطوع يعاني شللاً جزئياً يخوض التجربة مع 3 طائرات بدون طيار
ووفقاً لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة، حدثت تجارب الطائرة من دون طيار المُتحكَّم فيها عن طريق العقل البشري في مدينة بيتسبرغ الأميركية في الفترة بين يونيو/حزيران 2016 ويناير/كانون الثاني 2017.
وقال تيم كيلبرايد، المتحدث باسم وكالة الأبحاث الأميركية، لموقع The Daily Beast إنَّه «باستخدام واجهة عصبية ثنائية الاتجاه، تمكَّن متطوع يُدعى ناثان كوبلاند من توجيه طائرةٍ رئيسية وفي الوقت ذاته الحفاظ على تشكيل طائرتي دعم بدون طيار في نظام محاكاة الطيران».
لم يكن كوبلاند الخاضع للاختبار، الذي يعاني من شللٍ جزئي، يقود في الواقع طائرةً حقيقية باستخدام أفكاره، بل قام بتوصيل أفكاره عبر زرع جهازٍ طبي مُثبَّت في جمجمته يستخدم التخطيط الكهربائي للدماغ، وهي نفس الطريقة التي يستخدمها الأطباء لتشخيص مرض الصرع، للتواصل مع محاكاةٍ حاسوبية لطائرة بدون طيار تسلك مساراً مليئاً بالعوائق بصحبة طائرتين أخريين بدون طيار.
وأضاف كيلبرايد في رسالةٍ عبر البريد الإلكتروني: «كانت مهمة ناثان هي التحكم عمودياً وأفقياً في طيران الطائرة الرئيسية عبر سلسلةٍ من الإطارات الموضوعة وسط الشاشة، مع الحفاظ على المسار الأفقي لطائرتي الدعم، وهما تطيران عبر الإطارات الخاصة بهما الموجودة في مواقع متغيرة أعلى الشاشة».
التحكم العقلي أصبح ممكناً بالفعل لكن مازال الأمر في بدايته بالنسبة لتوجيه طائرات متعددة
تلك التكنولوجيا واعدة، ويمكن أن تقود في يومٍ من الأيام إلى واجهة بينية مباشرة بين المشغلين البشريين والروبوتات، والتحكم العقلي في طائرات بدون طيار.
لكن هناك حدود لهذا التطور في مجال الطائرات بدون طيار.
فعلى الرغم من أنَّ آلية التحكم في طائرةٍ واحدة بدون طيار أصبحت ممكنة اليوم.
لكن ما تزال تقنية التحكم مباشرةً في العديد من الطائرات بدون طيار (أكثر من طائرة) بصورة أكثر دقة وباتصال كامل ثنائي الاتجاه بعيدةً عن متناول التكنولوجيا الحالية.
فمتطوع يعاني شللاً رباعياً قاد طائرة إف 35 الأسطورية وطالبة فازت بالمركز الأول
بدأ تطوير طائرات بدون طيار يُتحكَّم فيها بالتفكير منذ سنوات. وفي فبراير/شباط 2015، أعلنت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة أنَّ متطوعاً يُدعى جان شورمان، يعاني من شللٍ رباعي، نجح في توجيه طائرة مقاتلة طراز إف 35 باستخدام أفكاره فقط خلال محاكاة طيران.
وفي شهر أبريل/نيسان عام 2016 بجامعة فلوريدا، ارتدى 16 شخصاً سماعات الرأس المخصصة لتسجيل وقراءة التخطيط الكهربائي للدماغ، واستخدموا موجاتهم الدماغية لتوجيه طائرات بدون طيار على طول مسارٍ داخلي يبلغ 10 ياردات. وحققت آمبر هوثورن، الطالبة بالسنة الجامعية الثانية في تخصص الهندسة الكهربائية،المركز الأول في هذا السباق.
الفكرة أن الجهاز يحول أفكار المسيّر إلى أوامر توجّه للطائرة
الجهاز المزروع في دماغ كوبلاند كان يتضمن كوداً يمكنه تطوير أفكارٍ محددة، مثل «انعطف يساراً»، إلى رمزٍ يمكن للطائرة فهمه.
وقال كريس كروفورد، المُطوِّر الرئيسي لحدث جامعة فلوريدا، للإذاعة المحلية العامة: «تساعد عملية التدريب هذه الكمبيوتر على اكتشاف أنماط الدماغ التي تتوافق مع الأوامر المعرفية المحددة».
ويضيف: «في نظامنا، نحن نُدرَّب في حالة من الحيادية، حيثُ المستخدمون مسترخون وهادئون، وأيضاً في حالة الضغط. نتخيل مثلاً دفع شيءٍ إلى الأمام».
والآن باتت الطائرة قادرة على الرد على الإنسان، إذ قد تقترح عليه الانحراف يميناً
ذهبت تجارب وكالة الأبحاث الدفاعية الأميركية في مدينة بيتسبيرغ بتلك التقنية إلى خطوةً أبعد من ذلك، إذ لم تستقبل الطائرات بدون طيار الإشارات المرسلة من كوبلاند فحسب، بل استجابت الطائرات بإعادة إرسال إشارات.
وقال جاستن سانشيز، مدير مكتب التكنولوجيات البيولوجية التابع لوكالة الأبحاث الدفاعية الأميركية، في حدث الذكرى الستين لتأسيس الوكالة في ولاية ماريلاند في أوائل سبتمبر/أيلول: «يُمكن استلام الإشارات من طائرات بدون طيار وإيصالها مباشرةً إلى دماغ المستخدم حتى يتمكن من معرفة البيئة المحيطة بالطائرة».
وتستطيع الطائرات بدون طيار فحص بيئتها، والكشف عن وجود عقبة تعترض طريقها، ثم ارسال إشارة مرة أخرى إلى المشغل لتلقي التوصية الخاصة بها. على سبيل المثال، «يجب أن أذهب يميناً».
ووصل الأمر إلى أن عقله أصبح يشعر بالمشاهد المحيطة بالطائرة
وقال كيلبرايد إنَّه في مرحلة منفصلة من تجربة وكالة الأبحاث الدفاعية الأميركية، تلقَّى الشخص الخاضع للاختبار الذي استخدم جهازاً مزروعاً مثل كوبلاند هذا النوع من الإشارات الاتجاهية القادمة من الطائرة. وترجم الجهاز توصية الطائرة بدون طيار إلى «إدراكٍ حسّي».
بعبارةٍ أخرى، شعر الشخص الخاضع للاختبار بما رأته الطائرة بدون طيار في نفس الوقت الذي استجابت فيه الطائرة لأوامر الشخص المعني. ودفع الإدراك الحسّي الشخص الخاضع للاختبار في تلك التجربة المنفصلة لتوجيه الطائرة بدون طيار يساراً أو يميناً لإبقائها في مسارها. وقال سانشيز: «لقد استغرق الأمر عدة سنوات لتجربة واكتشاف ذلك».
ومن جانبه، أوضح خوان غيلبرت، الأستاذ بجامعة فلوريدا الذي أشرف على سباق طائرات بدون طيار المُتحكم فيها بواسطة تفكير العقل البشري عام 2016، لموقع The Daily Beast أنَّ هناك حدوداً واضحة لهذه التكنولوجيا، إذ يستطيع المستخدم بواسطة تكنولوجيا اليوم التواصل مع طائرة بدون طيار واحدة فقط.
وأضاف غيلبرت: «لستُ على علم بأي تطوراتٍ جديدة تسمح لشخص واحد بالتحكم في عدة طائرات بدون طيار في نفس الوقت».
ولكن لم يتم إرسال فيديو بعد إلى دماغ المستخدم
يقتصر الاتصال في كلا الاتجاهين على الأوامر الاتجاهية المبهمة مثل «الذهاب يساراً أو الذهاب يميناً».
لكنَّ تلك التكنولوجيا غير جاهزة بشكل كامل لإرسال بث فيديو للطائرة مباشرةً إلى دماغ المستخدم على سبيل المثال.
وقال دانيال بالانكير، خبير الأطراف الصناعية بجامعة ستانفورد، للموقع الأميركي: «تطوير واجهة بينية كهروعصبية عالية الدقة مُزَوَّدة بقدرات قراءة وكتابة في تقنية ثلاثية الأبعاد هو أمر بعيد المدى للغاية».
وقال غيلبرت: «لا أعرف أي تقنية موجودة يمكنها وضع الصور في دماغك».
ويبدو أن هذا هو المستقبل للطيران وغيره
وأوضح بالانكير إذا أصبحت هذه تلك التكنولوجيا جاهزة في أي وقت لتنفيذ واجهةٍ بينية عالية الدقة بين الإنسان والآلة، ستأتي على الأرجح بتكلفةٍ عالية للمستخدم البشري.
وقال: «إنَّ هذا النوع من الأجهزة المزروعة من المحتمل أن يكون قابلاً للانتشار بشكلٍ جائر» .
لكن إذا نجح ذلك على نحوٍ موثوق، يمكن أن تكون لتلك الواجهة البينية بين عقل المُشغِّل والطائرة تداعياتٌ عميقة.
إذ قال كريستوفر جاكوبسون، الذي حضر سباق طائرات بدون طيار بجامعة فلوريدا، للإذاعة العامة: «هذا هو المستقبل. أومن بأنَّنا سنتمكن من التحكم قريباً في العديد من الأشياء باستخدام هذه الأجهزة».