ولد البروفسور إلياس زرهوني في 12 أبريل 1951 بندرومة في الجزائر. وكان مدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (2002/2008). ويشغل حاليًا منصب مستشار خاص للوكالة الوطنية للأمن الصحي المستحدثة مؤخرًا، وهو شخصية علمية مرموقة تخصص في التصوير الطبي لتشخيص الأمراض.
Table of Contents
إلياس زرهوني والسفر لأمريكا
كان عمر إلياس زرهوني، الطبيب الجزائري، 24 عاماً عندما سافر لأمريكا من أجل الحصول على درجة الدكتوراة في التصوير الطبي، حينذاك، لم يكن التصوير الإشعاعي مشهوراً عند الأطباء للتشخيص في ذلك الوقت، وكان تشخيص السرطان في ذلك الأثناء يحدث بشق المريض، فلابد من الجراحة لمعرفة ما إن كان هذا سرطاناً أم لا.
علم الزرهوني أن الكالسيوم في أنسجة السرطان أقل من الأنسجة السليمة، فخطرت في باله فكرة عرضها على رئيسه، حين اقترح عليه استخدام “السكانر الإشعاعي” في تحديد الكالسيوم، وبالتالي التفريق بين مرضى السرطان والأصحاء دون الحاجة إلى جراحة، وهذا الكشف غير وجه التشخيص الطبي آنذاك، لينصحه رئيسه بأن يسجل براءة اختراعه، وهكذا أصبح التشخيص باستخدام الماسحات الضوئية، ولم يعد هناك حاجة للجراحة.
الزرهوني واستخدم الصور الإشعاعية
الدكتور الزرهوني كان أول من استخدم الصور الإشعاعية في تشخيص مرض ترقق العظام الشائع بين النساء، كما ساهم في تحويل صور السكانر العادي إلى صور عالية الدقة، واستخدمه في تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق تصوير إشعاعي خاص يمكن الطبيب من رؤية الجدران الداخلية للشرايين والأوردة دون حاجة لتدخل جراحي، أنجز زرهوني في تلك الفترة 157 ورقة بحث معتمدة، ونال ثماني براءات اختراع عن مكتشفاته في التصوير الإشعاعي، ومُنح الميدالية الذهبية للعلوم في أمريكا.
في عام 2002، اختار الرئيس الأمريكي آنذاك بوش، الزرهوني من بين ثلاثة أسماء ليتقلد منصب مدير المعاهد الصحية القومية الأمريكية، وهي المؤسسة الطبية الأولى في أمريكا، ليكون الزرهوني أول عربي يصل إلى هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يعمل بهذه المعاهد أكثر من 10 آلاف موظف وباحث، وموازنتها تعادل 27 ملياراً و200 مليون دولار، وقد جاء الزرهوني لينجح في إدارة مرحلة صعبة، ويعد أهم ما أنجزه من وجهة نظر المجتمع العلمي الأمريكي هو أنه أعاد إليه شبابه بتمكينه للعلماء الصغار أن يزدهروا.
كانت هناك فترة صمم فيها الزرهوني على العودة إلى بلده مهما كان المغريات، لكنه وجد أن الدولة هناك لا ترحب به، رافضة منحه أي أدوات ليطور بلاده، فعاد إلى أمريكا، وقال إن الوطن العربي “طارد للأدمغة”، وأن هناك استهانة بدور العلم في العالم العربي، وقد شعر بالأسف عندما زار المعاهد الصحية الأمريكية لأول مرة، فقد جعلوه يزور مكتبتهم التي وجد فيها كتب الرازي، وتساءل حينذاك: “كيف فقدنا هذه المعرفة؟ كيف فقدنا القدرة على أن نكون ذواتنا؟”.
زرهوني.. وهجرة العقول العربية
يرى زرهوني أن مسألة هجرة العقول العربية للغرب تعد عن ظاهرة طاردة لها (مثل المجتمعات العربية) وأُخرى جاذبة لها (الغرب، وخصوصاً أمريكا). ويُشدد على أن العلم شامل وعالمي، ويشكل الانفتاح على الآخر والتبادل معه حجر الزاوية في تقدمه. وأثناء جولته الأخيرة في دول المغرب العربي، لاحظ وجود كفاءات متحفزة في الجزائر والمغرب، وميل إلى الاستمرارية في الخطط في تونس.
وينبّه إلى أن إحدى المشاكل الأساسية أمام البحث العلمي عربياً تتمثل في ميل المجتمعات العربية إلى الانطواء. ولذا، يرى ان عليها مدّ الجسور في الاتجاهين، لضمان تواصلها مع مسار العلم عالمياً. ويشدّد زرهوني على أن الحدود الوحيدة التي يمكن أن تعترض البحّاثة في العالم العربي، وخصوصاً في مغربه، هي تلك التي يضعونها لأنفسهم بأنفسهم.
حصل زرهوني على وسام فارس “جوقة الشرف الفرنسي” سنة 2008 وهو أعلى وسام في الدولة الفرنسية.