أكدت دراسة حديثة أجريت في “المركز القومي للبحوث” بالقاهرة، أن تناول الزبادي يساعد على التخلص من مشكلة تراكم الدهون في منطقة البطن، أو ما يعرف بـ “الكرش” الذي يعانى منه أكثر من 60% من سكان الدول العربية.
وأظهرت الدراسة التي أجراها الدكتور “حامد عبد الله” الباحث بالمركز، والتي أجريت على عينة مكونة من 400 فرد، أن تناول الزبادي في إطار نظام غذائي يعتمد على التقليل من النشويات والسكريات والدهون، يساعد على فقدان أكثر من 80% من الدهون الموجودة في منطقة البطن، و22% من إجمالي الوزن خلال 12 أسبوعا.
ويشير الدكتور “بهاء الدين ناجى” – أستاذ التغذية وعلاج السمنة – إلى أن الزبادي يحتوي على العديد من الفوائد الصحية، حيث أنه يساعد على حرق الدهون في الجسم، ما يجعل الجسم يفقد الدهون الزائدة ويساعد على تقوية العضلات، كما أنه يحتوى على بكتيريا نافعة تساعد في الهضم والتخلص من الانتفاخ، وتعمل على تطهير المعدة من الفضلات وتقضى على البكتيريا الموجودة في الحلق التى تسبب رائحة الفم الكريهة، ولهذا يفضل تناول الزبادي قبل النوم.
ويعد تجمع الدهون في منطقة البطن من أخطر أنواع زيادة الوزن، لأنها تؤثر على الشكل الجمالي للنساء بشكل خاص، فضلاً عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، وينصح أطباء التغذية بتناول الزبادي الغني بالكالسيوم الذي يساعد على تحفيز الجسم لحرق مزيد من الدهون وعدم تكون كميات جديدة منه، في حين أن الغذاء قليل الكالسيوم يزيد من إنتاج أنزيمات منتجة للدهون.
تؤكد الدراسات فاعلية الزبادي في تقليل الإصابة بسرطان القولون، لقدرته على زيادة نشاط الجهاز المناعي، فضلا عن خفض نسبة “الكوليسترول” في الدم، كما تعمل مكونات الزبادي على مقاومة الالتهابات الطفيلية.
وكشفت دراسة يابانية عن نوع من بروتين اللبن الزبادي يستطيع خفض ضغط الدم، وقد أنتجت اليابان مركباً علاجياً يحتوي على هذا البروتين أثبت فاعليته في هذا المجال، فضلا عما يوفره الزبادي للجسم من فيتامينات ضرورية للحياة مثل فيتامينات “ب1، ب2، ب3، ب5، ب6، ب12، أ، ك”.
وتتركز فائدة الزبادي في مادة “اللاكتوز باشيلس”، وهي ميكروب ميكروسكوبي الحجم يهاجم الكائنات غير المرغوب فيها، عن طريق تكوين بيئة حمضية مضادة لها، وهي تطهر الأمعاء وتقضي على 85% من الجراثيم الضارة بها، حيث يعيد الزبادي تخزين “اللاكتوز باشيلس” في الأمعاء، في الوقت الذي تكون فيه الكائنات أو الميكروبات الأصلية في المنطقة قد تحطمت.
ويعد اللبن الزبادي من الأطعمة سهلة الهضم، فهو أسهل في الهضم من اللبن الحليب، فالتفاعلات التي تحدث أثناء التخمر تؤثر على السكر الموجود في اللبن والبروتين الموجود فيه، بحيث يصير الناتج الجديد أكثر سهولة في الهضم من اللبن نفسه، كما أن التفاعلات البكتيرية التي تحدث في السكر تمثل علاجًا سريعًا للذين يعانون من تقلصات المعدة أو إسهال نتيجة شرب اللبن.
ويحتوي اللبن الزبادي على قيمة غذائية عالية؛ لأن عملية الاختمار لا تُفقد اللبن سوى كمية ضئيلة من المواد السكرية الموجودة به، ويرى أطباء التغذية أن اللبن الزبادي من أنسب الأطعمة للمسنين، حيث يساعد النساء اللاتي تجاوزن سن 45 عامًا، واللاتي يعانين من ضعف العظام، وسقوط الأسنان، وهو لا يعتبر ذا فائدة غذائية عظيمة فقط، بل يمكن اعتباره ذا فائدة علاجية لكثير من الأمراض والعلل، وكذلك فإنه ذو قيمة وقائية؛ لأنه يزيد المناعة وقدرة التحمل، ويعمل على تقوية الجهاز الهضمي والدورة الدموية.
ويربط الباحثون بين اللبن الزبادي وتأخير ظهور أعراض الشيخوخة لمن يتناولونه بصفة مستمرة، وذلك عن طريق زيادة مقاومة الجسم والوقاية من الإصابة بالحُميات والأمراض المعدية وإبادة الميكروبات الضارة بالقناة الهضمية، وذلك بإضافة خط دفاعي قوي يؤدي إلى وقف عملية ترسيب الكوليسترول على جدران الشرايين وخاصة التي تغذي القلب والمخ.
ويقول العالم الروسي “إكي بينشكوف” الحائز على جائزة “نوبل” في أحد مؤلفاته الطبية، إن الذين يعيشون فوق المائة عام هم من أكلة الزبادي الذي يساعد على التخلص من دهنيات الدم المؤذية، وأهمها الكولسترول، وهو ما يؤدي إلى عدم ترسيبها على جدران الشرايين، والزبادي مهدئ للأعصاب ويخلص الإنسان من الأرق والمغص ويطهر الأمعاء، كما أنه قادر على إبادة البكتريا المسببة للأمراض.
خلصت دراسة حديثة أشرف عليها الطبيب “مايكل زيميل” أستاذ التغذية في جامعة “تينيسي” الأمريكية، إلى أن مجموعة الأفراد الذين تناولوا الزبادي الخالي من الدسم فقدوا الكثير من أوزانهم وبعض الدهون المرتكزة في منطقة البطن أو ما يسمى بـ “الكرش”، بصورة تتجاوز أولئك الذين اتبعوا حمية قليلة السعرات فقط، وذلك خلال 12 أسبوعا.
وتؤكد الدراسات العلمية أن اللبن الرائب يساهم في التجدد الدائم والحيوية الثابتة وجمال المظهر وسلامة الأجهزة من الأمراض، حيث يحتوي على معظم الفيتامينات المهمة والمادة الدهنية فيه سهلة الهضم.
وقد عرف العرب اللبن الرائب بعدة أسماء مثل اللبن الزبادي أو الحاذر أو الحامض والخبيط، وورد ذكره في أسفار العرب وفي أحاديثهم، والأسماء التي وردت في لغتهم له أكبر دليل على معرفتهم به، وتحدث الأطباء العرب عن فوائده العلاجية والغذائية، ومما قالوا فيه: “إن اللبن الرائب ليس فيه من الحدة التي كانت في الحليب، ولذا فإنه ينفع المعدة الملتهبة لأنه أبرد، بينما يضر المعدة الباردة”.
وهو أيضاً يقوي المعدة ويقطع الاسهال، ويخصب البدن ويفتح الشهية ويسكن الحرارة، وهو جيد لمعالجة القلاع عند خلطه بالعسل ويدهن به الفم للصغار.. وفي الأبدان الحارة المزاج يزيد من الرغبة الجنسية،
وبينت الدراسات والأبحاث التي أجريت على اللبن الرائب أهميته العلاجية، حيث وُجد أنه يتلف جراثيم العصبات القولونية في المعدة الأمعاء، كما يفيد في حالات التهاب الكبد والكلى وضعفها وأيضاً تخمرات المعدة حيث أنه طارد للغازات، كما يدر البول ويكافح الحصى في المثانة والكلى ويُذيب الرمال.
وللبن الرائب أيضاً فوائد مهمة في عمل أجهزة الهضم وفي حالات تصلب الشرايين والوهن، وهو يلعب دوراً عظيماً في تهدئة الأعصاب ومحاربة الأرق كما يجمل الوجه ويطري الجلد.
ووفق الأبحاث فإن اللبن الرائب يحتوي على : 82% ماء – ,68% سكر اللبن اللاكتوز – 6% دهون – ,45% بروتين – ,048% من حامض اللبن – 06% من الأملاح المعدنية، كما يحتوي على فيتامينات أ، ب، ج، د.
ويحتوي اللبن الرائب أيضا على قيم غذائية عالية، فهو يحمل في تركيبه أغلب المعادن اللازمة للجسم، كما أن المواد البروتينية التي تدخل في تكوينه ذات القيمة الحيوية العالية، والمادة الدهنية فيه سهلة الهضم، كما يضم اللبن الرائب معظم الفيتامينات المعروفة القيمة الحيوية والضرورية للجسم فهو غني بفيتامين “أ” ومجموعة فيتامين “ب” المركب، ونسبة ليست كبيرة من فيتامين “ج” ، كما أنه ذات قيمة سعرية حرارية لا بأس بها.
وبمقارنة اللبن الرائب طبياً بالحليب، نجد أن الأول يمتاز باحتوائه على حامض اللبن وهذا يساعد على قتل ما فيه من جراثيم، ولذا فإنه ذا فائدة عظيمة في القضاء على الغازات السامة بالجسم، ولأن الجراثيم الضارة لا تستطيع البقاء في حامض اللبن.
واللبن الرائب يساعد في تخفيف الوزن ولهذا يدخل في أنظمة النحافة فهو يحتوي على نسبة بسيطة من السعرات الحرارية، ومن ناحية أخرى يحتوي على نسبة البروتين العالية التي تحفظ عضلات الجسم والوجه قوية.
ونظراً لأهمية فيتامين “ب” والموجود في اللبن الرائب للشعر والبشرة والعينين، فإنه يعتبر “عامل الجمال والحيوية”،كما يساعد على مقاومة الجوع بين الوجبات، وينصح خبراء التغذية باعطاء اللبن الرائب إلى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الأمعاء وعسر الهضم والإمساك والإسهال والتهابات المعدة والامعاء
ويفيد اللبن الرائب أيضاً المصابين بضعف الأعصاب والأرق، ولمّا كان لهذا اللبن من الأهمية والقيمة الغذاذية العالية، فإنه يُعطى للأطفال الصغار من عمر عشرة أشهر، وأيضاً الذين يعانون من الحساسية للحليب.
يحتوى الزبادي على بكتيريا تسمي “لاكتوباسيلس أسيدوفيلس” وهي التي تؤدي إلى تخمر اللبن، وتحتوي على أنزيم “اللاكتيز” الهاضم لسكر اللاكتوز الموجود في اللبن، وهذا الأنزيم يفقده 85 % من البشر الناضجين، ونقصه يُعزى إلى صعوبة هضم اللبن وتسببه في اضطرابات الأمعاء وسوء الهضم والانتفاخ.
وتشير الأبحاث ِإلى أن هذه البكتريا المفيدة تساعد على هضم سكر اللاكتوز، ما يخلص اللبن من واحد من أهم صعوبات هضمه وامتصاصه، كما أن هذه البكتيريا مفيدة للأمعاء من حيث تثبيطها لميكروبات الأمعاء المسببة للأمراض، ومنها الميكروبات العنقودية والسالمونيلا وغيرها.
وأظهرت دراسات أجريت على حيوانات التجارب أن البكتيريا المفيدة الموجودة في الزبادي لها قدرة على تثبيط تكون الأورام، وبعض الإنزيمات الضارة التي تنتجها الميكروبات المرضية، والتي يمكن أن تزيد من تأثير المواد المسببة للسرطان، وهكذا فانها تقلل من مخاطر الاصابة بسرطان الأمعاء .
وأثبتت البحوث العلمية أن ميكروبات الزبادي المفيدة يمكن أن تقلل من الأعراض الجانبية لتعاطي المضادات الحيوية، مثل الإسهال والالتهابات الطفيلية نتيجة تدمير طبقة البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وأن البكتيريا المفيدة في الزبادي يمكنها تجديد طبقة البكتيريا المفيدة في الأمعاء بسرعة .
ووفق التجارب التي أجريت على الحيوانات، فإن بكتيريا الزبادي يمكن أن تقلل من مستويات الكوليسترول في الدم، ولكن التجارب على البشر مازالت مستمرة لاثبات نفس التأثير على الإنسان، وقد أثبتت التجارب المعملية أيضا أن البكتيريا المفيدة في الزبادي تؤدي إلى زيادة نشاط الجهاز المناعي، عن طريق زيادة الخلايا المسؤولة عن تكسير الجزيئات الخاملة في الجسم.
ويرى الباحثون أن الغذاء قليل الكالسيوم يزيد من انتاج انزيمات منتجة للدهون، ويقلل من نشاط الإنزيمات التي تكسر الدهون، والنتيجة خلايا دهنية أكبر وأكثر دهونا، ولذلك ينصح الخبراء بتناول الزبادي خالي الدسم والغني بالكالسيوم ،والذي يحتوي على 100 سعر حراري فقط في الكوب المحتوي على 180 غراما ثلاث مرات يوميا، حيث تؤكد الدراسات أن الزبادي الغني بالكالسيوم يحافظ على كثافة العظام والكتلة العضلية ويزيد من فقد الدهون، كما أن هذا المعدل من تناول الزبادي يوميا يقلل من خطر الاصابة بسرطان القولون.