شخصيات دينيةمبدعوننابغون

الطفل المصري عبد الفتاح محمد الأورش.. معجزة قرآنية

عبد الفتاح محمد الأورش.. معجزة قرآنية | في عالم يزخر بالضغوط المادية والتحديات الفكرية، يظل القرآن الكريم منارةً مضيئة تبعث في النفوس السكينة، وتفتح آفاقًا واسعة للأمل والالتزام بالقيم الروحية. ومن بين النماذج المشرقة التي لفتت الأنظار مؤخرًا، برز الطفل المصري عبد الفتاح محمد الأورش البالغ من العمر 12 عامًا، حينما فاجأ الحضور في مؤتمر الأوقاف الثاني الذي عُقد في إحدى الجامعات، بقدراته الفائقة على التلاوة المتقنة للقرآن الكريم الذي يحفظه كاملًا. هذا المشهد لم يكن مجرد حدث عابر، بل رسالة قوية عن قيمة التربية الإيمانية ودور الأسرة في صناعة جيل واعٍ وموهوب.

عبد الفتاح محمد الأورش .. موهبة قرآنية مبكرة

عبد الفتاح ليس طفلًا عاديًا؛ فقد وهبه الله قدرة استثنائية على الحفظ والتلاوة، وهو ما جعله يختم القرآن الكريم في سن صغيرة. ظهوره في مؤتمر الأوقاف الثاني جاء بمثابة المفاجأة للحضور من علماء ودعاة وأكاديميين، حيث وقف بكل ثقة يقرأ آيات من الذكر الحكيم بصوت عذب وأداء متمكن، ليعكس صورة مشرقة عن أطفال مصر الذين لا يزالون يحملون مشاعل النور والهداية.

إن الحفظ المبكر للقرآن الكريم ليس أمرًا يسيرًا، فهو يحتاج إلى عزيمة وإصرار ومثابرة، إلى جانب دعم أسري متواصل. وهذا ما أكد عليه الدكتور سعيد بن مسفر الذي قدم الطفل، موضحًا أن هذه الموهبة لم تأت من فراغ، وإنما كانت ثمرة جهود كبيرة بذلتها أسرته في تنشئته وتربيته على حب كتاب الله.

دور الأسرة في صناعة الموهبة عبد الفتاح محمد الأورش

النجاح الذي حققه الطفل عبد الفتاح يسلط الضوء على دور الأسرة في رعاية الموهوبين. فالأسرة المصرية لطالما عُرفت بتمسكها بالقيم الدينية والتربوية، لكن التميز لا يتحقق إلا بالمتابعة الدقيقة والتشجيع المستمر. ومن الواضح أن والديه كانا نموذجًا في الحرص على أن يتشرب ابنهم منذ نعومة أظفاره حب القرآن الكريم، حتى أصبح يحفظه عن ظهر قلب في هذه السن المبكرة.

إن هذا الإنجاز يبعث برسالة قوية إلى كل الأسر والمربين: الاهتمام بالمواهب لا يقتصر على الجوانب العلمية أو الرياضية فقط، بل يمتد أيضًا إلى الجوانب الروحية والفكرية التي تصنع شخصية متوازنة ومبدعة.

المؤتمر الثاني للأوقاف.. منصة لإبراز المواهب

مؤتمر الأوقاف الثاني لم يكن مجرد مناسبة أكاديمية لمناقشة قضايا الفكر والدعوة، بل تحوّل إلى منصة لعرض نماذج ملهمة من الناشئة الذين يمثلون مستقبل الأمة. مشاركة الطفل عبد الفتاح الأورش كانت أبرز هذه النماذج، حيث جسدت رسالة المؤتمر التي تؤكد على ضرورة الجمع بين العلم الشرعي والتنشئة القيمية، بما يضمن تخريج أجيال واعية بدينها وقادرة على خدمة أوطانها.

لقد تفاعل الحضور مع تلاوة الطفل تأثرًا وانبهارًا، إذ جمع بين الإتقان الصوتي والمعرفة التامة بمخارج الحروف وأحكام التجويد، وهو أمر يحتاج عادةً إلى سنوات من التدريب.

قيمة حفظ القرآن في بناء الأجيال

حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة له أثر بالغ على تنمية الذكاء والقدرات العقلية، إضافة إلى تهذيب السلوك وغرس القيم الإيجابية. وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الحافظين للقرآن يتمتعون بذاكرة قوية، وقدرة أعلى على التركيز والتفكير المنطقي.

وبالنسبة ل محمد عبد الفتاح الأورش، فإن تجربته ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل هي نموذج حي على ما يمكن أن يحققه الطفل حين يجد البيئة الداعمة والمحفزة. كما أن هذه التجربة تعكس مكانة مصر الرائدة في تخريج حفظة القرآن الكريم الذين ينتشرون في مختلف دول العالم.

شهادة الدكتور سعيد بن مسفر

في كلمته خلال المؤتمر، أشاد الدكتور سعيد بن مسفر بموهبة الطفل المصري، مؤكدًا أن مثل هذه النماذج تبعث على الفخر والاعتزاز. وأضاف أن المربين والآباء عليهم أن يقتدوا بهذا النموذج، وأن يستثمروا في أبنائهم لإخراج طاقات متعددة ومواهب شتى تخدم الأمة في مختلف المجالات.

كلماته لم تكن مجرد إشادة فردية، بل دعوة عامة لكل من يعنيهم أمر التربية والتعليم، لإعادة النظر في الأساليب المتبعة، والحرص على غرس القيم الروحية إلى جانب المعارف الدنيوية.

مصر منبع القراء والعلماء

لطالما كانت مصر منارة للعلم والدين، حيث خرج منها كبار القراء والعلماء الذين ملؤوا الدنيا علمًا وهدى. ومن الجميل أن تستمر هذه المسيرة عبر أجيال جديدة مثل عبد الفتاح الأورش، الذي يعيد إلى الأذهان صور القراء العظام الذين أثروا المكتبات الإسلامية والمجتمعات المسلمة بأصواتهم وأدائهم.

رسالة ملهمة للأمة

إن قصة الطفل عبد الفتاح تحمل رسالة عميقة: الاستثمار الحقيقي يبدأ من تربية الأبناء على حب القرآن، وغرس القيم في نفوسهم منذ الصغر. وإذا ما نجحت الأسر في ذلك، فإن الأمة ستجني ثمارًا عظيمة من الإبداع والنهضة.

كما أن المؤسسات الدينية والتعليمية مطالبة بدعم هذه النماذج، وتوفير المنصات التي تتيح لهم التعبير عن مواهبهم وتنميتها، ليصبحوا قدوة لغيرهم من الأطفال والشباب.

خاتمة

إن الطفل المصري عبد الفتاح محمد الأورش ليس مجرد حافظ صغير للقرآن، بل رمز حي للأمل في مستقبل مشرق تُبنى دعائمه على الإيمان والعلم والقيم. مشاركته في مؤتمر الأوقاف الثاني جسدت صورة مثالية عن تلاقي الجهد الأسري مع الرعاية المؤسسية، وهو ما يجب أن يكون نهجًا عامًا في المجتمعات الإسلامية.

ولعل هذا الحدث يكون دافعًا لكل أسرة لتعيد النظر في أولوياتها، ولتدرك أن استثمارها الأكبر هو في أبنائها، الذين قد يصبحون يومًا ما منارات هداية وفخر لأوطانهم.

 

طفل مصري يحفظ القرآن كاملا
طفل مصري يحفظ القرآن كاملا

ويقول “محمد عبد الفتاح” والد الطفل : “حضر ابني ثالوثية الأديب باشراحيل بحضور الدكتور محمد علي العقلا وكيل الجامعة، وحين قدم ابني للحضور في تلك المناسبة، رأى تقديمه ضمن فعاليات مؤتمر الأوقاف المنعقد في الجامعة، كقدوة يجب أن يحتذى بها”.

وعن كيفية حفظ ابنه كتاب الله قال الأب : “حفظ ابني كتاب الله تجويدا وتلاوة منذ الصغر، بالإضافة إلى المتون كاملة، وحفظ أيضا الكثير من الأدب والشعر واللغة والنحو والرياضيات، حيث حرصنا أنا ووالدته على أن يستثمر وقته جيدا في مراجعة ما يتم حفظه، ومتابعته ذلك بشكل يومي، وكلانا حافظ للقرآن بالتواتر عن الآباء والأجداد” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى