إنجاز عالمي كبير، حققه الشاب المصري عمر السيد عثمان ليصبح أصغر مصري يحصل على الدرجة العلمية في العالم من جامعة باريس، بعد حصوله على الدكتوراه في الرياضيات.
قبل نحو 7 سنوات، التقى رئيس الوزراء المصري آنذاك عصام شرف، الطفل عمر عثمان، وكان يبلغ 15 عاما وقتها، وقيل حينها إنه حصل على بكالوريوس هندسة من جامعة القاهرة، وبكالوريوس هندسة من الجامعة الأمريكية، ويحضر الماجستير في الرياضة البحتة من الجامعة الأمريكية.
“عبقري الرياضيات” توارت سيرته خلف الأحداث الجسام التي مرت بها مصر، حتى فاجأ والده المصريين، السبت، وأعلن عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن ابنه أصبح أصغر حاصل على الدكتوراه في الرياضيات في العالم من جامعة باريس – ديديرو.
وأبدى الدكتور هاني الحسيني، أستاذ الرياضيات في كلية العلوم جامعة القاهرة، سعادته بإنجاز عمر، وقال إن لجنة المناقشة التي منحته الدكتوراه تشكلت من 7 من كبار أساتذة الرياضيات، أحدهم حاصل على ميدالية فيلدز (جائزة في الرياضيات تعادل نوبل).
وأضاف الحسيني، في تدوينة عبر صفحته على موقع “فيس بوك”، أن تقارير المحكمين استخدمت تعبيرات من نوع Exceptionally fine piece of work، أي “عمل غير عادي”، لوصف ما فعله عمر.
وصحح الحسيني كثيرا من المعلومات المتداولة عن حصول عمر على مؤهلات علمية من مصر، موضحا أنه درس بشكل غير رسمي في كلية العلوم جامعة القاهرة لمدة 3 سنين ونصف السنة من 2009 إلى 2012، وحضر مقررات وهو في المدرسة الإعدادية مع الدكاترة أحمد الجندي، وإسماعيل أمين، وطارق سيد أحمد، وليلى سويف، ونبيل يوسف، ونفرتيتي مجاهد، وخلال الفترة نفسها درس في الجامعة الأمريكية مع الدكتوراين وفيق بولس وميشيل هيبرت.
وكشف أستاذ الرياضيات: “لم تتح اللوائح والقوانين لعمر أن يذهب بعيدا، لكنه استطاع تحقيق ذلك في فرنسا”، مضيفا: “في 2012 إحدى أساتذة l’Ecole Normale Superieure في باريس تعرفت على عمر بالمصادفة في مدرسة صيفية للتلاميذ الموهوبين في أوروبا، وأقنعت إدارة المدرسة بقبوله وإعطائه منحة دراسية، ليتمكن من الترقي سريعا في فرنسا”.
وأبدى الحسيني حزنه من أن عمر لم يحصل في مصر إلا على الشهادة الإعدادية، وبالتالي لن يذكر في سيرته الذاتية أي تعليم حصل عليه في مصر.
ولم ينس أستاذ الرياضيات أن يوجه الشكر إلى مدرسة “الملك فهد النموذجية” في مدينة نصر، التي كان يدرس بها عمر، وقال إن “مدرسيه من خامسة ابتدائي لاحظوا موهبته غير العادية في الرياضيات، ووفروا له كل أنواع المساعدة حتى يستطيع تنمية موهبته، كما أن أسرته مثقفة واستطاعت توفير كل وسائل الدعم له”.
كانت موهبة عمر اكتشفت كما حكى بنفسه، عندما كان في الصف السادس الابتدائي وسأل مدرس الرياضيات عن طريقة أخرى لحل مسألة، فأعطى له المدرس طريقة تدرس في الصف الثاني الإعدادي، لكنها لم تقنع عمر، فظل يبحث عن إجابه وذهب إلى خاله (مهندس ميكانيكا) الذي ساعده في محاولة الوصول للإجابة.
وقال عمر، في تصريحات صحفية: “من هنا اكتشفت قدرتي على فهم الموضوعات الرياضية الأكثر تعقيدا التي تدرس لطلبة الجامعة”,