من المؤكد أن إحدى المشكلات التي يتعرض لها قائدي السيارات بصفة مستمرة، هي حدوث (بنشر) ثقب أو انفجار في إحدى عجلات السيارة، وعلى الفور نجد أن قائد السيارة يقوم بفك صواميل العجلات ورفع المركبة بواسطة رافعة، ومن ثم يسحب الإطار عن المركبة ويركب الإطار الاحتياطي وبعدها يقوم بربط الصواميل مرة أخرى.
هذه هي الطريقة الوحيدة التي نتعامل بها مع العجلات في حالات الفك والتركيب، وبلا شك أن هذا العمل يتطلب الكثير من الوقت والجهد، إضافة إلى المشاكل الأخرى التي تحدث أثناء القيام بهذا العمل الشاق، مثل إعاقة حركة المرور عند حدوثها في مناطق ضيقة أو مزدحمة، وكذلك ما تتعرض له أسنان براغي العجلات من تلف وتآكل عند فكها أو تركيبها، نتيجة الاحتكاك الحاصل بين أسنان البراغي وبين فتحات البراغي الموجودة على جنط العجلات، وهذا يؤدى أيضاً إلى حدوث تغيير في أبعاد أسنان البراغي، ولا ننسى كذلك معاناتنا من تعرض الصواميل للتلوث بالأتربة أو الضياع.
ولكن … هناك ابتكار فريد من نوعه، يعمل على مواجهة كل تلك المشكلات ومعالجتها، والذي توصل إليه الباحث الأردني، مهندس الميكانيك/ كامل مصطفى عبد الخالق، ويصف ابتكاره بأنه سيحدث نقلة كبيرة في هذا المجال، حيث أنه يساعد على تقليص الوقت والجهد في فك وتركيب العجلات، ويحافظ على أسنان براغي العجلات من التآكل، ومنع تغيير أبعاد أسنانها، نتيجة الاحتكاك الحاصل بين أسنان البراغي وفتحاتها الموجودة على جنط العجلات، أثناء فك وتركيب تلك العجلات. ويقضى على ظاهرة تلوثها بالأتربة أو الضياع.
الابتكار الجديد أطلق عليه اسم “العجلات ذات التروس المساعدة”، والهدف من فكرته، معالجة المشاكل التي يتعرض لها قائد المركبة أثناء فك وتركيب العجلات بالطريقة التقليدية، والقضاء على السلبيات الناتجة عن استخدام هذه الطريقة.
ولمعرفة المزيد عن “العجلات ذات التروس المساعدة”، يوضح لنا صاحب الابتكار طريقة عمل فكرته، وتلافيها لعيوب وسلبيات ما أسماه بالطرق التقليدية، ويبين أن الجزء الأساسي الذي أدخل عليه التعديلات هو جنط العجل، أما الإطار فهو إطار عادى كباقي الإطارات الموجودة في السوق، وتركيب التروس بشكل دائري على الجنط، بحيث يكون كل ترس من هذه التروس متصل بالآخر في شكل دائري، والغرض من هذه الطريقة مساعدة قائد المركبة في فك وتركيب العجلات، عن طريق تزويده بقوة عزم مساعده، حيث أن صواميل العجل تكون مثبتة على نصف عدد تروس المركبة، لأن النصف الآخر من هذه التروس يقوم بوظيفة تحويل حركة التروس المركب عليها صواميل العجلات، وبالتالي فإن هذا يدعم في الحصول على حركة في اتجاه واحد لكل تلك التروس، وهذا ما نسعى إليه، لجعل كل الصواميل متصلة مع بعضها البعض وكأنها صامولة واحدة، فعند فك أي صامولة تتحرك باقي الصواميل في اتجاه الفك، وكذلك نجد حدوث نفس الشئ عند ربطها.
والجزء الثاني الذي لحقه التعديل، هي صواميل العجلات نفسها، والتي تكون مثبته على التروس الموجودة على الجنط، وهذا ما يجعلها تختلف عن باقي الصواميل الأخرى من عدة جوانب، حيث يوجد ثقب نصف كروي مجور على الصامولة من الخارج، والهدف منه تثبيت مفتاح العجل عليها، بحيث لا يسمح بانزلاق المفتاح أثناء عملية الاستخدام، فالمفتاح يتكون من بوكس بداخله ثقب فيه زنبرك حديدي صغير يدفع كرة حديدية، وعند تركيب المفتاح على الصامولة يقوم الزنبرك بدفع الكرة الحديدية إلى الثقب المجور الموجود على الصامولة، وهذا ما يؤمن التثبيت اللازم، وفى حال سحب المفتاح عن الصامولة تنضغط الكرة الحديدية في اتجاه الزنبرك ويتحرر المفتاح.
ونلاحظ أيضاً عدم وجود أسنان في بدايات الصواميل، بل هناك قطعة بلاستيكية على شكل خاتم في بدايات الصواميل، لتسهيل عملية تركيب العجلات، وحماية أسنان الصواميل والبراغي. ولنتمكن من صيانة التروس في حالة حدوث تلف فيها، يتوافر غطاء حماية للتروس، عبارة عن قطعة من الحديد الصاج مركبة على الجنط بواسطة براغي صغيرة، حتى تحمى هذه التروس.
كذلك فإن هذا الابتكار يشتمل على طاسه الزينة، والتي تتميز عن غيرها بوجود قطعة حديدية على شكل صواميل العجلات، تقوم بتثبيت التروس في حال تعرض المركبة أو الماكينة إلى اهتزازات قوية، وبهذا يمنع تحرك صواميل العجلات.
إذن .. فهناك العديد من المميزات لهذا النظام، حيث لا حاجة لتركيب الصواميل على كل برغى، فكل ما يتطلبه هو تثبيت العجلات بشكل صحيح، وربط صامولة واحدة فقط، كما يقوم بتوزيع القوة على كل صامولة عند الربط بنفس المقدار، ويعطى عزم مساعد لمن يقوم بفك أو ربط صواميل العجلات، وذلك لوجود التروس، ويحافظ على أسنان البراغى ويعطيها عمراً أطول، حيث أنه يسمح بتركيب أو فك العجلات بزاوية 90ْ درجة مع سطح الأرض، ويحافظ أيضاً على الصواميل من الضياع و الأتربة.
ويرى كامل مصطفى، صاحب الابتكار، أن تكون مجالات استخدام ابتكاره، في السيارات الصغيرة، وبعض المعدات مثل الجرافات والرافعات الشوكية الصغيرة.