يعتبر العالم الألماني الكساندر شونبرج، أحد أبرز علماء الكيمياء في مصر في القرن العشرين وهو مؤسس علم الكيمياء الضوئية في مصر وقد شغل منصب رئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول/ القاهرة لمدة 20 عامًا وكان وراء السمعة العالمية الكبيرة لكلية العلوم في جامعة فؤاد الأول.
Table of Contents
الكسندر شونبرج وبداية القصة
بدأت قصة الكسندر شونبرج من المانيا بعد تعيينه أستاذا للكيمياء العضوية في جامعة برلين التقنية في سنة 1927 وسُرعان ما أصبح معروفًا من خلال ابحاثه العلمية، حتى أنه تم انتخابه في عام 1932 لعضوية مجلس الجمعية الكيميائية الألمانية. انتقل بعدها الكساندر شونبرج الى اسكتلندا وقضى 3 سنوات في جامعة إدنبرة، ولكن حياته تغيرت تماما في سنة 1937.
في هذا التوقيت كان هناك إعلان عن وظيفة أستاذ في كلية العلوم جامعة فؤاد الأول فتقدم لها شونبرج ونجح فيها بعد توصيته إلى الوظيفة من ريتشارد فيلشتاتر – الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء والمعروف بدراساته عن الكلوروفيل واختراعه لتقنية الكروموتوجرافي الشهيرة. وهنا لابد أن نتوقف لحظة، الجامعات المرموقة لا تقوم باختيار أعضاء هيئة التدريس فيها بالتعيين المباشر ولكن عن طريق الإعلان والمنافسة الحقيقية.
هذا الكلام حدث مع كل أعضاء هيئة التدريس في ذلك الوقت بمن فيهم علي مصطفى مشرفة نفسه، ولهذا كان لدينا نظاما تعليميا على نفس مستوى أرقى جامعات أوروبا كما جاء في شهادة واحد من أعظم العلماء في القرن العشرين مثل ماكس بورن.
الكسندر شونبرج والعمل في كلية العلوم
عندما وصل شونبرج إلى مصر في عام 1937 للعمل في كلية العلوم في جامعة فؤاد الأول، لم يكن يدرك بعد الإرث العظيم الذي سيخلفه خلال فترة توليه رئاسة قسم الكيمياء لمدة 20 عامًا. شونبرج هو الوحيد في تاريخ هذا القسم الذي استمر في قيادة المكان لهذه الفترة الطويلة. خلال هذه الفترة، حقق شونبرج إنجازاته العلمية الأكثر أهمية وأسس مدرسة لعلم الكيمياء الضوئية ما زال صداها يتردد حتى يومنا هذا.
نشر أكثر من 300 ورقة بحثية في حياته العلمية، منها حوالي 200 ورقة بحثية من جامعة فؤاد الأول وحدها، وهو عدد كبير جدًا، خاصةً بمعايير تلك الفترة.
الكسندر شونبرج ودراسة التفاعلات الضوئية
في ضوء الشمس المشرقة في القاهرة، وجد الكسندر شونبرج المناخ المثالي لدراسة التفاعلات الضوئية، حتى أصبح معروفًا على المستوى الدولي من خلال عمله في تحضير المركبات العضوية، من خلال التفاعلات التي قام بها على سطح مباني الكلية. بلغت شهرته انه في عام 1950، نجح في نشر بحث مشترك مع العالم العملاق ماكس بورن في مجلة نيتشر الرائدة، وده مش بحثه الوحيد هناك، شونبرج له أبحاث كتيره في نيتشر باسم جامعة فؤاد الاول. شونبيرج كان من رواد مجال الكيمياء الضوئية التحضيرية، وأول من كتب كتابًا عن الموضوع، وحتى اليوم يُعتبر واحدًا من أهم المراجع في هذا المجال. تم نشر الكتاب من قبل سبرنجر فيرلاج في عام 1958 باللغة الألمانية تحت عنوان “الكيمياء الضوئية التحضيرية” . ومن ضمن طلابه رضوان مباشر، ونصري بدران، وعلي سينا، وريموند عزام، وجميل عزيز، وبالطبع الدكتور أحمد مصطفى الذي أصبح فيما بعد وزيرًا للبحث العلمي خلال عهد عبد الناصر.
الكسندر شونبرج والعودة إلى ألمانيا
بعد بلوغه سن التقاعد، عاد شونبرج إلى ألمانيا في عام 1958 وتمكن من استعادة وظيفته في جامعة برلين ولكن كأستاذ متقاعد. استمر شونبرج في نشاطه البحثي في برلين وأشرف على 11 رسالة ونشر 110 ورقة بحثية اخرى. وعندما زاد عدد الأبحاث في هذا المجال، قرر نشر طبعة جديدة من كتابه في الكيمياء الضوئية، ولكن هذه المرة باللغة الإنجليزية للوصول إلى عدد أكبر من القراء. الكتابين موجودين في مكتبتي الخاصة، وبإذن الله سأهديهما لجامعة القاهرة في الوقت المناسب.
قصة حياة شونبرج وأبحاثه المذهلة يعدان مصدر إلهام حقيقي للعلماء الحاليين والأجيال القادمة والاهم من كده هو درس للهيئات البحثية في كيفية صنع مكانة كبيرة في المجتمع العلمي العالمي.