المخترع عادل الوصيص يحول المياه المالحة إلى مياه نقية
خلال أكثر من 10 أعوام من البحث والابتكار، قدّم مهندس الاتصالات الكويتي (عادل الوصيص) العديد من الحلول المبترة التي يمكنها المساهمة في حل العديد من المشكلات، وعلى رأسها الندرة المائية في منطقة الخليج.
فاختراع “الري بالبخار البارد” الذي قدمه عادل الوصيص، يقوم بتحويل المياه المالحة وغير الصالحة للشرب إلى مياه نقية خالية من الأملاح، عن طريق خزان مفرغ من الهواء لتقليل درجة غليان الماء وباستخدام الطاقة الشمسية لرفع حرارة الماء والتزويد بالطاقة اللازمة لعمل النظام، كما يكون الري في مكامن خاصة ويمكن التسميد السائل فيها أيضا.
المطرقة الهوائية
يذكر ان الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قد اختارت أفضل 6 مخترعين خليجيين، وأبرزت براءات اختراعاتهم بشاشة عرض في جناحها بمعرض “إكسبو 2020 دبي”، ومن بينهم الكويتي عادل الوصيص واختراعه “المطرقة الهوائية”.
ولـ الوصيص 4 اختراعات أخرى وهي: “حزام الأمان”، و”المروحة الطولية”، و”الري بالبخار البارد”، و”المطرقة الهوائية”.
“حزام الأمان”
بدأت فكرة حزام الأمان, سنة 2012، عندما شبَّ حريق في منزل الوصيص، ويومها بدأ يفكير بابتكار حزام الأمان، ففكر بأنه مع تطور البناء وارتفاع المباني الحديثة وتشييد الأبراج العالية، يجب أن يرافق ذلك تطور في عمليات الإنقاذ، ففكر بأن يكون لدى أي شخص أدوات يمكن أن تنقذه من خلال حقيبة تتضمن وسائل للإنقاذ، كحزام الإنقاذ وأداة لكسر الزجاج الذي يصبح أكثر قساوة عند اشتعال النيران، فجمع كل هذه الأدوات ضمن حقيبة واحدة من ضمنها حزام ينقذ الإنسان به نفسه وينزل به من أعلى إلى أسفل، فتصبح نسبة إنقاذ الفرد لنفسه أكبر. فضلاً عم أداة كسر الزجاج هي عبارة عن مطرقة هوائية، تقوم بكسر الزجاج أثناء نشوب الحريق، وتعمل على ضغط الهواء بدلا من استخدام البارود أو الديناميت.
المروحة الطولية
اختراع “المروحة الطولية” يشمل جهازا ينتج الكهرباء من قوة الرياح ويتحرك باتجاه الهواء، حيث يقوم بضغط الهواء للمرور بحيز ضيق وعندها تزيد سرعة الهواء وكثافته، وفكرت بالاستفادة من الطاقة المتجددة، واستوحي الوصيص الفكرة من خلال زيارته لمنطقة بين شمال ألمانيا وهولندا، فلاحظ كيف تحرك التيارات الهوائية القوية التوربينات العالية، ففكر باختراع المروحة الطولية.
“الري بالبخار البارد”
يقوم هذا الابتكار بتحويل المياه المالحة وغير الصالحة للشرب إلى مياه نقية خالية من الأملاح، عن طريق خزان مفرغ من الهواء لتقليل درجة غليان الماء وباستخدام الطاقة الشمسية لرفع حرارة الماء واكتساب الطاقة اللازمة لعمل النظام، كذلك يكون الري في مكامن خاصة ويمكن التسميد السائل فيها أيضا.
وجاءت فكرة الاختراع لأن دول الخليج العربي لديها مشكلة في وجود المياه الصالحة للشرب، فهي إما مالحة أو فيها مواد كبريتية ضارة للإنسان والحيوان والنبات والتربة، فعمل الوصيص بنظام التناضح العكسي، وهو يستهلك طاقة كبيرة، ويأخذ من المكان الأقل إلى المكان الأكثر، ويحتاج إلى ضغط عالٍ وكهرباء وفلاتر معينة، تسمح بمرور الماء دون جزيئات الملح أو المواد الكيمياوية الضارة للتربة والبيئة.
وعندما درس الوصيص الماء، وجد أن له عدة أشكال ويتغير سلوكه في كل درجة ضغط وحرارة، ففكر بطريقة عكسية، وتمكن من خفض درجة الضغط، فأصبح يغلي عند 40 درجة مئوية، ويتجمد دون تبريد، وعندما تحكم الوصيص في درجة الضغط الجوي، توصل إلى فصل الماء دون طاقة ودون فلاتر، وكذلك يصعد بنظام الماء الراجع وإخراج الملح الصافي من الماء.
شارك الوصيص في العديد من المعارض والدورات والمؤتمرات في برلين وماليزيا والدوحة ودبي وغيرها، واستفاد كثيراً من هذه المشاركات لوجود بعض الشركات المتخصصة في الطاقات المتجددة، والاحتكاك بالآخرين، وتبادل الأفكار، ووجود طلبة من الجامعات، فيتمكن الفرد من الاطلاع على الأفكار المتنوعة وتبادل الآراء.
كما شارك عام 2011 في مؤتمر بمدينة برلين نظمته إحدى الشركات المتخصصة في الطاقات المتجددة، واستفاد كثيراً من دقة العمل وكيفية تحليل عناصر كل مشكلة.
كما شارك في المعرض الدولي للاختراعات والإبداعات والتقنيات “آيتكس” في ماليزيا عام 2017، وحقق الميدالية الذهبية عن اختراع “حزام الأمان”، بمشاركة أكثر من ألف اختراع قدمه باحثون من مختلف الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، إضافة إلى المخترعين الشباب وعدد من الشركات الإبداعية والتقنية من 24 دولة.
كما شارك في معرض التحدي والابتكار بقطر، وحقق فيه الميدالية الذهبية، حيث شارك مع 5 من وفد النادي العلمي الكويتي. ومؤخرا شارك أيضا في معرض “إكسبو دبي 2020” بدعوة من وزارة الإعلام الكويتية.
العمل على اختراعات جديدة
يعمل الوصيص حاليا على إنجاز عدة براءات اختراع جديدة، لكنه أخذ عهدا على نفسه بالاهتمام بالنوع لا العدد، ويتمنى أن ينجح في اختراع منتج فعّال، وتغيير نظرة المجتمع للمخترع العربي. ولديه العديد من الأفكار، لكنه لا يريد أن يتشتت، بل يريد أن ينتهي من فكرة ثم ينتقل إلى الأخرى، وتركيزه حاليا منصب على كيفية تسهيل تحلية الماء المالح.