ماذا ستفعل إذا كنت تنتظر مكالمة هامة على هاتفك الجوال، وفجأة ظهرت رسالة على تقول إن البطارية ضعيفة، وأنت وقتها خارج المعمورة حيث لا كهرباء، وكنت في أمس الحاجة إلى استعمال جوالك؟.. إنها بحق مشكلة تحتاج إلى حل.
لكن يقدم حل هذه المشكلة المخترع الجزائري محجوبي عبدالرحمن (30 عاما) الذي تمكن من ابتكار جهاز صغير الحجم يتم تثبيته على الخصر ويقوم بتحويل الطاقة الناتجة عن حركة المشي أو الجري أو حركة اليد إلى طاقة كهربائية يمكن الاستفادة منها في شحن الهاتف النقال أو شحن أي جهاز الكتروني آخر يعمل بنفس طاقته أو اقل أو أكثر منه بقليل، وأطلق محجوبي على اختراعه اسم “المعبئ الحركي”.
يقول المخترع الذي يعمل مهندسا للاتصالات: “هذا الجهاز هو الوحيد لحل هذه المشكلة من جميع جوانبها، إذ يحول الطاقة الحركية المهدرة في جسم الإنسان إلى طاقة كهربائية تكفي لحشن الجوال أو الأجهزة الإلكترونية، متى شاء الشخص وبدون تكاليف، إذا فالجهاز يبقي الشخص على اتصال دائم مع العالم، بإبقاء الهاتف الجوال مشحون أو قابل للشحن مدة 24ساعة، في أي نقطة بالعالم، ومهما كانت الظروف المناخية المحيطة”.
ويضيف: “هذا الجهاز يقتصد الطاقة بشكل جيد جدا لأنه يستغل الطاقة المهدرة أصلا في جسم الإنسان والناتجة عن حركة المشي أو الجري أو حركة اليد، وكما نعلم كذلك أن تدني تكلفة الأجهزة الالكترونية المحمولة وأهمها الهاتف النقال أدى إلى انتشارها وبشكل مذهل في أنحاء العالم ولازالت، حيث أن ممتلكي الهاتف النقال لوحدهم يصل عددهم إلى أكثر من 2 مليار شخص عبر العالم نهيك عن الأجهزة الأخرى، ومن خلال هذا الطرح يمكن أن نستوعب حجم التبديد الكهربائي الناتج عن شحن هذه الأجهزة في مختلف أنحاء العالم”.
ويشير المهندس محجوبي إلى أن هذا الجهاز سيكون داعيا لممارسة رياضة المشي أو الجري بدعوى شحن الهاتف النقال، مما سينعكس بالإيجاب على صحة الإنسان.
قام محجوبي بصنع نموذج من جهازه المبتكر وقام بتجربته وكانت نتائجه كما يلي: التوتر (ف) = من 1 إلى 12 فولت، وشدة التيار (ش) = من 1 إلى 5 ميلي أمبير أقصى حد، أما وزن الجهاز فيبلغ 267غرام، وعندما قام بالتجربة على هاتفه الجوال بدا من خلال شاشته أن البطارية قيد الشحن، مما يؤكد أن الفكرة يمكن جدا أن تجسد على أرض الواقع إذا توفرت الإمكانيات اللازمة لذالك.
يقول محجوبي: “قمت بتجربة الجهاز وأعطى النتائج المرجوة رغم ضعف الإمكانيات التي قمت بتصنيعه بها، وثبت لي من خلال تجربته أنه سهل التصنيع والتطوير وغير مكلف أبدا، ولن يكون الجهاز غالي الثمن إذا ما تم إنتاجه بشكل تجاري، كما سيكون ذي إمكانيات أعلى إذا ما تم تطويره بالشكل المطلوب والفعال، بعدها سيكون تسويقه فعال على مستوى العالم، فلو فرضنا أن الاختراع يطبق على الهاتف النقال فقط، دون الأجهزة الإلكترونية الأخرى، فتخيل كم شخصا سيمتلك الجهاز، إذ أن مستخدميه يتخطون الـ2 مليار”.
ويضيف: “كما أن علماء التكنولوجيا أجمعوا على أن إنسان المستقبل سوف يكون أكثر اعتماد من غيره على الأجهزة الالكترونية المحمولة وهذا بسبب التطور التكنولوجي المذهل والسريع في العالم، ومن هنا تظهر الحاجة الماسة والملحة لهذا الجهاز، التي تمنحه فوائده مميزات في الحاضر والمستقبل”.
يؤكد محجوبي أن الفكرة نفسها يمكن تعميمها حل ظهور اختراعه على أجهزة الكترونية أخرى مثل(أجهزة الكمبيوتر المحمولة، علب التحكم عن بعد بأنواعها، وعلب أطفال ذات بطاريات بأنواعها، وكاميرات ديجتال بأنواعها….الخ)