الموت يغيب “ماريا برانياس” .. عميدة سن البشرية عن عمر يناهز 117 سنة
ماريا برانياس مثالًا للشيخوخة الصحية والنشيطة
توفيت اليوم الثلاثاء الإسبانية ماريا برانياس، أكبر معمرة في العالم، في إقليم كاتالونيا، شمال شرقي إسبانيا، عن 117 عاماً، وفق ما أعلنت عائلتها. وإذ نشرت عائلتها منشور نصه “لقد رحلت عنا ماريا برانياس لقد توفيت تماماً كما كانت تريد أثناء نومها، بأمان ومن دون ألم“..
يذكر أن #ماريا_برانياس أخذت لقب عميدة سن البشرية من المعمرة اليابانية #فوسا_تاتسومى التي توفت عن عمر يناهز 116 سنة العام الماضي..
ولدت موريرا في مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية يوم 4 مارس 1907 بعد عام واحد من هجرة والديها إلى الولايات المتحدة.
ثم عادت عائلتها إلى إسبانيا بعد ثمانية أعوام واستقرت في كاتالونيا.
وتعتبر كاتالونيا موطنها منذ ذلك اليوم وحتى الآن، كانت تسكن في دار رعاية للمسنين يدعى – Residència Santa María del Tura – منذ 23 عام.
un capellà disponible i una nova autorització del Bisbat. També calia avisar al restaurant de que el dinar seria un sopar. El casament de les 12, es va fer cap a les 7 de la tarda. Amb els convidats, una trentena, passàvem el temps contemplant el magnífic panorama que es 👇 pic.twitter.com/k4K5sjjHpi
— Super Àvia Catalana (@MariaBranyas112) November 5, 2022
رزقت ماريا بثلاث أبناء و11 حفيد و13 من أبناء الأحفاد.
تزوجت في عام 1931 من جوان موريت، طبيب يعمل في كتالونيا.
شهدت ماريا مئات التغيرات التكنولوجية خلال حياتها.
وتقول بأن أهمها وأكثرها إيجابية برأيها هي سهولة التواصل بيت الأشخاص.
ولكنها أيضاً تتحدث عن مساوئ الحياة المعاصرة قائلة بأن “الناس كانوا يعيشون حياة أسعد وأكثر هدوءاً” في مطلع القرن العشرين لأن المجتمع الحديث يعطي الكثير من الاهتمام إلى الأموال.
كانت تتمتع ماريا بنظرة إيجابية للعالم والحياة من حولها، وتؤمن بأن الحياة مليئة بالدروس حتى لأكبر شخص في العالم.
تم تسجيل ماريا برانياس كأكبر شخص على وجه الأرض في 18 أبريل 2023، بعد وفاة فوسا تاتسومي اليابانية. وقد حظيت وفاة ماريا برانياس باهتمام واسع نظرًا لأهميتها كعميدة سن البشرية، وكان الناس يتابعون حياتها وصحتها باهتمام كبير.
تُعتبر ماريا برانياس مثالًا للشيخوخة الصحية والنشيطة. كانت تتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا وتمارس التمارين الرياضية بانتظام. كما كانت تستمتع بالأنشطة الاجتماعية والثقافية، مما ساعد على تحسين نوعية حياتها وتمكنها من العيش لفترة طويلة.
وفاة ماريا برانياس في سن الـ117 عامًا تثير التساؤلات حول أسباب الشيخوخة الطويلة وكيفية تحقيقها. يعتقد العلماء أن
هناك عوامل وراثية وبيئية وعوامل سلوكية تلعب دورًا في تحديد مدى طول عمر الفرد. النظام الغذائي الصحي، والنشاط البدني، والعلاقات الاجتماعية، والاستعدادات الوراثية كلها عوامل مهمة تساهم في الشيخوخة الصحية والنشيطة.
دراسة حالة ماريا برانياس
يدرس العلماء حالة أكبر معمرة في العالم في محاولة للكشف عن سر العمر الطويل، بعد أن أذهلتهم الصحة الممتازة “للجدة الخارقة” التي ناهز عمرها 116 سنة.
عاشت السيدة ماريا برانياس، المعروفة بين متابعيها على موقع “إكس” [المعروف سابقاً بـ”تويتر”] باسم “الجدة الكاتالونية الخارقة”، في كاتالونيا منذ ذلك الحين وتقيم في دار رعاية المسنين “ريزيدنسيا سانتا ماريا ديل تورا”، منذ 22 عاماً، وفقاً لموسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.
والآن، وافقت صاحبة الرقم القياسي العالمي على الخضوع لاختبارات علمية – التي يأمل الباحثون في أن تعزز فهمهم لبعض الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل أمراض الجهاز العصبي أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
على رغم عمرها، لا تعاني السيدة برانياس أي مضاعفات صحية سوى بعض المشكلات المتعلقة بالسمع والحركة، ولا تزال تتمتع بذاكرة قوية.
وقالت العالمة مانيل إستلر لقناة “أي بي سي” ABC الإسبانية إن السيدة برانياس “تتمتع بذهن صافٍ تماماً. تتذكر بوضوح مثير للإعجاب أحداثاً حصلت عندما كان عمرها أربع سنوات فقط، كما أنها لا تعاني أي أمراض في القلب والأوعية الدموية، وهي أمراض شائعة لدى كبار السن”.
السيدة إستلر، وهي عالمة إسبانية مشهورة تركز على علم الوراثة وأثره في الحالات الصحية، تعرفت أخيراً إلى السيدة برانياس وانتابها الفضول حول كيفية تأثير تركيبها الجيني في شيخوختها.
بعد حديث طويل مع السيدة برانياس، تعتقد العالمة إستلر بأنه لا بد من أن هناك مزيداً لاكتشافه من أجل معرفة سر طول عمرها.
لم تكن حياة السيدة المميزة سهلة. لقد نجت من زلزال أثناء وجودها في الولايات المتحدة ومن حريق كبير ومن الحربين العالميتين والحرب الأهلية الإسبانية ووباء الإنفلونزا الإسبانية، وأخيراً نجت من فيروس كورونا [الذي أصابها] عام 2020.
فقدت السيدة برانياس والدها عندما كانت صغيرة جداً بينما كانت العائلة على متن سفينة من الولايات المتحدة إلى إسبانيا، فتوفي بسبب مرض السل الرئوي، بحسب ما ذكرت موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.
علاوة على فقدان والدها، عانت فقدان السمع الدائم في إحدى أذنيها أثناء وجودها على متن سفينة نتيجة لوقوعها أثناء اللعب مع إخوتها.
وعلى رغم الأوبئة والحروب المختلفة التي عايشتها، إلا أن طول عمرها جعل العلماء يتساءلون عن سرها.
وقالت إستلر في حديثها إلى قناة “أي بي سي”: “نحن نعرف العمر الزمني لماريا، 116 سنة، لكن يجب علينا تحديد عمرها البيولوجي”، معتقدةً بأن السيدة برانياس “أصغر بكثير” من الناحية البدنية.
وقام العلماء بأخذ عينات بيولوجية من اللعاب والدم والبول للسيدة برانياس، والتي يعتقد بأنها العينات البيولوجية “الأطول عمراً” وذات قيمة علمية كبيرة، بحسب تصريح جوزيب كاريراس، رئيس معهد أبحاث سرطان الدم لقناة “أي بي سي”.
هذه العينات ستقارن مع عينات الابنة الوسطى للسيدة برانياس، والتي تبلغ من العمر 79 سنة.
كثيراً ما تُسأل السيدة برانياس عن سر حياتها الطويلة، وتستخدم حسابها على موقع “إكس” لنشر نصائحها للآخرين.
وعزت طول عمرها إلى “النظام والهدوء والتواصل الجيد مع العائلة والأصدقاء والتواصل مع الطبيعة والاستقرار العاطفي وعدم القلق وعدم الندم وكثير من الإيجابية والابتعاد من الأشخاص السامين”.
ومع ذلك، فهي تنسب أيضاً جزءاً كبيراً من الأمر إلى الحظ.
وقالت إستلر: “من الواضح أن هناك عاملاً وراثياً على اعتبار أن هناك عدداً من أفراد عائلتها الذين تخطوا الـ 90 سنة”.
ستستخدم العينات البيولوجية النادرة لتقييم جيناتها والتي من المأمول أن تؤدي إلى تقدم الأبحاث حول الأدوية التي يمكن أن تساعد في الأمراض المرتبطة بالعمر والسرطان.
أما بالنسبة إلى السيدة برانياس، فقالت على حسابها على منصة “إكس” إنها “سعيدة جداً لأن بإمكانها أن تكون مفيدة للبحث والتطور”.
في الختام، تُعتبر ماريا برانياس رمزًا للشيخوخة الصحية والنشيطة. كانت تعيش حياةً نشيطة ومليئة بالحب والتفاعل مع الآخرين، وقد تركت بصمة في قلوب عائلتها ومجتمعها. وفاتها بأمان ومن دون ألم كما كانت تريد تجسد السلام والرضا الذين يسعى الجميع لتحقيقهما في نهاية حياتهم.